«التسلل» الإسرائيلي فوق سوريا: رسالة صامتة... وترميم فاشل للردع
واصلت إسرائيل تكتمها رسمياً على عملية «التسلل» الى الأجواء السورية وذلك وسط عاصفة تساؤلات في الصحافة العبرية ذكرت بأن ترميم قدرة الردع لن تتحقق بالتحليق فوق سوريا التي وصفت الخرق الاسرائيلي بأنه «نتيجة طبيعية لانكسار المشروع الأميركي» في لبنان والعراق.
في غضون ذلك، نقلت شبكة «إن تي في» التركية عن مصادر عسكرية تركية أن الجيش عثر على خزانات وقود في محافظتي هطاي وغازي عنتب المتاخمتين للحدود مع سوريا، مرجحة أن تكون للطائرات الاسرائيلية التي خرقت المجال الجوي السوري. ونفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ان تكون الطائرات الاسرائيلية قد اقلعت من الأراضى التركية.
وقالت وزيرة المغتربين السورية بثينة شعبان إنّ دمشق «تحتفظ لنفسها بحق الرد على الخرق الجوي الإسرائيلي في الزمان والمكان المناسبين»، مشددة على أنّ «العدوان الجوي هو نتيجة طبيعية لانكسار المشروع الأميركي في العراق والهزيمة المدوية التي تعرض لها هذا المشروع على يد المقاومة الوطنية اللبنانية».
في المقابل، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قال أمس الاول، رداً على سؤال عما إذا كان مطمئناً بعد إعلان دمشق عن انتهاك اجوائها، «إنني مطمئن، أنتم ترون كم أنا هادئ». ورداً على سؤال عما إذا كان يعتزم تمرير رسالة ما إلى سوريا، قال أولمرت «عن أي رسالة يجري الحديث؟ لا أعرف عما تتكلمون».
ونقلت «يديعوت» عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إن «تصريحات، غير حذرة أحيانا، يمكن أن تشكل شرارة تعزز عدوانية الطرف الثاني. هناك رسائل تنقل بصمت، عبر أطراف
ثالثة. هذا ما حدث أمس (الاول). وهذا ما ينبغي أن يحدث. ومن الجائز أنه بعد أن تهدأ الخواطر، سيكون ممــكنا الحــديث. الأمر الأهم حاليا، هو ضــبط النفس، وتهدئة الخواطر. لا مصلحــة لنا الآن في تسخين الجبهة السورية».
وفي مقابل الغموض الرسمي، وفرض الرقابة على ما يقال وما ينشر، حاول المعلقون في الصحافة الاسرائيلية فهم ابعاد الخطوة، مراوغين أمر الرقابة العسكرية بمنع الإشارة إلى ما حدث.
وكتب المعلق العسكري لصحيفة «معاريف» اليكس فيشــمان أن التعتيم على تنفيذ الطلعات الجــوية «يستــهدف عــدم التحرش بالعدو بصورة مفرطة حتى لا يكون مضطرا للرد، وتركه يتمــتع بوهم أنه نجح، مثلاً بإبعاد سلاح الجو من الأجواء السورية، ولكنه يرمي في بعض الأحيان إلى إخفاء قرارات إشكالية ومخاطر غير محسوبة ومغامرات».
من جهته، شدد الخبير في الشؤون الاستراتيجية رؤوبين بادهتسور، في «هآرتس»، على أن «ترميم قدرة الردع للجيش الإسرائيلي لن يتحقق باختراق حاجز الصوت فوق اللاذقية».
ولليوم الثاني على التوالي، أجرى وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي اتصالاً هاتفياً بنظيره السوري وليد المعلم، اعتبر خلاله الخرق الإسرائيلي «جهوداً مستميتة تستهدف إعادة معنويات الجيش الصهيوني حيال المقاومة البطولية والباسلة للشعب اللبناني» خلال حرب تموز، مشدداً على «ضرورة التضامن والتلاحم بين الشعبين والحكومتين في إيران وسوريا».
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية «إن مثل هذا التعدي الذي تتحمل إسرائيل مسؤوليته، لا يزيد الأجواء في المنطقة إلا توترا» فيما أدانت قطر «التصرفات العدوانية» الاسرائيلية، مجددة «تضامنها» مع سوريا. اما الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فأعرب عن «قلقه البالغ» مشيراً الى ان «مثل هذه المناورات غير المقبولة انما تعبر عن نوايا اسرائيلية سلبية تجاه الحديث الجاري عن تحقيق السلام في الشرق الاوسط».
وقال مصدر في رئاسة الوزراء اليمنية ان «هذه الأعمال اعتداء على سيادة كل الدول العربية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد