احباط محاولات تسلل من لبنان وتركيا ووفد المراقبين يتحول هدفاً للإرهابيين بإدلب

لم تستثن الجماعات الإرهابية أمس وفد المراقبين الدوليين واستهدفت موكبهم في مدينة خان شيخون في ريف إدلب بالعبوات الناسفة ما أدى إلى تضرر 3 سيارات تابعة للوفد في حين بدا الجانب الغربي مصراً على تجاهل حقيقة الإرهاب الذي يتعرض له السوريون يوميا.
ورغم كل ما تكشف عن وجود تمويل وتسليح خارجي لأذرع إرهابية تعبث في الداخل السوري، فقد كرر آلان جوبيه وزير الخارجية الفرنسي في عهد نيكولا ساركوزي كلام نظيره السعودي وتمنياته قبل يومين بالحديث عن «إخفاق محتمل» لمهمة المبعوث الأممي كوفي أنان في سورية. وتجاهل جوبيه تصاعد أعمال الجماعات الإرهابية بشكل ملحوظ مستغلة وجود الوفد الأممي.
ولا يخرج عن هذا السياق ما أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني عن أن الولايات المتحدة «قلقة بشدة لتصاعد العنف» في سورية وذلك من دون أن يدين المجموعات الإرهابية المسلحة التي صعدت من عنفها بهدف إفشال مهمة أنان.
ولم تتوقف محاولات خصوم سورية لإيجاد أي ثغرة يمكنهم من خلالها تغذية الإرهاب، ولا تشكل الطمأنات الأردنية عن أن المناورات العسكرية التي تجريها المملكة بمشاركة 11 ألف جندي من دول حليفة للمملكة لا تحمل رسالة ضد سورية، أي تغيير في واقع بات معروفا للسوريين من حقيقة أن إصرار الولايات المتحدة والسعودية على إقامة هذه المناورات يهدف إلى الإبقاء على أجواء التوتر في الجوار السوري، وهو أشبه بتشكيل قنبلة دخانية يتم تحتها تمرير ما يمكن تمريره من دعم للجماعات الإرهابية عبر الحدود.
في المقابل دعا قادة دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي أمس إلى تجاوز الأزمة في سورية من قبل السوريين أنفسهم مع التقيد بسيادة سورية ووقف العنف سريعا، وأعربوا عن دعم دولهم لتنفيذ خطة أنان.
ميدانياً وبعد أنباء عن تعرض فريق من المراقبين الدوليين في محافظة إدلب أمس إلى اختطاف على يد مسلحين على طريق إدلب - خان شيخون، أكد رئيس بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود أن جميع المراقبين بأمان في كل المناطق.
وقبل ذلك كان الجنرال مود قال في تصريح للصحفيين: إن عدد المراقبين وصل إلى أكثر من مئتي مراقب وقد تم إنشاء موقع للفريق في محافظة دير الزور.
وفي درعا استشهد ضابط برتبة نقيب وعنصر من قوات حفظ النظام بنيران مجموعة إرهابية مسلحة وتفجير عبوات ناسفة، وأصيب في الاعتداء شرطيان ومدني.
وعلى طرق حمص دمشق، اغتالت مجموعة إرهابية مسلحة اليوم العميد نزار الحسين مع سائقه قرب مفرق شنشار على طريق حمص دمشق.
وفي بانياس وخلال إعدادهم لعبوة ناسفة، قتل ثلاثة إرهابيين جراء انفجارها في إحدى الشقق السكنية في بناء مؤلف من ثلاث طبقات بحي كرم الشوك بالمدينة ما أدى إلى انهيار المبنى ووقوع عدد من القتلى والجرحى وحدوث أضرار في البيوت المجاورة.
في سياق متصل أحبطت الجهات المختصة محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأراضي التركية إلى سورية عند موقع الدرية التابعة لبلدة دركوش بريف إدلب. وتمكنت قوات حرس الحدود من قتل وجرح عدد من الإرهابيين فيما لاذ البقية بالفرار بمساعدة سيارات من الجانب التركي كانت تنتظرهم قرب الحدود.
كما أحبطت الجهات المختصة الليلة قبل الماضية محاولة تسلل مجموعة إرهابية مسلحة من لبنان إلى سورية عند موقع المشيرفة التابعة لمنطقة تلكلخ قرب أمانة جسر قمار بريف حمص.
كذلك أكدت مصادر إعلامية لبنانية أن عدداً من المسلحين فتحوا النار من الأراضي اللبنانية باتجاه نقطة عسكرية سورية ما اضطر الجيش السوري للرد على مصدر النيران وحصلت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة.
في الوقت ذاته شهدت أحياء ومناطق حمص تصعيداً غير مسبوق للمجموعات المسلحة مع تواجد المراقبين الدوليين حيث ازدادت الهجمات المسلحة لتلك المجموعات على الحواجز العسكرية والأمنية واستهدافها للمدنيين والعسكريين مع تحفظ قوات الجيش وعناصر حفظ النظام بعدم الرد إلا بالحالات القصوى وحالات الدفاع عن النفس.
وفي حماة هاجمت المجموعات المسلحة حواجز ومراكز ونقاط حفظ النظام العاملة في المدينة، بنيران أسلحتها الحربية الرشاشة والعبوات الناسفة.

المصدر: الوطن