31 جريحاً إسرائيلياً بانفجار صاروخ فلسطيني في عسقلان

15-05-2008

31 جريحاً إسرائيلياً بانفجار صاروخ فلسطيني في عسقلان

وجهت المقاومة الفلسطينية، ردا على استشهاد خمسة فتيان فلسطينيين بنيران الاحتلال الاسرائيلي في غزة أمس، واحدة من أقسى ضرباتها الصاروخية الى اسرائيل وابعدها مدى، مستهدفة عسقلان في عمق الدولة العبرية، حيث اصيب عشرات الاسرائيليين بصاروخ سقط على مجمع تجاري. وشنت اسرائيل حملة مسعورة على القطاع والفصائل، متوعدة بمهاجمة غزة، وذلك بعد تسريب معلومات عن موافقة رئيس الاركان الجنرال غابي اشكنازي على شن عدوان عسكري بري واسع النطاق على غزة بعد انتهاء زيارة الرئيس الاميركي جورج بوش.
وكان الفلسطينيون حمدي عبد المجيد خضر (17 عاماً) وإبراهيم حسن صالحة (18 عاماً) وباسم محسن عاشور (20 عاماً) ومحمود المجذوب (17 عاما) قد استشهدوا وأصيب عشرة، خلال توغل إسرائيلي في شرقي جباليا شمالي غزة. والمجذوب كان يركب دراجته الهوائية، حاملا حقيبته المدرسية على كتفه، عندما قتله جنود الاحتلال بدم بارد.
كذلك استشهد المقاوم في «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس محمد منير ابو حبيب (24 عاماً) وأصيب ثلاثة، في غارة جوية إسرائيلية على شرقي خان يونس جنوبي القطاع.
ومساء أمس، استشهد مقاومان من كتائب عز الدين القسام وأصيب 5 آخرون في غارة إسرائيلية على شرق مدينة غزة.
وبعيد الجريمة الاسرائيلية الجديدة، ردت المقاومة بإطلاق صاروخ سقط على الطابق الثالث والاخير من مجمع تجاري في عسقلان التي تبعد عشرة كيلومترات عن القطاع، ما ادى الى اصابة 31 اسرائيليا، بينهم ثلاثة في حالة خطرة، واضرار مادية جسيمة.
وفي إخفاق أمني إسرائيلي جديد بعد «المناورة الكبرى» التي اجريت قبل اسابيع، لم يعمل جهاز الإنذار المبكر الذي يستهدف تحذير السكان من الصواريخ. وتشتبه اسرائيل بأن الصاروخ الذي سقط على عسقلان، هو من طراز غراد، مرجحة ان تكون حركة الجهاد الاسلامي قد حصلت على عدد منها من ايران. وقال النائب السابق لوزير الدفاع الاسرائيلي افراييم سنيه «انها جزء من الحرب الايرانية على اسرائيل» فيما رأى مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى «انها مسألة اشهر» قبل ان تصل الصواريخ الى عمق الدولة العبرية.
وأعلنت كل من حركة الجهاد الاسلامي و«لجان المقاومة الشعبية» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة»، مسؤوليتها عن اطلاق الصاروخ، فيما اشادت حماس بالهجوم، معتبرة ان المدى البعيد الذي وصلته الصواريخ «اثبت ان العقيدة الدفاعية لاسرائيل قد فشلت». وحذرت كتائب القسام اسرائيل من «ارتكاب أي اعمال غبية ردا» على الصاروخ.
وتعليقا على الهجوم على عسقلان، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت بعد لقائه الرئيس الأميركي جورج بوش في القدس المحتلة امس، ان «ما حصل اليوم (أمس) غير مسموح به وغير مقبول على الاطلاق. الحـكومة الإسرائيلية ملتزمة بوقفه وسنتخذ التدابير اللازمة حتى يتوقف«.
وكان اولمرت قد قال قبيل اطلاق الصاروخ على عسقلان، وبوش الى جواره، ان «اسرائيل لن تتسامح مع استمرار الهجمات على المدنيين الابرياء» مضيفا «نأمل الا نضطر للتحرك لوقف حماس بطرق اخرى مستخدمين القوة العسكرية التي لم تبدأ اسرائيل بعد في استخدامها بأسلوب جاد، بهدف وقفها».
ودعا وزير الدفاع ايهود باراك وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس إلى مرافقته في جولة في عسقلان «للاطلاع على معاناة السكان في جنوبي إسرائيل».
وبعيد سقوط الصاروخ في عسقلان، عقد الجيش الإسرائيلي واجهزة أمنية اجتماعا لبحث كيفية الرد، فيما شن سياسيون إسرائيليون حملة تحريض على غزة والفصائل. وألغى الوزراء إيلي يشاي واسحق كوهين من حزب «شاس» وأفي ديختر من «كديما»، وجميعهم أعضاء في الحكومة الأمنية المصغرة، مشاركتهم في مأدبة عشاء لمناسبة زيارة بوش، وتوجهوا إلى عسقلان. وقال يشاي أن «الحل الوحيد لاستمرار اطلاق الصواريخ هو جبي ثمن غال من الفلسطينيين، وضرب عسقلان أو سديروت يبرر ضرب غزة، ولا مكان لتهدئة صورية».
من جهته، قال رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان «وصلنا إلى نقطة اللاعودة، وعلى الحكومة الاسرائيلية ان تنتقل من الهجوم بالكلمات إلى هجوم فعلي، وإذا لم تكن قادرة على ذلك فعليها الاستقالة» فيما طالب رئيس كتلة حزب الليكود في الكنيست جدعون ساعر الحكومة «بالخروج من حالة الشلل وشن عملية عسكرية واسعة ضد غزة من أجل إعادة الأمن لسكان الجنوب».
وقال النائب عن «كديـــما» شلومو مولا «يجب تصفية قادة حماس ويجب أن نثبت لبوش والعالم أن إسرائيل تحارب الإرهاب».
اما المتحدث باسم البيت الابيض غوردون جوندرو، الذي يرافق بوش في جولته، فقال «ندين هذا الهجوم الارهابي الذي ارتكبته حماس ونقدم تعازينا للمصابين» مضيفا «واضح ان صنع السلام او مساعدة سكان غزة على تحسين حياتهم، لا يهم حماس».
وقبيل سقوط الصاروخ في عسقلان، نقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤولين أمنيين اسرائيليين رفيعي المستوى ان رئيس الاركان الاسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي غيّر رأيه، وبات يعتقد ان لا خيار آخر سوى شن عدوان عسكري واسع على غزة بعد انتهاء زيارة بوش.
وكان اشكنازي مترددا حيال دعم أي هجوم بري على القطاع، وذلك خشية سقوط عدد كبير من الضحايا الإسرائيليين، ولعدم اقتناعه بأن أي عملية مماثلة ستوقف إطلاق الصواريخ. غير ان مقتل إسرائيليين في الهجمات الفلسطينية الأخيرة، واستمرار اسر الجندي جلعاد شاليت في غزة، دفعه الى التوصية بشن عدوان واسع في عمق القطاع، بحسب المسؤولين انفسهم.
قال ايلي يشاي ان اولمرت وافق على بناء 600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة بيتار عيليت بالقرب من القدس المحتلة، مضيفا «انا سعيد انهم سيصادقون على البناء». واشار مسؤول آخر في «شاس» الى ان اولمرت ابلغ يشاي ان المصادقة ستتم مطلع الاسبوع المقبل.
من جهته، قال المتحدث باسم اولمرت، مارك ريغيف، ان لا قرار قد اتخذ بعد في هذا الشأن، لكنه لم يستبعد حصول ذلك في المستقبل.
في المقابل، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات «اما المستوطنات الاسرائيلية او السلام... لا يمكنهم الحصول على الامرين معا».
وذكرت صحيفة «هآرتس» ان بلدية القدس بدأت بإجراءات للمصادقة على مخطط استيطاني جديد قدمته منظمة «إلعاد» اليمينية الاستيطانية، ويشمل بناء كنيس يهودي ومكتبة وغرف لروضة أطفال وعشر وحدات سكنية وموقف سيارات تحت الأرض يتسع لمئة سيارة، في ضاحية سلوان في القدس الشرقية.
اعلنت حماس ان وفدا من الحركة سيتوجه الى القاهرة الاسبوع المقبل لتسلم رد من مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان حول نتيجة محادثاته في اسرائيل بشأن التهدئة في غزة.
وقال المسؤول في حماس أيمن طه إن مصر دعت قادة الحركة لزيارة القاهرة للقاء سليمان، مضيفا ان «مصير التهدئة ستحدده نتيجة اللقاء». وتابع «نحن سنستمع وسنتخذ موقفا طبقا لذلك» موضحا «من الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق حول ساعة الصفر».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...