اجتماع وزاري السبت لمراجعة عمل بعثة الجامعة وحمد يدعو لإرسال قوات ردع
أعلن مصدر مطلع على عمل بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في سورية أمس، أن مشهد ما يجري في سورية سيكتمل بالنسبة للبعثة يوم 19 الجاري، وهو الموعد الذي من المقرر أن يسلم فيه رئيس البعثة الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي تقريره الأول عن عمل البعثة، والذي ستناقشه اللجنة الوزارية العربية المعنية بالموضوع السوري في الحادي والعشرين من الشهر نفسه بحسب ما أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.
وقال المصدر المطلع الذي فضل عدم ذكر اسمه حول تقييمه لعمل البعثة خصوصاً إن مدة الشهر الذي تم تحديده لعمل البعثة أوشك على الانتهاء «البعثة جزء من المشهد وليس كل المشهد. ستكتمل الصورة في يوم 19 الجاري».
ونص البروتوكول الذي وقعته الحكومة السورية والأمانة العامة للجامعة في التاسع عشر من الشهر الماضي على أن مدة عمل البعثة هي شهر واحد تبدأ من تاريخ توقيع البروتوكول، وتمدد لشهر ثانٍ بموافقة الجانبين.
وأكد المصدر استعداد البعثة لمواصلة العمل لشهر ثانٍ «إذا ما طلب منها ذلك»، وقال: «نحن جاهزون لإكمال ما يطلب منا إلى النهاية».وأوضح المصدر أنه لم يتقرر حتى الآن إن كانت الجامعة العربية ترغب في تمديد عمل البعثة شهراً إضافياً، وقال: «نحن نتحقق واللجنة الوزارية العربية هي التي تقرر ذلك. وحتى اللحظة لم يتقرر ذلك».وإن كان لدى البعثة معلومات عن ظروف استشهاد الصحفي الفرنسي جيل جاكييه في مدينة حمص، قال المصدر: إن اللجنة «تحتفظ بالمعلومات التي لديها»، مضيفاً «البعثة ليست بعثة تحقيق هي بعثة تحقق ولذلك لم تسعَ ولكن رصدت».وزعم يوم الخميس الماضي من جديد المراقب الجزائري أنور مالك الذي غادر سورية، ونفى الدابي تصريحات له أطلقها على قناة «الجزيرة» بخصوص عمل البعثة، أن كثيرين من المراقبين يشعرون بخيبة الأمل تجاه مهمة المراقبين. وقال: إن «مراقباً مصرياً وخبيراً قانونياً مغربياً وموظف إغاثة من جيبوتي يشاركون في بعثة المراقبين غادروا سورية بالفعل».
وحول تصريحات مالك الجديدة، قال المصدر «ليس صحيحاً (ما قاله مالك). غادر مصريون ومغاربة. هو (مالك) قام بالتحريض على هذه المجموعة وهي مجموعات حقوقية كانت معروفة ومرصودة لنا وفي نهاية الأمر خيب الجميع ظنه والدليل على ذلك حتى الآن أنهم لم يظهروا في الإعلام»، مضيفاً: «غادروا لكن لأسباب ليست لها علاقة بما يقوله أنور. لأنهم لم يكونوا عسكريين ولم يسمعوا أصوات ذخيرة من قبل وتعرضوا في مناطقهم لبعض المضايقات، ولكن ليس كأنور لأنه حتى الآن لم يصدر عنهم شيء». وتابع: «فقط الجيبوتي انسحب».
في غضون ذلك أعلن الأمين العام للجامعة بحسب وكالة «فرانس برس»، أن «مراجعة شاملة لعمل البعثة» ستجري خلال اجتماع للجنة الوزارية العربية المكلفة الموضوع السوري يعقد في الحادي والعشرين من كانون الثاني الحالي في القاهرة.
واعتبر أن «تقدماً جزئياً حصل» في عمل البعثة، مضيفاً: «إن هناك يومياً نزفاً للدم في سورية والجامعة تسعى إلى حقن الدماء والأمر يحتاج إلى إعادة نظر وهذا ما سوف نبحثه في الاجتماع القادم للجنة الوزارية». واعتبر أن مهمة البعثة «قد تستكمل ولكن بصورة مختلفة».
من جهة ثانية، أعلن العربي أنه عقد السبت «اجتماعاً مهماً» في مسقط مع الوزير العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبد اللـه العضو في اللجنة الوزارية العربية تناول «سبل التوصل إلى حل سياسي للازمة في سورية وما تقوم به جامعة الدول العربية من جهود وضرورة توفير حماية للمدنيين السوريين». وفي بيان عمم على الصحافة صرح السفير عدنان الخضير، رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبي الجامعة، أن البعثة تواصل انتشارها في المزيد من المناطق والمحافظات السورية، حيث توزعت صباح الجمعة، ستة فرق إلى كل من دير الزور والبوكمال، والسويداء، والقامشلي والحسكة، وتدمر والسخنة، وطرطوس وبانياس، والرقة والثورة. وأكد الخضير أن غرفة العمليات مستمرة في تلقي تقارير البعثة عن مشاهداتها وأنشطتها في سورية، كما تتلقي بلاغات المواطنين السوريين وتحيلها إلي البعثة للتحقق منها، وأن المراقبين العرب يواصلون مهمتهم دون الالتفات إلى الشائعات ووفق ما نص عليه البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية، مؤكداً أنه سيتم إرسال المزيد من المراقبين العرب إلى البعثة خلال الأسبوع القادم.
والخميس أكد الخضير استمرار عمل البعثة في القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب البروتوكول الموقع بين الجامعة والحكومة السورية حتى التاسع عشر من الشهر الجاري.وقال: إنه «في غضون اليومين القادمين سيتم انتشار الفرق الإضافية التي وصلت إلى الأراضي السورية مؤخراً ليصل بذلك إجمالي عدد الفرق المنتشرة هناك إلى 16 فريقاً، لافتاً إلى أنه سيتم تعزيز بعثة المراقبين بأعداد إضافية فضلاً عن تزويدهم بكافة التجهيزات اللازمة التي تيسر القيام بعملهم خلال الفترة المقبلة».
وعزا الخضير اعتذار بعض المراقبين الاستمرار في البعثة إلى أسباب شخصية أو صحية يقدرها رئيس بعثة المراقبين الفريق أول ركن محمد الدابي، مشيراً أنه لا دخل لتلك الأسباب بظروف أو ملابسات مهام البعثة.
- من جهة أخرى وبعد إخفاق مساعيه باستجرار تدخل عسكري أجنبي إلى سورية، وتأكده بأن الرياح في سورية ذاهبة بعكس ما تشتهي سفن الدوحة وواشنطن وأنقرة، اقترح أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني إرسال قوات عربية لوقف ما سماه «أعمال القتل» في سورية ، جاء ذلك في مقتطفات لمقابلة معه سيذيعها اليوم برنامج (60 دقيقة) على قناة (سي بي إس) التلفزيونية الأميركية.وقال حمد في رده على سؤال حول إذا ما كان يفضل تدخل الدول العربية في سورية، حول ضرورة إرسال قوات عربية إلى سورية: «لإنهاء أعمال القتل (...) يجب إرسال عدد من الجنود إلى سورية»، من دون أن يوضح كيف يمكن لأي تدخل عربي أن ينجح.
ويأتي اقتراح حمد بعد أن بحث نائب الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس لجنة الجامعة العربية المعنية بسورية في واشنطن الأربعاء الماضي الوضع في سورية، كما أعلن البيت الأبيض.
وقالت الرئاسة الأميركية في بيان: إن الاجتماع بين بايدن وحمد بن جاسم حضره أيضاً مستشار الرئيس باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون.
وذكر البيان أن بايدن وحمد بن جاسم نددا وخصوصاً بما سمياه «أعمال العنف التي يرتكبها النظام في سورية وشددا على أهمية تقرير بعثة المراقبين العرب المرتقب في 19 كانون الثاني الجاري.ومنذ بدء الأزمة في سورية منتصف آذار الماضي اتخذت القيادة القطرية موقفاً عدائياً تجاه سورية وبالتنسيق مع عدد من الدول الغربية والإقليمية والعربية، وتدفع باتجاه تدويل الأزمة.
وأكثر ما تبدى ذلك في تصريحات رئيس الوزراء القطري منذ اندلاع الأزمة في البلاد، حيث زعم مؤخراً في معرض تعليقه على عمل بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سورية «لن نعطي مزيداً من المهل، أول تقرير يأتي إلينا ولم يحدث موقفاً سيكون لدينا موقف»، بعد أن سبق أن اقترح إشراك مراقبين دوليين في عمل البعثة إلا أن هذا الاقتراح لم تتم الموافقة عليه في الاجتماع الأخير للجنة الوزارية العربية الذي عقد الأحد الماضي في القاهرة.
وكشفت مصادر شاركت في اجتماع اللجنة الأربعاء الماضي تفاصيل المناقشات التي دارت وراء كواليس الاجتماعات وتحدثت عن خطة قادها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لإفشال مهمة بعثة المراقبين للوصول بالأزمة إلى التدويل.
المصدر: الوطن + وكالات
التعليقات
لعنة الله على كل المستعربين الخونة
إضافة تعليق جديد