اختتام قمة دول عدم الانحياز بـإعلان يرفض الأحادية ويدعم فلسطين
التنديد بـ«الأحادية القطبية»، التي تمارسها الولايات المتحدة على العالم، برز أكثر من مرة في «إعلان شرم الشيخ»، في ختام قمة دول حركة عدم الانحياز التي استضافتها مصر على مدى اليومين الماضيين، والتي أفردت للقضية الفلسطينية «إعلاناً» خاصاً بها، مشددةً من جهة أخرى، على حق الدول في الحصول على الطاقة النووية السلمية.
الحدث الأبرز في اليوم الثاني للقمة الخامسة عشرة لحركة عدم الانحياز، التي غاب عنها الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني محمود أحمدي نجاد، كان «القمة النووية» بين باكستان والهند، اللتين اتفقتا على «مواصلة الحوار» المتعثر و«عدم ربطه بجهود مكافحة الإرهاب»، قبل أن تستدرك نيودلهي بأنها لن تباشر ذلك قبل معالجة قضية تفجيرات مومباي.إعلان فلسطين
وصدق قادة وممثلو 118 دولة على «إعلان فلسطين»، حيث أعربوا عن «دعمهم القوي للحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني، في تقرير مصيره وفي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للبقاء عاصمتها القدس الشرقية»، مطالبين بحل عادل ومتفق عليه لمسألة حق اللاجئين بالعودة.
وعهدوا إلى رئيس الحركة الحالي، مصر، مهمة دفع عملية السلام وفقاً لمبدأ الأرض مقابل السلام، «عبر الاتصال (على المستوى الوزاري) بأعضاء اللجنة الرباعية وأعضاء مجلس الأمن الدولي والأطراف الأخرى ذات الصلة»، داعين هذه الهيئات إلى «التحقيق في كل الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية خاصة في قطاع غزة»، وفي ما يتعلّق بجدار الفصل العنصري، مدينين «الحصار اللاإنساني وغير القانوني الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة. معلنين رفضهم للممارسات الإسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس المحتلة، ومواصلة الدولة العبرية نشاطها الاستيطاني «الاستعماري».
إلى ذلك، دعا القادة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لكي تمتثل لقرارات مجلس الأمن والانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، والانسحاب الكامل من بقية الأراضي اللبنانية المحتلة في مزارع شبعا، ومرتفعات كفر شوبا، والجزء الشمالي من قرية الغجر.قمة النوويتين
لم يكد رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ينهي اجتماعه مع نظيره الباكستاني يوسف جيلاني، مؤسساً معه لاتفاق على فصل جهود مكافحة الإرهاب عن مفاوضات السلام بين بلديهما، التي تعثرت بعد اعتداءات مومباي، التي نسبتها نيودلهي لجماعة تدعمها الاستخبارات الباكستانية، حتى عاد وأعلن أن «الحوار لا يمكن أن يُستأنف»، قبل إحالة منفذي تلك الهجمات إلى القضاء.
وقال سينغ لوكالة الأنباء الهندية إن «عملية الحوار لا يمكن أن تتقدم وحتى أن تستأنف ما دامت الأراضي الباكستانية لا تزال تستعمل لشن هجمات إرهابية على الهند»، والحوار «لا يمكن أن يستأنف إلا إذا.. وقبل أن تتم إحالة منفذي اعتداءات مومباي إلى القضاء».
وكان سينغ وجيلاني قد أكدا، في بيان مشترك عقب محادثاتهما على هامش قمة شرم الشيخ، «عزمهما على محاربة الإرهاب (بوصفه) التهديد الرئيسي ضد البلدين، والتعاون من اجل هذه الغاية»، وتوافقا «على ضرورة عدم ربط مكافحة الإرهاب بعملية الحوار»، التي تعدّ «السبيل الوحيد للمضي قدماً». ولحظ بيانهما، أن «سينغ قال إن الهند مستعدة لمناقشة جميع القضايا مع باكستان بما في ذلك كل القضايا المعلقة، (لكنه) كرر تأكيد ضرورة مقاضاة منفذي اعتداءات مومباي». ورد جيلاني «بأنه سيقوم بكل ما في وسعه لتحقيق ذلك».
واستهل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي كلمته أمام الجلسة الختامية للقمة، بتوجيه «تحية شكر من أعماق قلبي، نيابة عن حكومتي وبلادي، إلى الرئيس (المصري) حسني مبارك، للشرف الذي منحتموه إيانا بقبولكم دعوتنا لاستضافة القمة السادسة عشرة للحركة» في العام 2012.
وأضاف متكي أن «انعقاد القمة جاء وسط عالم مليء بالتحديات الأمنية والسعي لتحقيق الاستقرار»، منتقداً دولاً، لم يحددها، تحاول منع دول أخرى من فتح «صندوق العجائب»، حيث تحاول، من جهة، الضغط على الدول للمشاركة لتسمح للمنظمات الدولية بتدخلات معينة حتى لو كانت تمس بسيادتها، وتحاول، من جهة أخرى، السيطرة على هذه المنظمات الدولية، داعياً إلى «مساءلة المسؤولين عن الأزمة المالية العالمية الحالية لأن أعمالهم أدت إلى وصولنا إلى هذا الوضع السلبي».
ورداً على سؤال حول محادثاته مع وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط، قال متكي إنها «كانت بناءة وودية.. كما كل اللقاءات التي تمت على مدى السنوات الأربع الماضية، لكننا لسنا سعداء جداً بمستوى العلاقة الثنائية.. هناك تعاون اقتصادي ويمكننا تبادل الآراء البناءة والإيجابية، ولكن لا يزال هناك المزيد من المجالات لتوسيعها».
واعتبر القادة في «إعلان شرم الشيخ»، أن «السلم والأمن العالميين لا يزالان بعيدين عن متناول البشرية بسبب نزعة بعض الدول إلى اللجوء لإجراءات أحادية»، داعين إلى «عدم إتباع المعايير المزدوجة في العلاقات الدولية»، رافضين «الممارسات أحادية الجانب للاختصاص القضائي للمحاكم الجنائية والمدنية خارج حدودها الوطنية».
ودعوا إلى «تعزيز العمل على إقامة عالم متعدد الأقطاب والأمم المتحدة التي لا يمكن الاستغناء عنها في الحفاظ على مصالح دول الحركة».
ودعا «إعلان شرم الشيخ» إلى إقامة «عالم خال من الأسلحة النووية»، متعهدين «بتعزيز جهودهم لمكافحة أشكال الإرهاب كافة».
وصدر عن قمة شرم الشيخ أيضاً إعلان خاص بنيلسون مانديلا، تزامناً مع الذكرى الحادية والتسعين لميلاده، حيث أشادوا بتاريخه النضالي في وجه نظام الفصل العنصري، مطالبين الأمم المتحدة، بإعلان 18 تموز من كل عام، «يوماً دولياً لنيلسون مانديلا».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد