وكالة CIA تدعم الاقتصاد الإجرامي
منذ الحرب التي شنتها الولايات على أفغانستان في أكتوبر عام 2001م، أصبح المثلث الذهبي لزراعة وتجارة الأفيون، أكثر ازدهاراً، هذا، وظلت وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاغون وأجهزة الإعلام الأمريكية تدعي جميعها بأن منطقة المثلث الذهبي تقع بالكامل تحت سيطرة أسامة بن لادن، وحركة طالبان، وأنها تدر عليهم دخلاً بقدر ببليونات الدولارات الأمريكية . كذلك ظلت الحكومة الأمريكية تدعي بأن القضاء على أنشطة المخدرات في أفغانستان يمثل مهمة مركزية يجب القيام بها من أجل تأمين الديمقراطية المستقرة.
هناك تضارب يشوب التصريحات الرسمية الأمريكية حول أنشطة المخدرات، فعلى سبيل المثال يقول مكتب مكافحة المخدرات والجريمة التابع للأمم المتحدة بأن إنتاج الأفيون في عام 2003م يقدر بحوالي 3600طن ، والمساحة المزروعة تبلغ حوالي 80ألف هيكتار، بينما تقول وزارة الخارجية الأمريكية بأن المساحة قد بلغت حوالي 120ألف هيكتار في نفس عام 2003. هذا ، وتفيد كثير من المؤشرات بأن نسبة الإنتاج زادت 100%عن الإنتاج في العام الذي سبق ذلك، بافتراض أن التقديرات الأمريكية هي الأكثر صحة بسبب التواجد الأمريكي الميداني في أفغانستان.
لقد كانت كمية إنتاج الأفيون بأفغانستان عام 2000م حوالي 3300طن ، ولكن بعد المكافحة بواسطة الأمم المتحدة وحكومة طالبان آنذاك ، انخفض الإنتاج بحيث بلغت كمية الإنتاج عام 2001م حوالي 185طن أي انخفضت بنسبة 94%.
ولكنها بعد الاحتلال الأمريكي، عادت وارتفعت إلى 3300طن في عام 2002م، حسب الإحصائيات الرسمية، أي بزيادة بلغت نسبتها 97%.
هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد مصداقية هذه الاحصائيات ومن بينها مؤشر الأسعار في أوروبا، فقد انخفض إنتاج المخدرات في أفغانستان عام 2001م ، فانخفضت نسبة المعروض في الأسواق الأوروبية، وبالتالي ارتفعت الأسعار إلى عشرة أضعاف.
وحالياً انخفضت أسعار المخدرات في أوروبا ، مما يؤكد أن هناك ارتفاعاً في كمية المعروض ، هذا ولايمكن النظر لهذه الظاهرة بمعزل عن المخابرات الأمريكية، فمن المعروف والثابت تماماً أن وكالة المخابرات الأمريكية، كانت شريكاً أساسياً في مزارع المخدرات الأفغانية ، وكانت تقوم بشراء المخدرات من بارونات وامراء الحرب الأفغانية ومن أبرز الذين أكدوا ذلك، الفريد ماكوي والذي وضع بحثاً موثقاً حول عملية وكالة المخابرات المركزية (CIA) السرية في أفغانستان . وكان الكثير من الخطط العسكرية التي تطبقها الفصائل الأفغانية توضع في البنتاغون تمثل تجارة المخدرات الأفغانية ، حوالي 70%من إجمالي تجارة المخدرات في العالم، وذلك حسب سجلات البوليس الدولي، والأمم المتحدة، هذا، وقد ظلت وكالة المخابرات الأمريكية تقدم الكثير من المساعدات لتجار المخدرات الأفغان أبرزها الحماية من الأنتربول ( البوليس الدولي )، وتوفير الممرات الآمنة لشحن المخدرات، إضافة إلى القيام بعمليات غسيل أموال المخدرات بواسطة الشركات التي تعمل كواجهة لوكالة المخابرات الأمريكية ( CIA).
هذا ، وقد برزت بعض الأصوات المطالبة بتجريم السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك لأنها تدعم بناء اقتصاد إجرامي على النحو الذي يؤدي إلى إلغاء الحد الفاصل بين حركة رأس المال النظامية والجريمة النظامية .
الجمل : قسم الترجمة
المصدر : غلوب ريسيرش
إضافة تعليق جديد