واشنطن تحيل نضال لمحكمة عسكرية
قال مسؤولون بالحكومة الأميركية إن الرائد نضال مالك حسن الذي يشتبه بأنه قتل 13 شخصا في إطلاق النار بقاعدة فورت هود بولاية تكساس الخميس الماضي سيحاكم أمام محكمة عسكرية.
وأضاف المسؤولون أنه لا يوجد ما يشير إلى أن الرائد نضال وهو مسلم ولد في الولايات المتحدة لأبوين مهاجرين كان يخطط لهجوم وشيك أو أنه كان موجها للقيام بأي شيء.
وكشف المصدر نفسه أن المحققين حاولوا مقابلة الرائد نضال الأحد في المستشفى العسكري الذي يحتجز فيه، لكنه رفض الإجابة وطلب تعيين محام له.
وقالت مصادر مقربة من أسرة نضال إن محاميه التقوا به الاثنين لنصف ساعة في المركز الطبي العسكري في سان أنطونيو، وأشارت إلى أن هيئة الدفاع ستركز على الحالة العقلية لنضال عند إطلاقه النار.
وتعد جريمة القتل العمد التهمة الأكثر خطورة في المحكمة العسكرية، ويعاقب عليها بالإعدام.
يأتي ذلك بينما كشفت تقارير صحفية أن مكتب التحقيق الفدرالي أجرى قبل نحو عام تقييما عن نضال قبل أن يخلصوا إلى أنه لم يشكل تهديدا، مشيرة إلى أن المكتب بدأ تقييما جديدا عنه.
وقال مسؤولون أميركيون إن المعلومات المتوفرة لدى المكتب الفدرالي تشير إلى أن الرائد نضال تصرف بمفرده وليس له أي شركاء في التآمر معه رغم ضبط رسائل إلكترونية متبادلة بينه وبين إمام مسجد في اليمن يدعى أنور العولقي كان على صلة باثنين من منفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وأشار مسؤول مخابراتي ونائب جمهوري إلى أن الرائد نضال ضبط وهو يتصل من عشرة إلى عشرين مرة بالعولقي، لكن الاستخبارات الأميركية لم تفتح تحقيقا في المسألة لاعتبارها أن تلك الرسائل لا توحي بأي تهديد بالعنف.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن المسؤولين قولهم إن ضبط تلك الرسائل يظهر أن السلطات كانت متنبهة لنضال قبل تنفيذ هجومه بوقت طويل لكنها تركته في موقعه.
ونسبت الصحيفة الى مسؤولين عسكريين يعملون في مجال مكافحة الإرهاب أن الاتصالات بين نضال والعولقي، التي ضبطت بداية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، كانت متناسبة مع مشروع بحثه الذي كان يعده باعتباره طبيبا نفسيا في القاعدة العسكرية الأميركية حول مرض إجهاد ما بعد الصدمة.
وحيّا الشيخ العولقي، الذي كان إمام مسجد دار الهجرة في ولاية فرجينيا حيث تردد نضال وانتقل بعدها إلى اليمن، أمس الاثنين على موقعه بالإنترنت الضابط الأميركي قائلا إنه قام بالشيء الصائب لدى إطلاقه النار على الجنود الأميركيين الذين يتحضرون للانتشار في أفغانستان والعراق.
يأتي ذلك بينما يستعد الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوجه إلى قاعدة فورت هود العسكرية في تكساس (جنوب) لتكريم ضحايا المجزرة.
وسيشارك أوباما في القداس الذي سيقام في فورت هود، حسب المتحدث باسمه روبرت غيبس. ولم يحدد المتحدث موعدا لذلك بعد.
وقال غيبس إن "المراسم ستقام على الأرجح قبل سفره إلى آسيا الأربعاء وفي مجمل الأحوال سيكيف الرئيس جدول أعماله تبعا لما هو أفضل للعائلات".
ويظهر مدى اهتمام أوباما بهذه القضية من خلال اطلاعه بانتظام عن تطور مجرى الأمور وبتكريسه حيزا كبيرا من اجتماعه الصباحي وإكثاره من المحادثات مع المسؤولين المدنيين والعسكريين.
ولم تستبعد أي فرضية، ومنها فرضية العمل الإرهابي الذي سيكون في حال تأكيده الأول على الأراضي الأميركية في عهد أوباما.
وحتى في هذه الحالة، تثير المأساة حسب أوباما جملة من التساؤلات عن حالة الضغط النفسي من الحرب، وعن وجود أو عدم وجود أنظمة إنذار، وعن تأثيرات المجزرة على معنويات الجنود وآرائهم، أو عن التعامل مع الجنود المسلمين في الجيش.
وتصف المعلومات المتوفرة عن الرائد نضال بأنه ضابط يرفض إرساله المقبل إلى أفغانستان بعد أن لاحظ بصفته طبيبا متخصصا الصدمات النفسية لدى الجنود العائدين من الحرب. كما يتبين منها أنه مسلم متدين يتعرض في الجيش لتنكيدات زملائه.
وعلى التساؤلات الكثيرة التي أثارتها المأساة، رد المتحدث باسم أوباما بالطريقة نفسها "لا أريد أن أستبق نتائج التحقيق".
وقال المتحدث إن حادثة فورت هود بحد ذاتها لن تؤثر كثيرا على أوباما عندما سيقرر بشأن إرسال أو عدم إرسال عشرات آلاف الجنود الإضافيين إلى أفغانستان.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد