واشنطن تصعد لهجتها العدوانية ضد سوريا بعد فشل إئتلافها المعارض في جنيف
إزاء سخطها من توقّف المفاوضات حول سوريا في مؤتمر «جنيف 2»، تبحث الإدارة الأميركية على سبل للضغط على دمشق وحلفائها الروس، وتخطّط لإعادة النظر في خياراتها العسكرية والاستخباراتية في سوريا التي تتراوح بين زيادة الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة المعتدلة وفرض حظر جوي.
وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية ان «واشنطن ستعيد النظر في خياراتها العسكرية والديبلوماسية والاستخباراتية التي سبق للبيت الأبيض أن قدمها ثم وضعها جانباً إفساحاً في المجال أمام المفاوضات الدولية»، مضيفة أن «تزايد الإحباط إزاء المسار الديبلوماسي في جنيف ورفض موسكو الضغط على النظام السوري للموافقة على إجراء محادثات حول تشكيل حكومة انتقالية، دفعا باتجاه إعادة تقييم الخيارات الأميركية».
ونقلت الصحيفة عن ديبلوماسيين أوروبيين قولهم إنه «سعياً لتخفيف الضغط وحشد الدعم من الحلفاء، اطلع كبار المسؤولين الأميركيين نظراءهم الفرنسيين والأوروبيين حول قرارهم إعادة النظر في خياراتهم».
وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن «الاتجاه العام لدى الإدارة الأميركية يؤكد أنه حان الوقت لاتخاذ خيارات عسكرية»، مشيراً إلى أن مسؤولين رفيعي المستوى في البيت الأبيض سيناقشون هذه الخيارات هذا الأسبوع.
وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن لقاء سري عقد في واشنطن الأسبوع الماضي ضمّ مسؤولين في الاستخبارات السعودية، والإماراتية، والقطرية، والتركية، والبريطانية والفرنسية وأكثر من 11 دولة من مجموعة «أصدقاء سوريا»، أجرى مناقشة مستفيضة حول كيفية توفير الدعم العسكري لمسلحي المعارضة، ما يعكس الاعتقاد بأن المسار الديبلوماسي قد استُنفد ما لم يُمْنَ النظامُ السوري بهزائم عسكرية قوية.
وقال أحد المسؤولين الذين شاركوا في اللقاء السري، إنه «مع رفض موسكو إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد بالقوة، عدنا اليوم إلى السؤال الذي واجهناه قبل عام، وهو كيف يمكن تغيير التوازن وإجبار السوريين على التفاوض؟».
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أنه «في حكومة كانت منقسمة دائماً حول الإستراتيجية المتّبعة في سوريا، كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بين الأشخاص الذين دعوا علناً وسراً للضغط على الأسد»، الأمر الذي أكده أحد الديبلوماسيين لصحيفة «وول ستريت جورنال»، اذ قال إن «كيري كان من أبرز المؤيدين لإعادة النظر في الخيارات التي تشمل استخدام صواريخ بعيدة المدى لمنع النظام السوري من الطيران، إنشاء مناطق إنسانية عازلة لتدريب المعارضة على إبقاء الجماعات المرتبطة بالقاعدة بعيدة عن المناطق التي تسيطر عليها».
وأكد مسؤول مقرّب من مدير وكالة الاستخبارات الأميركية المستقيل ديفيد بترايوس ان كيري ناقش الخيارات العسكرية والديبلوماسية في سوريا في لقاء سري مع بترايوس الذي كان الرائد في مجال الدعوة، من وراء الكواليس، إلى مساعدة المسلحين في سوريا.
وقال مسؤولون مطلعون على المداولات داخل أروقة السياسة الأميركية لصحيفة «وول ستريت جورنال» إنه من غير الواضح مدى جدية البيت الأبيض في إعادة النظر في الخيارات المتاحة لواشنطن للتأثير في مسار الحرب السورية، لكنهم أكدوا أن إعادة تقييم الخيارات تشهد دعماً متزايداً داخل أجهزة الاستخبارات الأميركية والجيش.
وإذ رفض البيت الأبيض التعليق على أي من هذه الخيارات، أشار مسؤولون في البنتاغون إلى أن الخيارات، التي سبق وقدّمها رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارتن ديمبسي إلى مجلس النواب الأميركي في تموز الماضي، لم تتغير البتة.
ومن ضمن هذه الخيارات تقديم الاستخبارات الأميركية برنامج تسليح وتدريب سري للمعارضة المعتدلة بقيادة قوات العمليات الأميركية الخاصّة، والتركيز على تدريبهم لمواجهة تنظيم «القاعدة» والحفاظ على سيطرتهم في المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال المسؤولون إنه «في الوقت الذي يحتاج فيه هذا البرنامج إلى أشهر ليعطي نتائجه على أرض الواقع، إلا أن الخيارات الأخرى قد يكون لها نتائج مباشرة في تغيير وجهة نظر الرئيس السوري والحسابات الروسية المتعلّقة ببقاء النظام السوري، ودفعهما إلى طاولة المفاوضات». غير أن أحد المسؤولين أشار إلى أن واشنطن قلقة من أن ينتقم النظام السوري من الأردن حيث ستتركّز بعثة تدريبية موسّعة.
أما بالنسبة إلى خيارات التدريب والتجهيز، فنقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن استراتيجيين أميركيين اقترحوا فرض منطقة حظر جوي محدودة داخل سوريا يمكن النفاذ منها إلى الأراضي الأردنية لحماية اللاجئين السوريين والمسلحين الذين يتدرّبون هناك، وإن كان إيجاد مساحة تدريب يحتاج إلى إبقاء الطائرات السورية بعيداً عن الحدود الأردنية.
وقال أحد المسؤولين الرفيعي المستوى في واشنطن إن «قواتنا موجودة في المنطقة. سفننا في البحر المتوسط. كل شيء قد نحتاجه لتنفيذ خياراتنا العسكرية موجود هناك».
نغم أسعد
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد