هدوء في مقديشو و173 ألفاً فروا في أسبوعين

14-11-2007

هدوء في مقديشو و173 ألفاً فروا في أسبوعين

عادت إلى مقديشو أجواء هادئة الليلة قبل الماضية، بعد أن شهدت في الأيام الماضية معارك شرسة ومواجهات عنيفة بين القوات الصومالية التي يدعمها جنود أثيوبيون ومسلحين معارضين، وبدأت حافلات الركاب باستخدام طرق أغلقتها القوات المتحالفة في الأيام الماضية في أثناء عملياتها الأمنية الواسعة، إلا أن الأهالي عبروا عن مخاوفهم من أن تطالهم القذائف، خصوصا إذا تعرضت القوات الأثيوبية التي وضعت نفسها على أهبة الاستعداد للرد على هجوم المتمردين.

وتعاني مناطق واسعة في العاصمة الصومالية أخلاها سكانها من عمليات نهب وسلب تقوم بها مجموعات لصوص مسلحة، وقال أحد الباقين في تلك المناطق أن تلك المجموعات توجه تهديدات إلى من يحرسون منازلهم وتطالبهم بمغادرتها، وأن حالة خوف وذعر تسود تلك المناطق.

وفي جنيف، قال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين إن نحو 173 ألفا من سكان مقديشو فروا من المدينة في الأسبوعين الماضيين بسبب تصاعد المعارك بين المسلحين من جهة والقوات الصومالية والإثيوبية من جهة ثانية. وأوضح أن نحو 90 ألف شخص انضموا إلى 150 ألف نازح في بلدة أفغوي على بعد حوالي 30 كلم غربي مقديشو، حيث أصبحت الحاجات الإنسانية ضخمة. وأبلغ الصحافيين بأن أسرا كثيرة تعيش تحت الأشجار في ظروف بالغة القسوة.

وكانت آخر أرقام المفوضية العليا للاجئين تشير إلى 90 ألف نازح منذ عودة المعارك والعنف والمواجهات المسلحة في نهاية الشهر الماضي.

واقتحمت أمس قوات من الحكومة الصومالية مقر إذاعة شبيلي المحلية واحتجزت لفترة وجيزة اثنين من كبار موظفيها، وأمرت إدارتها بإغلاقها، وقال مسؤول كبير فيها إن جهاز المخابرات أمرهم بذلك ولم يوضح الأسباب. وفيما قال كبير محرري راديو سيمبا لوكالة “رويترز” إن أمر إغلاق الإذاعة سيشمل كل الإذاعات المستقلة في مقديشو. وأفيد أن العاملين في إذاعة بنادير التي أغلقت أمس فروا عندما دخلت قوات مزودة بأسلحة ثقيلة إلى المقر.

وكانت الحكومة الصومالية قد اتهمت في وقت سابق إذاعة شبيلي وأخرى غيرها بإثارة قلاقل أمنية ودعم المسلحين المعارضين للحكومة، وأغلقتها أكثر من مرة، ثم تراجعت بعد ضغوط دولية. وقالت جماعة للصحافيين في الصومال إنه لا يمكن التسامح مع الإجراء الحكومي على الإطلاق.

وخيمت مخاوف أمنية على مدينة بلدوين حاضرة إقليم هيران (وسط) إثر ورود أنباء عن استعداد ميليشيات قبلية لشن هجوم على القوات الأثيوبية المتمركزة في منطقة على بعد 5 كلم شرق المدينة، وأجرت إدارة المدينة محادثات مع شيوخ القبائل ودعتهم إلى التعاون معها في التصدي للمشكلات الأمنية التي قد تواجهها، وهاجم عمدة المدينة علمي سني قاسم مسلحي المحاكم الإسلامية الذين اتهمهم بالوقوف وراء هجمات وقعت في المدينة في الأسابيع الماضية. وقال إنه لا علاقة لتصرفاتهم بالإسلام.

وذكرت وكالة “رويترز” أن مسؤولين في المفوضية الأوروبية قالوا لدى عودتهم من زيارة إلى مقديشو إن نحو خمسة آلاف صومالي يعالجون من إصابات ناتجة عن الحرب في مستشفيات منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، وإن نحو ثلث هؤلاء من النساء والأطفال. وفي نيويورك، قال مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون هولمز إن المدنيين يتحملون على نحو متزايد أوزار القتال، ودعا كل من يحملون السلاح، سواء من الحكومة أو المتمردين أو القوات الاثيوبية، إلى الامتناع عن الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة التي تؤثر في المدنيين.

وقال الرئيس الصومالي عبدالله يوسف إن الحكومة ليست المسؤولة عن استمرار العنف في بلاده، وأضاف في تصريح قبيل مغادرته نيروبي عائدا إلى مقديشو إن سقوط ضحايا مدنيين أمر لا يمكن تجنبه في الحرب الدائرة، وقال “إذا تقاتل فيلان فإن الحشائش الموجودة تحت أقدامهما ستدهس، والشعب يعيش وسط العنف، ولسوء الحظ هذا ما يحدث عندما يكون القتال في وسط المدن”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...