نصر الله :ما جرى في تموز حرب عالمية على لبنان

28-08-2006

نصر الله :ما جرى في تموز حرب عالمية على لبنان

الجمل : قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حوار تلفزيوني مع قناة  تلفزيون الجديد بث مساء أمس الأحد : ما جرى في تموز هي حرب عالمية على لبنان ، لقد كانت المقاومة مستهدفة من إسرائيل وامريكا وبمساندة دولية ، وحول التوقعات بجولة حرب ثانية قال :أن"لا جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل"، لافتا إلى أن حزب الله يحتفظ بحقه في المقاومة طالما هناك احتلال وقال "أنا لا أعطي أي تطمينات لأي أحد". وقال نصر الله إن حزب الله أطلق على إسرائيل خلال المواجهة "أكثر من أربعة آلاف صاروخ، وهذا أقل بكثير من خمسين بالمائة من قدرتنا العسكرية".
وأشاد نصر الله الأمين بمواقف سوريا و قال : سوريا دعمت المقاومة الوطنية اللبنانية منذ عام 1982 وساندتها ووقفت الى جانب لبنان خلال العدوان الإسرائيلي عليه بالسياسة والإعلام والناس وبالشارع. وأنه عام 2005 عرض على الرئيس بشار الأسد  البقاء في لبنان وارسال جيشه الى الجنوب مقابل نزع سلاح المقاومة والسلاح الفلسطيني  وأن يسير بموضوع توطين الفلسطينيين في لبنان، لكن  رفض هذا العرض، ونوه  نصر الله بمبادرة الشعب السوري والعائلات التي آوت النازحين اللبنانيين واسكنتهم فى بيوتها وقدمت لهم كل ما يحتاجونه ووضعت فى تصرفهم كل شىء مؤكدا انه يحق لسورية ان تحتفل بنصر المقاومة اللبنانية كما يحق لإيران ذلك ايضا فكل حزب وحركة ووسيلة اعلام وكل كاتب وكل انسان عادى انتصر للمقاومة بأى شكل من الأشكال حتى بالدعاء يحق له ان يحتفل بالنصر لانه جزء من النصر. ويحق له القول "انتصرنا" هو الذي انتصر وليس فقط المقاومة.
وحول موضوع المسيحيين قال أن هناك  قيادات مسيحية في لبنان تدفع ثمن مواقفها الشريفة، وجزء كبير من المسيحيين  جزء من نصر المقاومة . وأن من عطل مقام الرئاسة في لبنان يتحمل مسؤولية تحييد المسيحيين عن القرار، مشيراً الى الأصوات التي تنقد وتتحدث عن الاحباط المسيحي  لأن الزيارات الرسمية تتم اليوم إما الى الرئيس السنيورة أو الى الرئيس بري ، ورغم صحة هذا يقول نصر الله أن من يتحمل ذلك الذي يمنع الزيارات الى الرئاسة والذين يرفضون وصول من يمثل 75 % من المسيحيين الى الحكومة .
وعما إذا كان حزب الله كان يتوقع الرد الإسرائيلي على عملية الأسر قال نصر الله  "لم تتوقع ولو واحدا بالمائة أن عملية الأسر ستؤدي إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم، لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل.. لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعا".
وعما أعلنته إسرائيل عن أسر أحد عناصر حزب الله من الذين شاركوا في عملية خطف الجنديين الإسرائيليين، قال: "الموضوع بحاجة إلى تدقيق، لأن من شارك في العملية هم من الشباب الذين قاتلوا على الخطوط الأمامية طيلة فترة العدوان، لذلك من الممكن أن يكون أحد المشاركين في العملية قد أسر".
وفي ما يتعلق باقتراح حزب الله مبادلة الجنديين الإسرائيليين بأسرى ومعتقلين لبنانيين في إسرائيل، كشف نصر الله إنه منذ "فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض، ويبدو أن إيطاليا تحاول الدخول في الموضوع، والأمم المتحدة مهتمة، والتفاوض يتم عبر الرئيس (نبيه) بري"، رئيس المجلس النيابي اللبناني.  كما نفى أن يكون الرئيس بري قد تخلى عن هذا الدور على الأقل لم يبلغ نصر لله بذلك ..
واكد الأمين العام لحزب الله انه طالما هناك احتلال للأرض اللبنانية فمن حق المقاومة ان تعمل لتحريرها وقال.. طالما ان العدو الإسرائيلي مازال موجودا فى بعض النقاط فى الجنوب اللبناني وهذا يعنى حالة احتلال ان من حقنا المشروع التمسك بالمقاومة وبقتال المحتل لأرضنا وان اختيار الزمان والمكان هو بيد المقاومة.واضاف نصر لله : نحن نتابع الاحداث بشكل يومى والتفاصيل التى تأتى من المنطقة الحدودية.. ونتابع سياسيا مع السلطة والحكومة اللبنانية ونحن نحتفط بحق المقاومة ونمارسه فى الوقت المناسب حتى تحرير كل الارض اللبنانية المحتلة وبالتالى لا استطيع ان اعطى اى تطمينات لاى احد.
وان الحرب المفتوحة توقفت فى الرابع عشر من الشهر الجارى ولكن اسرائيل استمرت باستفزازها حتى نستدرج الى مواجهة يقال فيها ان المقاومة خرقت القرار/1701/وهذا سيفتح النقاش على قرار ثان يسعى الرئيس الامريكي جورج بوش له وهذا الامر له علاقة بسلاح المقاومة.
وانتقد نصر الله صمت المجتمع الدولي تجاه الخروقات الإسرائيلية المستمرة للقرار/1701/وقال.. عندما خرق العدو الإسرائيلي القرار بإنزال "بوداى" لم نجد رد فعل دولي تجاهه بينما كان رد فعل الأمم المتحدة متواضعا جدا والعالم كله صمت ولكن بالمقابل لو قامت المقاومة بأصغر من هذا الخرق بكثير وفى سياق الرد على اعتداء إسرائيلي لكان رد المجتمع الدولي مختلفا تماما وستدان المقاومة اللبنانية.
وأشار الأمين العام لحزب الله الى انه لا جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل وان الكلام الذي يطلقه تيرى رود لارسن الموفد الدولي الى المنطقة يخدم الاسرائيليين بالدرجة الأولى.
واعتبر نصر الله  ان هناك محاولة لفرض مطالب إسرائيلية جديدة منها نشر القوات الدولية في مطار بيروت الدولي وفى المرافىء وعلى الحدود الشمالية لافتا الى ان الاسرائيليين هولوا بجولة ثانية لكي يخضع لبنان لهذه الشروط.
وقال الأمين العام لحزب الله انه إذا انتشرت القوات الدولية والجيش اللبناني فمن المفترض ألا يبقى الإسرائيليون وبالتالي أي نقطة يبقى فيها الإسرائيلي فمن حقنا ان نقاتله.
وشدد نصر الله على ان الجيش اللبناني سيلقى من المقاومة كل تسهيل وكل دعم ومساندة وأي شيء ممكن ان يحرج الجيش لن نفعله وان المقاومة ستكون مؤازرة للجيش اللبناني وداعمة له كما انه ليس هناك مشكلة مع القوات الدولية طالما ان مهمتها ليست نزع سلاح المقاومة.
وقال نصر الله انه اذا انتشر الجيش اللبناني واليونيفيل في الجنوب اللبناني فمن المفترض ألا يبقى العدو الإسرائيلي في الجنوب.
وأضاف الأمين العام لحزب الله أننا وافقنا على انتشار الجيش اللبناني في المنطقة الحدودية وان يصل الى اى نقطة يريدها على الحدود وناقشنا ذلك في الحوار الوطني اللبناني واتفقنا على ان الوظيفة الأساسية للجيش اللبناني من خلال تواجده على الحدود هي الدفاع وحماية الوطن والمواطنين وحفظ الأمن.. ونحن نثق بقيادة الجيش ومسؤوليته الرئيسية هي الدفاع عن الوطن ومن جهتنا سيلقى كل التسهيلات والدعم والمساندة.. وأي  شيء يمكن ان يحرج الجيش لن نقوم به.. والجيش معنى بالنهاية بأي خرق برى إسرائيلي هو سيتولى هذه المسؤولية.. المقاومة ستكون داعمة وساندة للجيش اللبناني مشيرا الى ان قوة اليونيفيل مهمتها مساعدة الجيش اللبناني.
كما تناول نصر الله موضوع مزارع شبعا وقال.. ان هذا الموضوع له علاقة بالحقوق الوطنية.. وان اى ارض تقول عنها الحكومة اللبنانية والدولة اللبنانية بأنها ارض لبنانية وتبقى تحت الاحتلال فالمقاومة مسؤوليتها ومن حقها وواجبها ان تحرر ما تبقى من ارض ترزح تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.. وبالتالي طالما بقيت مزارع شبعا اللبنانية تحت الاحتلال الإسرائيلي وهى حتى الآن باقية فمن حق المقاومة الاستمرار بنهجها حتى تحرير كل شبر من الأراضي اللبنانية يقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح الأمين العام لحزب الله ان كيفية ممارسة المقاومة مهامها الدفاعية عن هذه الأرض المحتلة فهو حق تحتفظ به المقاومة لنفسها وليس مفروضا عليها تقديم تطمينات لأحد مؤكدا انه من الخطأ تقديم الضمانات للإسرائيلي بان المقاومة لن تقاتله وان المقاومة ليست حاضرة الآن او مستقبلا.
وأشار الأمين العام لحزب الله الى ان المقاومة مازالت موجودة الى الجنوب من نهر الليطاني وأما الادعاء الإسرائيلي بأنهم أبعدوها الى شمال النهر فهو ادعاء كاذب.
وشدد على ان كل من يقول ان سبب الحرب هو اعتقال الأسيرين الاسرائيليين هو مخطئ فكل المعطيات التي تم التوصل إليها تؤكد ان قرار الحرب كان متخذا ونحن فاجأنا الإسرائيلي بالتوقيت وهو من وقع في الفخ وليس نحن.
وشكك نصر الله فى الرواية الإسرائيلية التي تقول ان قوات الاحتلال الإسرائيلي أسرت احد أفراد المقاومة اللبنانية الذين قاموا بأسر الجنديين الاسرائيليين وقال ان الموضوع بحاجة لتدقيق لان من شارك بالعملية هم من الشباب الذين قاتلوا على الخطوط الأمامية طيلة فترة العدوان.
وحول حصول عملية تبادل للأسرى بين المقاومة والعدو الإسرائيلي قال نصر الله : انه خلال فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض ويبدو ان ايطاليا تحاول الدخول فى الموضوع وان الأمم المتحدة مهتمة بالأمر وان التفاوض يتم عبر السيد/نبيه برى/رئيس مجلس النواب اللبناني.
وابدي الأمين العام لحزب الله ترحيبه بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة كوفى انان خلال زيارته لبيروت وقال ان لا مشكلة لديه حيال هذا اللقاء وان هناك بعض الاتصالات للتحضير بين الجانبين ولكن الإشكال الوحيد هو امني.
وشدد نصر الله على ان العدو الإسرائيلي لم يستطع الوصول الى القيادات فى حزب الله لا على المستويين الأول او الثاني لكن هناك شهداء من مسؤولي قرى ومناطق لبنانيةوهم مسؤوليين من المستوى الثالث.
وكشف عن ان المقاومة أطلقت خلال فترة العدوان الإسرائيلي على لبنان أكثر من أربعة الاف صاروخ وهذا اقل بكثير من خمسين في المئة من قدرة المقاومة العسكرية.
وأعلن الأمين العام لحزب الله انه لن يشارك بأعمال مؤتمر الحوار الوطني اللبناني في المدى المنظور وذلك حفاظا على سلامة وأرواح المتحاورين.
وقال نصر الله: ان العدو الإسرائيلي اثبت خلال هذه الحرب انه لا يصدق ويمارس الكذب والكثير من الادعاء بالحديث عن خسائره أثناء المعارك بدليل انه خلال تصريحات ايهود اولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي وقادة العدو الإسرائيلي ادعووا بأنهم لن يسمحوا للمقاومة بالعودة الى الجنوب في الوقت الذي لم تخرج فيه المقاومة من الجنوب اللبناني وبالتالي حتى القرى الحدودية بقى فيها أفراد المقاومة.
وأضاف الأمين العام لحزب الله ان المقاومة اللبنانية ملتزمة بعدم القيام بالمظاهر المسلحة في الجنوب نهائيا وهذا احد أسباب نجاح وشعبية المقاومة.
وقال نصر الله ان كل شخص يقول ان سبب هذه الحرب هو عملية اسر الجنديين الاسرائيليين هو مخطىء تماما .. بدليل ما تناقلته العديد من وسائل الإعلام العالمية وكل المعطيات التى تجمعت خلال العدوان تؤكد ان سبب الحرب غير مرتبط بأسر الجنديين الاسرائيليين وإنما هناك خطة حرب معدة سلفا على المستوى الأميركي الإسرائيلي.. وكانت ستنفذ في أواخر أيلول وبداية تشرين الأول.
ودعا نصرالله الى تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية لحل كل المشاكل الداخلية العالقة في لبنان وفى مقدمتها تطبيق اتفاق الطائف.. وإعادة الأعمار وفى الجنوب اللبناني.

 

الجمل ـ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...