«داعش» يسيطر على الشعيطات.. ويهدّد مطار الطبقة
انتهت انتفاضة عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي إلى بحيرة من الدماء والأشلاء، وبينما تتجه أنظار تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» نحو مطار الطبقة ـ آخر مراكز الجيش السوري في محافظة الرقة ـ حيث بدأت الاشتباكات المتقطعة تندلع في محيطه، تستمر «جبهة النصرة» في حملتها ضد الفصائل غير الإسلافية في الشمال السوري، معلنةً عبر المتحدث الرسمي باسمها أبو فراس السوري أنها لا تسعى إلى إقامة «إمارة»، كما فُهم من كلام زعيمها أبي محمد الجولاني، وإنما تريد فقط تطبيق الشريعة الإسلامية.
وبدأ هجوم «داعش» على منطقة الشعيطات، يوم الجمعة الماضي، بتنفيذ عمليتين انتحاريتين، حيث نفذ الثانية سعودي يلقب بأبي مجاهد الجزراوي، استهدفتا تجمعات لعناصر عشيرة الشعيطات وسقط جراءهما عشرات القتلى والجرحى.
ويوم أمس، دخل المئات من مقاتلي التنظيم المتشدد إلى قرى أبي حمام والكشكية وغرانيج، معقل الشعيطات، المحاصرة منذ حوالي عشرة أيام، معلنين سيطرتهم عليها بشكل كامل، بعد ساعات فقط من الاشتباكات التي وصفت بأنها غير متكافئة.
وترافق ذلك مع نزوح الآلاف من أهالي القرى الثلاث إلى بعض المناطق المحيطة بهم، لعلها توفر لهم الأمن والأمان، خصوصاً في ظل سريان شائعات بأن لدى مقاتلي «داعش» أوامر مباشرة بقتل كل ذكر من أبناء العشيرة يفوق عمره الـ 15 عاماً، ما دفع الأهالي إلى الخروج بأنفسهم وأبنائهم قبل أن تُباد العشيرة عن بكرة أبيها.
وفي ظل عدم ورود معلومات موثقة من داخل القرى المستهدفة، تسرّب تسجيل منسوب لأحد أبناء الشعيطات يتحدث فيه عن ارتكاب «داعش» مجزرة ضخمة، ذهب ضحيتها حوالي 250 شخصاً من العشيرة. إلا أن مصادر «داعش» الإعلامية نفت هذه الأنباء، وأكدت أن مقاتلي التنظيم يقومون بمداهمة المنازل في منطقة الشعيطات واعتقال الرجال بهدف التحقيق معهم، وأن من لم يثبت عليه مقاتلة «الدولة» يطلق سراحه، مؤكدة أنه يجري البحث عن أسماء محددة لمقاتلين وليس عن مدنيين. ومع ذلك تأكد أن عناصر من «داعش» لاحقوا النازحين حتى قرية الشعفة المجاورة، وارتكبوا مجزرة بأعداد منهم، كانوا اتخذوا من مدرسة القرية مأوى لهم.
إلى ذلك، لم تمض ساعات على سيطرة «الدولة الإسلامية» على «اللواء 93»، حتى بدأ تهديد مطار الطبقة في ريف الرقة الغربي، والذي يعتبر آخر مركز للجيش السوري في عموم محافظة الرقة.
وعمد «داعش» الجمعة الماضي إلى قصف المطار بعشرات القذائف والصواريخ، بينما استكمل استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية إلى محيطه، الأمر الذي يشير إلى أن معركة المطار قد تندلع في أي لحظة.
من جهة أخرى، وفي إطار إعادة هيكلة نفسها، عيّنت «جبهة النصرة»، للمرة الأولى، متحدثاً رسمياً باسمها، هو أبو فراس السوري.
وكان لافتاً أن يكون أول تصريح للمتحدث الرسمي هو محاولة تصحيح ما ورد على لسان زعيم «النصرة» أبي محمد الجولاني قبل حوالي شهر عندما تحدّث عن قرب إقامة «إمارة إسلامية». وقال أبو فراس إن المقصود من كلام الجولاني «ليس الإمارة المعتبرة شرعاً وعرفاً» بمعنى إقامة دولة وحكومة، وإنما «إدارة وتنظيم المناطق المحررة» عبر إقامة محاكم شرعية هدفها تطبيق الشريعة الإسلامية ومحاسبة المجرمين والفاسدين.
ورغم أن السوري أكد أن «جبهة النصرة» ليست بوارد إقامة «إمارة» بشكل منفرد وحدها، إلا أنه جعل الشورى محصورة بالفصائل التي تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية على منهج أهل السنة والجماعة فقط. وهذا يعني استبعاد الكثير من الفصائل التي تقاتل تحت راية «جبهة ثوار سوريا» و«حركة حزم» و«الجيش الحر».
وفي هذا السياق استمرت «جبهة النصرة» في استهداف الفصائل التي لا توافقها في المنهج والسياسة، حيث قامت منذ يومين باعتقال قائد «لواء الربيع العربي» محمد ديبو بعد اقتحام مقره في قرية تل سوسيــن بريف حلب، المعروفــة بمنطقة مزارع الأرمن، مع إخوته وعدد من عناصر لوائه. ويأتي ذلك بعد ثلاثة أسابــيع من اعتــقالها قائد «لواء الحرمين» شريف الصفوري في درعا. كما اعتقلت في درعا قبل حوالي شهرين قائد «المجلس العسكري للجيش السوري الحر» أحمد النعمة.
عبد الله سليمان علي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد