واشـنطن تنـفي تبلغـها مـن السلطة رفضها التفاوض قبل وقف الاستيطان
جددت السلطة الفلسطينية، أمس، موقفها الرافض للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل ما لم توقف الأخيرة سياستها الاستيطانية في الأراضي المحتلة، وتتراجع عن قرار اعلنــته قبل ايام ببناء 1600 وحدة استيــطانية جديدة في القدس الشرقية، غير أنّ واشنــطن نفــت تبلغــها رسمياً أي رسالة بهــذا الخصوص، مشيرة إلى أنّ مبعــوثها الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيتوجه مجددا إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل في محاولة لتذليل العقبات التي تحول دون استئناف المفاوضات.
وقال رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يعتبر انه من الصعب جدا التوجه إلى مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة من دون وقف تام للاستيطان، وبخاصة إلغاء قرار بناء 1600 مسكن استيطاني في القــدس الشرقية»، مشيراً إلى أنّ «هذا الموقف الفلسطيني ابلغ به الجانب الأميركي رسمــيا، وهو على علم بالموقف وتفاصيله تماما».
إلى ذلك، قال مسؤول فلسطيني إن المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تصطدم، إلى جانب قضية الاستيطان، بخلافات حول آلية المباحثات تحول دون انطلاقها، موضحاً أنّ القــيادة الفلســطينية رفضت اقتراحا لميتشل بأن تجري المفاوضات بوساطته مع وجود الطرفين في مكان واحد.
وفي السياق، توقع المتحدث باسم السفارة الأميركية في تل أبيب كورت هوير أن يقوم ميتشل بزيارة للمنطقة الأسبوع المقبل، لكنه أوضح أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد الزيارة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي أعلن، مساء أمس الأول، أن ميتشل أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المسؤولين العرب لإقناعهم بعدم سحب دعمهم للمحادثات غير المباشرة، مشيراً إلى أنّ لا علم لديه بأن الفلسطينيين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم بصدد الانسحاب من المحادثات عن قرب التي سبق للمبعوث الأميركي أن أعلن عنها الأسبوع الماضي.
وأعلن كراولي، أمس، أنّ وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أجرت اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث أبلغته أن «الولايات المتحدة ترى أنّ الإعلان (الإسرائيلي عن بناء مستوطنات جديدة في القدس) مؤشر بالغ السلبية للمقاربة التي تتبعها إسرائيل في ما يتصل بالعلاقات الثنائية، عدا عن أنه قوّض الزيارة التي قام بها نائب الرئيس (جو بايدن)» للمنطقة.
وفي القاهرة، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي أنّ مصر تساند الموقف الفلسطيني الرافض لاستئناف المفوضات مع إسرائيل في ظل القرارات الإسرائيلية بإقامة المزيد من المستوطنات. وقال زكي إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط نقل هذا الموقف إلى ميتشل خلال اتصال هاتفي، تطرقا خلاله إلى إعلان إسرائيل بناء 1600 وحدة استيطانية في القــدس الشرقية.
وأضاف زكي إن أبو الغيط أكد لميتشل أن «الأجواء الحالية التي تسببت فيها الإجراءات والإعلانات الإسرائيلية لا تسمح بالتفكير الجدي في استئناف العمل السياسي بين الجانبين بل إنها تنسف عملياً الجهد الأميركي برمته».
وفيما بحث الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مع عباس في تونس تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط، تبدأ مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون غداً زيارة للمنطقة تشمل مصر وسوريا ولبنان والأردن وإسرائيل، وربما قطاع غزة. وقالت أشتون إنّ زيارتها تستهدف «تشجيع كل اللاعبــين على الدخول في مفاوضــات من شأنــها أن تقـود إلى سلم شامل في المنطقة».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد