مارسيل خليفة في قلعة دمشق:استثمار للمشاعر ورهان على التكرار

12-08-2010

مارسيل خليفة في قلعة دمشق:استثمار للمشاعر ورهان على التكرار

مجدداً التقى الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة صاحب التجربة الطويلة مع الأغنية الوطنية بالجمهور السوري في قلعة دمشق على مدى أمسيتين متتاليتين لينشد معهم عدداً من أغانيه التي تنتمي لفترات مختلفة من نتاجه الفني الذي امتد لأكثر من 35 عاماً، شهد خليفة خلاله العديد من الصراعات والحروب والمجازر التي ارتكبت بحق الشعب العربي استطاع ترجمتها إلى أغان وألحان شكلت اللبنة الأساسية لما سمي الأغنية العربية الوطنية الملتزمة، جاءت الأمسيتان بتنظيم مشترك جميع بين شركة مينا لتنظيم الاحتفالات ومحافظة دمشق.

تضمن برنامج الحفل 17 أغنية ومقطوعة موسيقية اختارها مارسيل من مجمل أعماله السابقة دون وجود أية أغنية أو مقطوعة جديدة كتبت أو لحنت لهذه المناسبة التي انتظرها محبو خليفة طويلاً، حيث بدأ الحفل بأغنية «ركوة عرب» والتي قال خليفة بعدها مخاطباً الجمهور: «بما أننا اليوم في دمشق أحببنا أن تكون البداية مع أغنية للشام» أعقبها أغنية «بغيبتك نزل الشتي» و«لبسوا الكفافي ومشو» و«الكمنجات» من أشعار الراحل محمود درويش الذي حياه خليفة مرات عدة أثناء الحفل، تلتها أغنية «بعد يلي كان» و«سجر البن» ثم قدم خليفة واحدة من أكثر أغنياته تأثيراً وشهرة «بين ريتا وعيوني بندقية» بتوزيع موسيقي جديد افتتحه بمقطع موسيقي من ألبومه «بساط الريح» كما حضرت بعض الأغاني الحماسية التي أشتهر خليفة بتأديتها مثل «منتصب القامة أمشي» وأهدى مقطوعة موسيقية للثائر العالمي تشي غيفارا حملت عنوان «تانغو لعيون حبيبتي» تلتها أغنية «أنهض يا ثائر» من أشعار أدونيس وأغنية «يا نسيم الريح» من أشعار الحلاج، بعدها قدم خليفة لأغنية «عصفور طل من الشباك» التي باتت لازمة تتكرر في جميع حفلاته عندما أهداها إلى جميع السجناء في السجون الإسرائيلية والعربية كما سرت عليها العادة، «لا بد لنا في هذا الوقت أن نتذكر الراحل محمود درويش في هذه القصيدة التي كتبها لوالدته حورية» بهذه الكلمات قدم خليفة لأغنية «أمي» التي غناها برفقة زوجته يولا كرياكوس كتحية لصديق دربه الطويل، في الفقرة الأخيرة من الحفل قدم خليفة أغنية «يا ساري» وأغنية قديمة تعود لبداياته مع الغناء «أجمل حب» التي أفتتحها بمقطع موسيقي من غنائية أحمد العربي، تلتها أغنية «جواز السفر» بتوزيع موسيقي جديد سيطر عليه ارتجال الجاز الذي أفقد الأغنية نكهتها وطابعها الخاصين، أما الختام فكان مع أغنية «يا بحرية» التي تخللها عزف منفرد لمجمل عناصر الفرقة المرافقة كما عزفت فيها مقطوعة «طلع الضو» التي جمعت خليفة مع زياد الرحباني فيما مضى، شاركه في عزفها الموسيقي السوري محمد عثمان على البزق.

خليفة واليسار الجديد

يمكن تقسيم جمهور مارسيل خليفة إلى فئتين اثنتين، الأولى هي جيل السبعينيات والثمانينات التي شكلت لهم أغاني خليفة وموسيقاه حالة استقطاب وترجمة للمشاعر الوطنية والثورية التي سيطرت على تلك الفترة، عندما كانت الحرب اللبنانية مستعرة وتلتها الانتفاضة الفلسطينية، عندها تحول خليفة وتجربته في الأغنية الوطنية الملتزمة إلى حالة خاصة وشبه متفردة عكست تطلعات القوى اليسارية والوطنية بأحزابها وتياراتها المختلفة، وبات يشكل جزءاً من الماضي والتاريخ الذي يصعب نسيانه يعيدنا إلى مرحلة الغليلان الثوري والسياسي الذي عشناه جميعاً فيما مضى وبتنا نفتقده في وقتنا الحالي، وتشكل حالة الاستماع لخليفة أو حضور إحدى حفلاته تداع للذاكرة من الصعب نسيانها أو التجرد منها، أما الفئة الثانية فهي جيل تسعينيات القرن الماضي الذي شكل لهم خليفة ملاذاً وطنياً وقبلة للتعبير عن مشاعرهم الوطنية التي تتصاعد مع كل أزمة سياسية أو حرب تنشب في المنطقة، ما تلبث أن تغيب مجدداً لتعاود الظهور، كما حصل مع حرب التحرير عام 2000 وحرب تموز 2006 وغيرها، لكن خليفة أعاد حساباته المعنية بمستقبله الفني والمهني، عندما عرف أن سوق الأغنية الوطنية والملتزمة لم يعد يمتلك بريقه السابق، عندها انتقل مع منتصف تسعينيات القرن الماضي إلى التلحين الموسيقي وتقديم العروض الموسيقية في الخارج، وتراجع عدد الأغاني الوطنية الملتزمة التي بات يقدمها في ألبوماته الجديدة، لكنه بقي حاضراً ينتظر أزمة سياسية أو حرب إقليمية ليرجع من باريس مكان إقامته البعيد والآمن ليقدم حفلاته وأغانيه القديمة هي نفسها دون أي جديد يذكر، معلنا بذلك انتماءه إلى ما يمكن تسميته اليسار الجديد الذي يبرر امتلاك اليساري ثروة هائلة تقدر بعشرات ملايين الدولارات في الوقت الذي يمكنه إهداء مقطوعة موسيقية لتشي غيفارا الذي استشهد فقيراً معدماً، كذلك بات بإمكان خليفة أن يهدي أغنية «عصفور طل من الشباك» للسجناء في المعتقلات الإسرائيلية والسجون العربية على حد سواء وهو يعيش مترفاً في باريس دون أن يقدم أي شيء يذكر من ريع حفلاته لمساعدة أسر الشهداء على سبيل المثال، من منا يذكر آخر مرة تبرع بها خليفة بجزء ولو يسير من ريع حفلاته لجهة خيرية؟ مع أنه ما يزال يصرح بانتمائه للإنسان المقاوم ولا يخفي إيمانه بالاشتراكية واليسار هذا ما أكده مؤخراً في برنامج «كلام الناس» في حلقة خاصة بذكرى ولادته 60، إنها الوطنية الجديدة التي بات يقدمها  لنا خليفة مؤخراً.

إلغاء الآخر

قبل افتتاح أمسيات خليفة، نشرت شركة مينا بياناً صحافياً له على عدد من الوسائل الإعلامية جاء فيه: «نلتقي في حفلتي دمشق 6 و7 آب لنبوح بإيمان حار بالإنسان والفن والجمال في زمنٍ آسن يسيجه طاغوت المال وشراهة التسليع لكل القيم الرمزية، نعود إلى دمشق لنكتشف عيار نسبة السلامة في الذائقة الجمالية للجمهور أمام طوفان التفاهة المصنوعة في فضائيات الابتذال، نريد من هذا العرس في الشام أن نعيد الإيمان بأن الإنساني في الناس لا يُسحق تحت أقدام الترويض البذيء، وأن الجميل يخرج دائماً من رماد الحرائق الثقافية المدبّرة، لنستعيد بعض الثقة وخاصة بجمهور الشباب الذي خرج إلى الدنيا في عصر الانحطاط الثقافي ولنؤكد أن حبل العدوان على الأنفس والأذواق قصير وأن الزبد يذهب هباءً ولا يبقى في الأرض إلاّ ما ينفع الناس» ربما نتفق مع ما قاله خليفة عن التفاهة المصنعة وطاغوت المال لكن لا نتفق معه  على لهجته العنيفة التي تحمل في طياتها إلغاء للكثير من أصحاب التجارب الفنية الهادفة، فليس كل ما تقدمه الفضائيات هو مبتذل وتافه وهمه المال فقط، إنما يوجد العديد من أصحاب التجارب الغنائية والفنية الحاملة للهم الثقافي وأن كانت بعيدة عما يريده خليفة، وهل يعلم خليفة ما تشكله نسبة ثمن بطاقة الدخول من مدخول الشباب المتحمس لحضوره؟ -تراوح ثمن البطاقة بين 1000و500 ليرة سورية- ومن مفارقات الحدث الثقافي الفني الجلل، هو طلب خليفة من شركة مينا المنظمة بشكل مفاجئ الإعلان عن عقد مؤتمر صحفي في أحد فنادق دمشق القديمة، ليكرر فيه بيانه الصحفي الصارخ الذي يظهره وكأنه تشي غيفارا الفن الذي أتى على صهوة عوده وحنجرته ليخلصنا من آثامنا الفنية التي فرضتها الفضائيات علينا! ناهيك عن الارتباك وعدم إتاحة الوقت الكافي لتعميم خبر انعقاد المؤتمر الصحفي، بدورها نجحت شركة مينا بتنظيم الحفل الاستثنائي ولو تخلله بعض الفوضى في دخول وخروج الجمهور التي كان من الممكن ببساطة التخلص منها لو فتح الباب الآخر للقلعة الذي خصص فقط لعلية القوم وأصحاب الشأن الرفيع. 

 

أنس زرزر-جريدة النهضة السورية

التعليقات

أقول لهذا الذي يدعو نفسه أنس زرزر من أنت لكي تقول عن المبدع مارسيل خليفة ما قلته فمارسيل لا يحتاج لأكبر نقاد العالم لينتقدوه فيما يقول نعم مارسيل هو تشي غيفارا في عصر بات مكب لنفايات الغناء العربي هناك أصوات جيدة في بلدنا وفي بقية البلدان وبالتأكيد مارسيل لم يقصد من يقدم فناً راقياً إلا إن كنت يا سيد أنس تعتقد أن أليسا وهيفاء وهبي سيدتا غناء عربي . من المعيب أن تقول ما قلت عن مارسيل ف ************************ من المستغرب أن ينشر موقع كموقع الجمل بما حمل هكذا مقال !!!! أرجو منكم أن تنشروا هذا الرد مع العلم من أني بحثت عن موقع جريدة النهضة على النت لكي أكتب ما كتبت هنا وأرد على هذا ال*** الذي ينتقد مارسيل لكن للآسف لم أجد الموقع .

أنصفته وأعطيته حقه ومكانته وأهميته وتقصيره وتكراره لنفسه وتعكيزه على أصوات أخرى وموسيقيين.. هكذا الحكم الموضوعي

ومن مارسيل حتى لا ينتقد طالما أن الكاتب ذكر كل محاسنه وتاريخه كما ذكر حداثة يساريته وثروته على هذا السوري المنفعل أن يقرأ المقالة جيداً

سأسمح لنفسي الإدعاء بأني كنت يوماً من معشر الموسيقيين، و ذلك لأخبركم كيف سقط الخليفة. كان رفاق المدرسة و من بعدها الجامعة يسموني كشكول الأغاني-أغاني مارسيل طبعاً. كنت أحفظها جميعاً عن ظهر قلب، اللحن قبل الكلمة؛ بالأحرى لم تكن تعنيني الكلمة بقدر اللحن، فلم أعرف ما وراء ريتا و ركوة العرب... محمود درويش؟ شاعر مهم؟!.... جيد، ما علينا، المهم اللحن كان ظريفاً و مستجداً... ثم حصل أحد الرفاق على نوتة "جدل" العمل التأليفي الآلي الأول لخليفة و كان لثنائي العود مع مرافقة الطبلة في بعض الأجزاء... و كانت الفرحة، سيّما و أن الأخت العزيزة كانت قد جائتني بالتسجيل من بيروت قبل آن يحصل عليه أحد في دمشق بأشهر عدة. يا الله... الآن صار باستطاعتنا تأدية ما أبهرنا لسنين... تمر الأيام و يأتي الخليفة إلى دمشق في إحدى نشاطات دار المدى على ما أذكر، حين فتحت أبواب الشام للعراقيين على ضوء ما يسمى الانفتاح على العراق و النفط مقابل ما شئت...!! طبعاً قبل الغزو الأميريكي. المهم الحفلة -على ما أذكر أيضاً-كانت متزامنة مع تضييق الخناق على ظاهرة أخرى دعيت ربيع دمشق... وكان هذا اللقاء الأول، فشِنّفت أذناي لما سيقول؛ فطرقنا الخليفة خطاباً ثورياً أهدى في نهايته الحفل لأطفال فلسطين و العراق و .....و...و..و أراض محتلة ...و ..و ... و أسرى الرأي في سوريا و السجون العربية.... ثم بدأ الحفل و أنا في رأسي سؤال ساذج: ألا يعلم سيد الثوار أن الجولان السوري محتل؟، و فيه سوريين متمسكين بسوريتهم على الأقل... و أن اسرائيل توقعهم تحت أسوأ ظروف المعيشة لترحيلهم من قراهم؟؟؟ و تمر الأيام و يظهر خليفة بين الحين و الآخر ليقدم جديده، فإذا به يغيب حولاً ليطلع لنا بأغنية "أمر باسمك" جيد، اللحن ظريف بس يمكن القول أنه لم يزل يستخدم نفس المواد الأولية (الجمل الموسيقية)... ثم يغيب حولين و يطلع بأغنية جديدة لم أعد أذكر اسمها ولا لحنها... ثم يغيب و يغيب و يفاجئنا من شباك الأندلس*... الشباك الذي يطل منه كل من فرغت جعبتهم... طيب، لنستمع لهذا الكونشرتو.... وا عجبي... إنه "جدل" بتوزيع ركيك و مكتوب للأوركسترا... "كولّاج" تلزيق... تلزيق المكرر و المستعاد.. و من ثم تحصل المعجزات التي لم أفهمها... أوركسترا كييف السيمفونية، إوركسترا الحجرة سان فرانسيسكو... و ضاعت الطاسة، الكونشرتو العربي، مداعبة، ديوان العود وصار يكرر المكرر... و مجدداً تمر الأيام لألتقيه في الدوحة مع أوركسترا قطر الفيلهارمونية يكرر أندلسيته على يد نخبة من العازفين الأوروبيين الشباب و المخضرمين ممن تستطيع مؤسسة قطر (قطر فاونديشن) تحمل رواتبهم؛ كما يُذكر للأمانة عازفان سوريان و آخران مصريان و ربما لبناني، المهم بعد الحفل خرجت مع أصدقاء من الفرقة إلى حفلتهم الخاصة على سطح البناء حيث يقطنون، أثناء الحفلة حاولت استطلاع الآراء عما أدّوه في الحفل.. فانهالوا علي بالاطراء على خليفة و موسيقاه الخلابة... لم تخرط مشطي الاجابات فانتظرت أربع أو خمس جولات من الشراب و أعدت الاستطلاع و إليكم عينة من الآراء بعد الشراب: باتريسيا - كمان أول - ألمانيا: بصراحة لا أعرف لماذا هو مشهور. كريستوف - تشيللو - فينيزويللا: أرجوك غير الموضوع نريد أن نمرح الآن. يوريس - بيانو - بلجيكا: لم أفهم لماذا البيانو في العمل. نينا - كمان أول - آلمانيا: صداع. محمد - فلوت - مصر: أهو حفل و السلام مياس - كمان - سوريا: حط بالخرج...!! ----------------------------------------------- * ما يعرفه معظم الناس عن موسيقى الأندلس هو الموشحات، و التي إذا حالف أحدكم الحظ و ذهب لما كان يدعى بالأندلس الآن و استمع لموسيقاها يعلم أن الموشحات إياها ليس فيها من موسيقى الأندلس شيئاً سوى آن الكلام كتبه أندلسيون أيام الأندلس...

مهلك ياهذا ..ومن مارسيل خليفة حتى لايمكن نقده..أي انسان يعمل في أي مجال قابل للنقد طالما هو يعمل فيمكن أن يصيب ويمكن أن يخطىء أم أنك تريد أن تضع مارسيل وغيره في خانة القداسة ..نعم مارسيل خليفة تغير ولم يعد ذلك الفنان الذي أحببناه وشعرنا يصدق فنه .أنا كنت من أشد معجبيه في الثمانينات ولكنني اصبحت لااستسيغ مايقدمه من موسيقى وأغاني مكررة ..نعم لقد أصبح يساري رأسمالي .. يتكلم عن الانسانية وعن المعذبين والسجناء والفقر بينما هو يعيش عيشة المترفين في احدى ضواحي باريس الراقية ..يدر ملايين الدولارات ولايتبرع بمليم واحد للفقراء واسر الشهداء والاسرى ...هناك تناقض مابين مايقول ومايفعل ..فهون عليك فهو ركب الموجة ولكن على طريقته..لذلك لست مستعدا لادفع قرشا واحدا من أجل أن استمع الى كلامه المكرر واغانيه المكررة ولن يغشنا كلامه المعسول عن السميعة في دمشق

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...