( أصدقاء سوريا) يطالبون بالناتو ( لحماية السوريين ) والقيصر بوتين يسخر من أكاذيبهم
طالب المجلس الوزاري للجامعة العربية اليوم مجلس الأمن بتطبيق خطة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية كوفي انان عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، من دون الإشارة الى عمل عسكري. كما طلب وزراء الخارجية العرب من شركتي الأقمار الصناعية عربسات ونايلسات وقف بثّ القنوات الفضائية السورية "الرسمية وغير الرسمية".
ونصّ البيان الختامي للاجتماع الذي عقد في الدوحة على دعوة "مجلس الأمن الى تحمل مسؤوليته طبقاً لميثاق الأمم المتحدة واتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان التطبيق الكامل والفوري لخطة انان في إطار زمني محدد، بما في ذلك فرض تطبيق النقاط الست التي تضمنتها الخطة عبر اللجوء الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة". وأضاف البيان أن اللجوء الى الفصل السابع يكون "بما تضمنه من وقف الصلات الإقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصالات، وقفاً جزئياً أو كلياً وقطع العلاقات الدبلوماسية". هذا وأوضح البيان أن دول كالعراق والجزائر ولبنان تحفظت على الفقرة التي تتضمن الإشارة الى الفصل السابع.
وعن لجوء الجامعة العربية إلى الفصل السابع، أشار الأمين العام للجامعة نبيل العربي الى "تضييع الوقت في التفاوض والاتصالات مع الجانب السوري، اذ أن الجامعة العربية بدأت المفاوضات مع الحكومة السورية منذ 11 شهراً والموضوع احيل لمجلس الأمن منذ ثلاثة أشهر". ورأى العربي أن "الوقت يضيع في التفاوض وفي اقناع الحكومة السورية بقبول هذه النقطة أو تلك"، موضحاً أن "المجلس الوزاري يطلب من مجلس الأمن أن يقرر، فمجلس الأمن يستطيع أن يقرر ويضيف عقوبات اقتصادية أو ما هو أكثر من ذلك". في الوقت عينه، أكد العربي "لكننا لم نطالب بأي شيء عسكري، طالبنا مجلس الأمن بأن يصدر قراراً واضحاً بأن هذه الخطة تسري من اليوم وليس هناك داع للتفاوض حولها وحول قبولها من الجانب السوري".
من جهة اخرى، طلب وزراء الخارجية العرب من إدارة القمر الصناعي العربي عربسات ومن الشركة المصرية للأقمار الصناعية نايلسات "اتخاذ ما يلزم لوقف بثّ القنوات الفضائية السورية الرسمية وغير الرسمية". ولم يحدد البيان القنوات السورية غير الرسمية المقصودة.
الى ذلك، دعا المجلس الوزاري مجلس الأمن الى اتخاذ "جميع التدابير اللازمة فوراً لتوفير الحماية للمدنيين السوريين، بما في ذلك منح المراقبين الدوليين في سورية كافة الصلاحيات الضرورية لتمكينهم من القيام بتوفير الحماية للمدنيين ووضع حد للانتهاكات والجرائم الجسيمة المرتكبة ضدهم"، بحسب المجلس. وجدد المجلس الوزاري مطالبة أطراف المعارضة السورية "بتخطي خلافاتها وتحمل مسؤولياتها الوطنية والتجاوب الفوري مع جهود الأمانة العامة من أجل عقد اجتماع يضمّ جميع أطراف المعارضة السورية في مقرّ الأمانة العامة للجامعة وذلك في أسرع وقت".
في السياق، طالبت قطر اليوم المبعوث الدولي العربي الى سورية كوفي انان بوضع إطار زمني لمهتمه، وبنقل خطته الخاصة بحلّ الأزمة في هذا البلد الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أمام اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسورية "نطلب من السيد انان تحديد وقت لمهمته فلا يمكن الإستمرار في المذابح والقتل الذي يجري والمهمة مستمرة الى ما لا نهاية". وأضاف الشيخ حمد الذي يرأس اللجنة "نأمل أن تكون هناك قرارات محددة عن الاجتماع، ونطلب من مجلس الأمن تحويل الست نقاط أي خطة انان للفصل السابع حتى يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته".
وأكد رئيس الوزراء القطري استعداد الجامعة العربية لتحمّل مسؤولياتها في هذا الشأن. وتابع حمد "نحن كجامعة عربية مستعدون لتحمل مسوؤلياتنا، ومستعدون ايضاً أن نقدم الحلول لكيفية الإنتقال السلمي اذا كان هناك جدية لدى النظام السوري ولا نستبعد أن تكون هناك دعوة الى قمة طارئة للجامعة العربية". واعتبر حمد أن "النظام السوري يرتكب خطأ إذ يراهن على استمراره بهذه الطريقة"، مضيفاً "لم نرَ أي تقدم في تطبيق النقاط الست،إن النظام السوري لم يطبق النقطة الاولى منها ولم يتحدث عن باقي النقاط".
في المقابل، أعلن المبعوث الأممي والعربي لسورية كوفي انان اليوم، أمام وزراء العرب المجتمعين، إن المخاوف من اندلاع حرب طائفية شاملة جراء العنف في سورية تتعاظم يوماً بعد يوم، محملاً النظام المسؤولية الأولى عن وقف العنف. وحذر أنان من أن الأزمة السورية بلغت "نقطة التحول"، مشيراً الى أن اللاعبين الرئيسيين في المجتمع الدولي متفقون على عدم إمكانية بقاء الوضع الراهن في سورية على حاله. وقال أنان "إن شبح حرب شاملة مع بعد طائفي مقلق يكبر يوما بعد يوم". وأشار المبعوث العربي الدولي إلى سورية الى أن للأزمة السورية "تداعيات اقليمية على شكل توترات وحوادث عبر الحدود، وعمليات خطف لمواطنين وأجانب وتهجير سوريين الى دول مجاورة".
وذكر انان أنه سيقدّم في السابع من حزيران/يونيو تقريراً للأمم المتحدة ومجلس الأمن حول مهمته في سورية. وأكد الأمين العام السابقكوفي انان للأمم المتحدة أنه يتعين على جميع الأطراف في النزاع السوري "العمل بمسؤولية لوقف العنف"واعتبر المبعوث الدولي العربي أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يقرر "ما الخطوة المقبلة". كما أشار انان الى أنه التمس لدى محادثيه من اللاعبين الدوليين في الأزمة السورية "توجهاً واضحاً بأنه لا يمكن أن تستمر الأمور على ما هي عليه"، مشدداً على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي على أن لا تنتقل الأزمة السورية الى دول الجوار.
هذا وسبق الإجتماع الوزاري العربي الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة، تصريح للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي اليوم طلب فيه من الأمم المتحدة في رسالة الى مجلس الأمن، التحرك لتأمين حماية الشعب السوري في وجه القمع الدامي للإنتفاضة ضد الرئيس بشار الأسد. وقال العربي، قبل بدء الإجتماع الوزاري العربي المكلف متابعة الأزمة السورية "أرسلت رسالة الى مجلس الأمن وطلبت أخذ كافة التدابير لحماية الشعب السوري".
ورداً على سؤال حول ما اذا طالب في رسالته بتحرك عسكري ضد نظام الرئيس بشار الأسد، أجاب العربي "لم نتحدث عن تدخل عسكري". وفي مقابلة نشرتها أمس صحيفة الشرق الأوسط السعودية، صرّح العربي أن المجتمع الدولي لا يتجه نحو تدخل عسكري في سورية، وقال "حالياً لا توجد أي نوايا للتدخل العسكري" في سورية. وأضاف العربي أنه خلال الإتصالات التي اجراها مع سفراء عدة دول غربية وبينها الولايات المتحدة أكدوا أن "الإجابة عن هذه الأسئلة تتلخص بجملة واحدة، الدول التي لديها الاستعداد للقيام بالعملبرهان غليون العسكري ترفض ايضاً هذا الخيار الذي ستعارضه روسيا وربما الصين ايضاً".
- دولياً، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مساء أمس أنه "لا حلّ ممكناً" في سورية من دون رحيل الرئيس بشار الأسد. وقال هولاند، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، "يجب فرض عقوبات ضد النظام السوري"، مضيفاً أنه يدرك "مخاطر زعزعة الإستقرار مع مخاطر نشوب حرب أهلية في سورية". وأضاف الرئيس الفرنسي أن "نظام بشار الأسد تصرف بطريقة غير مقبولة ولا يمكن التسامح معها، لقد ارتكب اعمالاً تستدعي تنحيه". كما شدد هولاند على أن "ما من حلّ لهذا الوضع إلا برحيل بشار الأسد"، معتبراً أن تنحي الرئيس السوري "شرط مسبق للعملية السياسية".
من جانبه، رفض الرئيس الروسي وضع تنحي الأسد عن السلطة كشرط مسبق لحلّ الأزمة. وقال "اذا ما ازحنا عن السلطة الرئيس الحالي، هل تعتقدون أن السعادة المطلقة ستعمّ سورية"، مضيفاً أن هدفه تفادي حرب أهلية في سورية.
وشدد الرئيس الروسي على أن تحديد مستقبل الدولة السورية هو أمر يعود فقط للشعب السوري، وقال إن روسيا "تقبل أي خيار يقبله الشعب السوري". أما هدف موسكو في سياستها تجاه دمشق فهو "وقف العنف وتفادي نشوب حرب أهلية"، حسب تعبير الرئيس الروسي.
وقال: "إذا كنتم تعتقدون بأننا نستطيع أن نتخذ قرارات بدلا من الشعوب الأخرى، فاذهبوا الآن إلى القاهرة وشاركوا في انتخابات الرئيس المصري. لن تستطيعوا أن تفعلوا ذلك، كما لن تستطيعوا أن تفعلوا شيئا مماثلا في سورية. لا يوجد أحد قادر على ذلك".
وقال في إشارة إلى مثال ليبيا: "الجميع يعرف استبداد القذافي. طيب. وهل تعرفون ماذا كان يحدث في سرت بعد دخول المسلحين إليها؟ لماذا لا تكتبون عن هذا؟ هل أصبح الوضع الإنساني رائعا؟"
وقال بوتين: "تربطنا بسورية علاقات طيبة تعود لسنوات طويلة، ولكن من الخطأ الحديث عن وجود مصالح خاصة لروسيا في سورية"، مشيرا إلى أن ما يقلق موسكو في سورية "هو خروج الوضع عن السيطرة وقتل المدنيين".
وأكد الرئيس الروسي أن هدف بلاده في سورية يتمثل في "تحقيق المصالحة بين جميع أطراف النزاع". وقال: "لا نختار من معنا ومن ضدنا، نعتني بالجميع ونسعى إلى جعل الحل السلمي الدبلوماسي ممكنا".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد