الأسد: الأهم وقف الإرهاب قبل الحل، وتفاهم قطري ــروسي ولافروف يحذّر من نشوء «دولة متطرفة»

31-10-2013

الأسد: الأهم وقف الإرهاب قبل الحل، وتفاهم قطري ــروسي ولافروف يحذّر من نشوء «دولة متطرفة»

تزايدت التسريبات بشأن احتمال تأجيل انعقاد مؤتمر «جنيف 2» السوري الى اواخر كانون الاول المقبل، ما من شأنه أن يمس مصداقية التفاهم الاميركي - الروسي حوله، ما انعكس بلهجة حادة من جانب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي قال «لن نسمح لقطار جنيف أن يخرج عن سكته... والأطراف التي تدعو لتدخل عسكري وتنحية الرئيس بشار الأسد، تساهم، شاءت أم أبت، في إنشاء دولة متطرفة في سوريا... ستشكل خطراً هائلاً على المنطقة». الاسد خلال لقائه الابراهيمي والوفد المرافق في دمشق امس (ا ب ا)
وجاء ذلك في وقت كان المبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي يتوّج جولته الإقليمية بلقاء مع الرئيس السوري الذي أكد موقفه بشأن ارتباط نجاح الحل للأزمة، بوقف دعم الجماعات الارهابية والدول التي تساندها. اما الإبراهيمي الذي قد يعود الى بيروت غداً الجمعة، فقد حرص على ان يعلن من دمشق أن «الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف» تركز على إفساح المجال للسوريين أنفسهم «للاتفاق على حل».
وأكدت موسكو والدوحة «أهمية تنسيق المساعي الدولية الرامية لتسوية الأزمة السورية سياسياً بأسرع ما يمكن على أساس تنفيذ بيان جنيف 1 وفي إطار جنيف 2».
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن الأسد استمع من الإبراهيمي، في دمشق، إلى «عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي في جنيف».
وأكد الأسد، خلال الاجتماع، أن «الشعب السوري هو الجهة الوحيدة المخولة رسم مستقبل سوريا، وأي حل يتم التوصل إليه أو الاتفاق حوله يجب أن يحظى بقبول السوريين ويعكس رغباتهم، بعيداً عن أي تدخلات خارجية». وقال «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها، والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه».
وقال الإبراهيمي، بحسب «سانا»، أن «الجهود المبذولة من اجل عقد مؤتمر جنيف تتركز حول توفير السبل أمام السوريين أنفسهم للاجتماع والاتفاق على حل الأزمة بأسرع وقت ممكن، ووضع تصور مبدئي حول مستقبل سوريا».
وذكرت قناة «الميادين» أن الإبراهيمي أكد خلال اللقاء مع الأسد «أهمية تحديد موعد لعقد جنيف 2، وانه يمكن لعقد المؤتمر أن يكشف كل الأوراق ويضعف عرقلة الخارج» للحل. وأضافت «حمل الإبراهيمي انطباعاً بأن الموقف الدولي، ولا سيما الأميركي، أكثر تقدماً نحو الحل السياسي، وانه لم يخف جوانب سلبية عن دور إقليمي سلبي ومعرقل للحل السياسي ومؤتمر جنيف 2».
وقال السفير الإيراني في سوريا محمد رضا شيباني، بعد اجتماعه مع الإبراهيمي، إن طهران «تدعم جهود الإبراهيمي» لإيجاد حل سياسي للازمة السورية، وان «رؤى إيران وجهود الإبراهيمي تتطابق» في هذا الإطار. وأضاف «نحن مستعدون لحضور اجتماع جنيف 2، والكل يعرف طابع إيران لمساعدة الحل السياسي للازمة السورية»، معتبرا أن «حضور إيران هذا الاجتماع مفيد للوصول إلى حل سياسي في أقل وقت ممكن».
وقالت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر، لوكالة «فرانس برس»، تعليقا على كلام نقل عن الإبراهيمي وفيه انه انتقد «الدور السعودي المعرقل للتسوية السياسية»، أن الإبراهيمي «يقدر دور المملكة في إعطاء دفع لعملية السلام» في سوريا والمنطقة، و«يأمل مشاركتها في مؤتمر جنيف 2»، مضيفة انه «لا يكنّ للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين إلا كل التقدير والاحترام، وما نقل عن لسانه حول الدور السعودي غير صحيح». وكانت السعودية ودولة الإمارات رفضتا استقبال الإبراهيمي خلال جولته في المنطقة التي شملت مصر والعراق وإيران وتركيا وقطر وسلطنة عمان والأردن.
واستبعد مسؤولون عرب وغربيون، في تصريحات لوكالة «رويترز»، أن تفي القوى الدولية بهدف عقد «جنيف 2» في تشرين الثاني المقبل مع ظهور خلافات بين واشنطن وموسكو بخصوص تمثيل المعارضة.
وقال مسؤول، يشارك في الإعداد للمحادثات، «سيزيد وضوح الصورة عندما تجتمع الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع المقبل (الثلاثاء في جنيف)، لكن جميع المؤشرات تبين أن من الصعب الوفاء بهدف 23 تشرين الثاني». وأضاف «ستستغرق تسوية الخلافات بين روسيا والولايات المتحدة وقتاً. نتطلع الآن للذهاب إلى جنيف بين 23 تشرين الثاني وعيد الميلاد». وقال ديبلوماسي غربي «لم يحدد موعد رسمياً لأنه لا أحد يريد أن يتأجل رسمياً. لكن كان من الواضح دوماً أن الهدف هو 23 تشرين الثاني. يبدو الآن أنه سيتأجل بحكم الأمر الواقع». وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي «نحن مستمرون في العمل على عقد مؤتمر جنيف 2 وسيعقد اجتماع الأسبوع المقبل في جنيف لمعرفة ما وصلت إليه تلك الجهود ومواصلة الاستعدادات».
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مع نظيره اليوناني أفانجيلوس فينيزيلوس في أثينا، أن «موسكو لن تسمح بأن يخرج قطار الإعداد لمؤتمر جنيف للتسوية عن سكته».
وأضاف «ظهرت بعض الأطراف الرافضة للدعوة لجنيف، ليس فقط من الجانب السوري، بل ومن بعض العواصم المجاورة وغير المجاورة لسوريا، وهم لا يخفون بأن موقفهم السلبي هذا جاء على خلفية تراجع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية لدمشق. وبكلام آخر، لا تحاول الأطراف التي تدعو لتدخل عسكري ولتنحية الأسد إخفاء مشاعرها، وتساهم، شاءت أم أبت، في إنشاء دولة متطرفة في سوريا»، محذراً من أن قيام نظام «متطرف» سيشكل «خطراً هائلاً على الذين يعيشون في سوريا أو في المنطقة».
وأكد لافروف أن «وثيقة جنيف كانت حتى آخر لحظة معترفاً بها لدى جميع الأطراف من دون استثناء كأساس وحيد للتسوية، والآن حينما بدأت مبادرة الدعوة لمؤتمر جنيف تتحول إلى مبادرة قابلة للتطبيق راح المهللون لها شفهياً في السابق يكشفون عن وجوههم الحقيقية». وأشار إلى أن «الإعلان عن آفاق وأبعاد عقد جنيف 2 سيتم خلال مشاورات روسية - أميركية ستجري في جنيف الأسبوع المقبل بمشاركة الإبراهيمي»، مضيفاً أن «المشاركين في هذه المشاورات سيبلغون الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي والجهات المعنية الأخرى بنتائجها».
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، بعد اجتماع نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزير الخارجية القطري علي بن فهد الهاجري، في موسكو، أنه «أثناء مناقشة الوضع في سوريا جرى تأكيد الأهمية الخاصة للجهود المنسقة للمجمع الدولي الرامية إلى تسوية الأزمة السورية سياسياً بأسرع ما يمكن، على أساس تنفيذ بيان جنيف 1 في 30 حزيران العام 2012 وفي إطار مؤتمر جنيف 2».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...