هل يعيد النظام إنتاج نفسه؟!
..وبعد سنوات من مطالبتهم المستمرة للناتو بقصف جيشنا جاء الناتو وقصف عصاباتهم مع منشآتنا التي احتلوها، فخسر كلا الطرفين، وكانوا كمن يستجلب الدب إلى كرمه والقوّاد إلى أمّه..
قبل ثلاثة أعوام ونيف أخبرني أحد أقاربي (سابقاً) من بروكسل أن (جماعة الخلاص) خدام والإخوان سيتظاهرون أمام مبنى الناتو مطالبينه بقصف (النظام الأسدي).. ثم عندما جاء صاحبنا في زيارة لأهله عرج على مكتبي مسلّماً، وبعدما شتم المعارضة قال لي أن أمن الدولة بلغه في المطار بوجوب مراجعته في اليوم التالي. فقلت: وهل فعلت شيئاً يستوجب استدعاءهم ؟ قال: لا، بس يوم المظاهرة اللي خبرتك عنها من بروكسل مريت من قدام مبنى الناتو لمن كانوا عم يتظاهروا.. ـ وشو أخدك لهونيك؟! ـ كنت عم جيب رفيقة مرتي لأنها ما بتعرف بيتنا.. فقلت له باسماً: عندما تراجعهم كرر لهم نفس الكذبة.. وهناك بعد السؤال والجواب، عرضوا عليه فيلماً يظهر فيه وهو يتظاهر مع الإخونجين، ثم قالوا له: اذهب ولا تعد لمثلها.. كذا قال لي المؤيدين من أهله بعدما سافر و انقطعت الصلة بيننا حيث أصبح من مؤيدي «النصرة» كما سمعت..
هذا الشخص الذي تربى في حجرنا ثم أنكرنا يذكرني بصاحبنا الخائن ميشيل كيلو الذي كان يجتمع في بيتي مع مجموعة من الشخصيات السورية المتنوعة المشارب أول الأحداث بفكرة تأسيس حزب إصلاحي معتدل أحد أهدافه حماية النظام من إعادة إنتاج نفسه، أي إزالة الأسباب التي دعت الناس إلى التمرد أول الأمر، وكان الرئيس الأسد مؤيداً لهذا التوجه الإصلاحي وشجع العديدين على تأسيس أحزاب ضمن هذا الخط، ثم اهتبل بعض السماسرة الوضع ولم يكملوا بعدما اكتشفوا أن الأمر جادٌ وأنه ليس من أموال تُدفع لهم مقابله كبدل استئجار كما حصل مع زملائهم الشاردين في قطر واستنبول وباريس .. ثم وبعد شهرين من الاجتماعات الأسبوعية في بيتي ثم مرة ببيت عباس النوري وأخيرة في بيت بسام كوسا أغلقنا الباب وبطلنا الرقص بعد جملة زلق بها صاحبنا اليساري اليميني المخادع كيلو..ت، حيث قال في معرض حديثه عن المظاهرات بريف دمشق: (هنن بيأوصوا ونحنا منأوص!؟) قلت صارخاً: ميشيل على شو بدكم تقوصوا ومين أنتو!؟ فمغمغ ولم يجب .. و انكشف الأمر علينا بأن ميشيل كان يجتمع مع آخرين بأجندة عدوانية وأن كراهيته للنظام قد تفوقت على محبته للوطن.. وهكذا ابتعدنا وكان آخر عهدي به في اجتماع (سقيفة سميراميس) بعد تصريحي الشهير «الإصلاح تحت سقف النظام» لأن تدمير النظام دونه إحراق سورية وخرابها، كما كنت أرى وأقول منذ بداية التمرد السوري ولم يسمعني أحد.. وكذا اليوم لا أحد يسمعنا ونحن نقول أن النظام يعيد إنتاج نفسه، بسبب الحرب والفوضى، وأن علينا أن نكون أوسع أفقا وأرحب صدرا كي ننتصر مؤسساتياً على غرار انتصارات جيشنا عسكرياً.. وبينما يفترض بالحكومة العناية بالخزان البشري الذي يغذي الجيش نراها تمالئ البيئة الحاضنة للتمرد، وفي الوقت الذي ماتزال ترسل رواتب موظفيها إلى المدن المحتلة فإنها تمنعها عن بعض أسر الشهداء والجرحى الذين قاتلو دفاعا عن شرعيتها، وهاذا يسمى في التوصيف تدليساً ونفاقاً لم تتمكن عبره طوال سنوات الحرب من استمالة البيئة السلفية الحاضنة للإرهاب، بل أنهم يبالغون في أكاذيبهم ضدها وضد الجيش السوري، كما نسمعهم ونراهم في المحطات المعادية التي تمول صناعة الأكاذيب وإنتاج أفلامها الساذجة لجمهورها المغفل طوال أربع سنوات.. ونحن الآن ننتظر من حكومة الحلقي الثاني أن تكون أكثر وضوحا وشجاعة من حكومة الحلقي الأول.. وأن تشكل حلقة كاملة لرعاية وتغذية الخزان الوطني الذي يمدها بأسباب البقاء.. البقاء لله الحي القيوم حيث الحكومات تزول وتبقى أعمالها..
تنويه: وإذا نظرنا للطرف الآخر المعادي، نرى أيضاً أن المعارضة السلفية تعيد إنتاج النظام العثماني، والمعارضة اليسارية تعيد إنتاج نظام الانتداب الفرنسي، وكلاهما يتعثران في رمال الفشل المتحركة بسبب دولارات يهوذا التي يتداولونها ويحترقون بها منذ 1981 عاما مرت على صلب المسيح السوري.
اعتراف: حقيقة لست سعيداً بما كتبته آنفاً، ولكني لطالما كنت كربونة الواقع أسجل ما أراه.. ولا ضغينة..
التعليقات
حياك الله!
لولا !!!!!!.....
سوف نبقى .. والتغيير يبدأ من الداخل
بين المواطَنة و حب الوطن
إضافة تعليق جديد