الأسد باقٍ وواشنطن تبحث ضم «الجبهة الإسلامية» الإخونجية إلى «جنيف»والغرب يسعى إلى لبننة سورية

18-12-2013

الأسد باقٍ وواشنطن تبحث ضم «الجبهة الإسلامية» الإخونجية إلى «جنيف»والغرب يسعى إلى لبننة سورية

تلقى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض ما يمكن أن يمثل صفعة سياسية خلال اجتماع مجموعة «أصدقاء سوريا» في لندن الأسبوع الماضي، حيث تبلغ أن مؤتمر «جنيف 2» قد لا يؤدي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد، وأنه يجب أن يكون للعلويين دور رئيسي في أي عملية سياسية انتقالية، وخصوصا في الجيش والقوى الأمنية، لمحاربة تنظيم «القاعدة».
 إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الاجتماع الأميركي المرتقب مع قياديين في «الجبهة الإسلامية» يهدف إلى «تعزيز تمثيل جماعات المعارضة المعتدلة» في المؤتمر الدولي، الذي كشفت الأمم المتحدة، أمس، أنه سيبدأ في 22 كانون الثاني المقبل في بلدة مونترو السويسرية وليس في جنيف بسبب عدم وجود فنادق شاغرة.
 في هذا الوقت، تشهد مدينة دير الزور تصعيداً ميدانياً، بعد أيام من إطلاق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) عملية «غزوة الخير في ولاية الخير»، وذلك لتعزيز سيطرته على المنطقة الغنية بالنفط. وفجّر انتحاري سيارة عند مدخل المدينة، ما أدى إلى وقوع إصابات. واستهدف المسلحون بالصواريخ بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب.
 وقالت مصادر في المعارضة السورية، لوكالة «رويترز»، إن «الائتلاف» تبلغ هذه الرسالة خلال اجتماع قيادات منه مع مسؤولين في مجموعة «أصدقاء سوريا»، مشيرين إلى أن الدول الغربية تتخوف من تصاعد نفوذ تنظيم «القاعدة» والمجموعات المسلحة الأخرى في سوريا، وذلك بعد سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مخازن أسلحة ومقارّ تابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» على معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا.
 وقال مسؤول رفيع المستوى في «الائتلاف»، مقرب من السعودية، «لقد أبلغنا أصدقاؤنا الغربيون بوضوح في لندن أنه لا يمكن السماح للأسد بالرحيل الآن لأنهم يعتقدون أن المسلحين الإسلاميين والفوضى ستسيطران» على سوريا.
 وعما إذا كان الأسد سيترشح مجدداً العام المقبل، قال المسؤول «يبدو أن البعض لا يمانع أن يترشح مجدداً العام المقبل».
 وقال مسؤولون في «الائتلاف» وديبلوماسيون إن تغيّر أولويات الدول الغربية، خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا من إطاحة الأسد إلى محاربة المسلحين الإسلاميين، أدى إلى انقسام القوى الكبرى الداعمة للمعارضة السورية.
 ويطالب «الائتلاف» بتنحي الأسد، لكن ديبلوماسياً في الشرق الأوسط أعلن أن على قادته أن يكونوا «خلاقين أكثر» في تكتيكاتهم، عبر الموافقة على المشاركة في ترتيبات انتقالية تسمح لعلويين بتسلم مواقع رئيسية في الحكم. وقال «من أجل التوصل في جنيف إلى اتفاق مقبول من روسيا والولايات المتحدة، فإنه يجب على المعارضة القبول بالمشاركة في إدارة انتقالية مع وجود علوي قوي فيها». وأضاف «الأسد قد يبقى رئيساً وقد لا يبقى لكن على الأقل سيتم تحجيم سلطته. إذا رفضت المعارضة مثل هذه الصفقة فإنها ستخسر غالبية الغرب، ولن يبقى إلى جانبها سوى السعودية وتركيا وليبيا».
 وقال مسؤول آخر في «الائتلاف»، مقرّب من المسؤولين الأميركيين، إنه يبدو أن واشنطن وموسكو تعملان على صيغة حكم انتقالي يكون فيها للعلويين السيطرة الأساسية على الجيش والقوى الأمنية من أجل ضمان عدم تعرّضهم للانتقام وتوحيد المعركة مع الفصائل «المعتدلة» ضد «القاعدة».
 وقال مسؤول غربي رفيع المستوى إن روسيا والولايات المتحدة بحثتا مع مسؤولين حكوميين سوريين الدور الذي سيقومون به في المرحلة الانتقالية، لكنهما لم تتفقا على الخطة النهائية.
وأعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، في مانيلا، أنه لم يعقد لقاء بين أميركيين وممثلين عن «الجبهة الإسلامية» في سوريا، لكن من الممكن عقد مثل هذا الاجتماع لتعزيز تمثيل جماعات المعارضة «المعتدلة» في «جنيف 2».
 وقال كيري «لم تجتمع الولايات المتحدة حتى الآن مع الجبهة الإسلامية لكن من الممكن أن يحدث هذا». وأضاف «تُبذل جهود حاليا من قبل كل الدول الداعمة للمعارضة السورية، والتي تريد توسيع قاعدة المعارضة المعتدلة وقاعدة تمثيل الشعب السوري في مفاوضات جنيف 2».
 وقال مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية إن المحادثات مع «الجبهة الإسلامية» قد تضم مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين من مستوى أقل. وكان عناصر من الجبهة قد سيطروا على مخازن أسلحة ومقارّ تابعة لـ«هيئة أركان الجيش الحر» على معبر باب الهوى مع تركيا، وهي لا تعترف بسلطة «المجلس الأعلى للحر».
 وفي جنيف، قالت المتحدثة باسم المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خولة مطر إن «المؤتمر الدولي حول سوريا سيعقد في مونترو لأسباب لوجستية».
 وسيعقد المؤتمر الذي أطلق عليه تسمية «جنيف 2» في 22 كانون الثاني في فندق مونترو، الذي يقع على ضفاف بحيرة ليمان والذي يبعد نحو ساعة بالسيارة من جنيف، وسيترأسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحضور الدول المدعوة.
 وأضافت مطر أن «أعمال المؤتمر ستتوقف لبعض الوقت في 23 كانون الثاني على أن تستأنف في 24 كانون الثاني في مقر الأمم المتحدة في جنيف» حيث سيعقد وفدا النظام السوري والمعارضة لقاء، بحضور الإبراهيمي.
 وتابعت أن «الإبراهيمي يحبذ أن تبقى الدول المعنية بحل الأزمة السورية موجودة لكن ألا تشارك مباشرة في المفاوضات»، موضحة أن «مدة المفاوضات سيحددها وفدا النظام السوري والمعارضة مع الإبراهيمي».
 وأشارت إلى أن الإبراهيمي سيجتمع في جنيف الجمعة المقبل مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان ونائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاديلوف، قبل أن يتوسع الاجتماع عبر انضمام مندوبين عن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول المجاورة لسوريا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...