الأسد في جولة عربية: أجواء المصالحة والقمة
بدأ الرئيس بشار الأسد من الدوحة أمس جولة عربية ستقوده قريباً إلى سلطنة عمان والأردن ، وتهدف إلى مناقشة أجواء المصالحة العربية في ضوء المؤتمر الرباعي العربي في الرياض الأسبوع الماضي، والتحضير للقمة العربية العادية التي ستعقد في قطر نهاية آذار الحالي.
والتقى الأسد خلال زيارة مفاجئة، قام بها إلى الدوحة واستغرقت بضع ساعات، امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بحضور رئيس وزرائه الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير خارجية سوريا وليد المعلم.
وذكرت وكالة (سانا) إن مباحثات الأسد وأمير قطر «تناولت أجواء القمة العربية الرباعية التي عقدت في الرياض
الأربعاء الماضي، وما تم التوصل إليه في سبيل تعزيز العلاقات العربية ـ العربية وتوحيد المواقف لمواجهة التحديات الماثلة وتوفير عوامل نجاح القمة العربية المقبلة في الدوحة» نهاية آذار الحالي، كما «تمت مناقشة التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية المقبلة في الدوحة والخطوات التي تقوم بها قطر في سبيل نجاح هذه القمة والارتقاء بالوضع العربي».
وكانت وكالة الأنباء القطرية (قنا) أشارت إلى أن الأسد وأمير قطر «استعرضا العلاقات الأخوية بين البلدين والسبل الكفيلة بدعمها وتعزيزها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث عدد من القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك».
في هذا الوقت، سلمت الدوحة خلال اليومين الماضيين دعوات رسمية لحضور القمة العربية إلى سلطان عمان قابوس بن سعيد ورئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلة والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. وأعلن وزير الدولة السوداني للشؤون الخارجية علي كرتي أن الرئيس عمر البشير سيشارك في القمة، بعد تسلمه دعوة رسمية أمس الأول.
-من جهته قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، لدى وصوله إلى دمشق للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية هيئة متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية الاخيرة في دمشق، التي تضم سوريا والسعودية والسودان وقطر بمشاركة ممثلين عن مصر وليبيا والكويت وسلطنة عمان، إن «المصالحة العربية يجب أن تكون ثابتة ومستمرة وصحية وليست مجرد مصافحة، وأن يكون هناك اتفاق على ماهية الموقف الذي يجب أن يتخذه العرب من أي قضية».
وأضاف موسى «يجب أن نتفق على أن هناك خلافاً في هذه النقطة»، مشيراً إلى أن «الدرجة التي وصلت إليها العلاقات العربية ـ العربية منذ شهور قليلة كانت غير مقبولة».
وأوضح موسى أن «الجهود التي تبذل الآن هي للم الشمل العربي كله، ووضع العلاقات العربية ـ العربية على مستوى مختلف بعيداً عن التوتر الفظيع الذي كان موجوداً حتى قبيل اجتماع الكويت».
وبشأن انعكاس المصالحة العربية التي جرت مؤخراً على مجمل القضايا العربية المركزية، قال موسى «لا، لا، انتم تقفزون قفزات كبيرة ولكم عذركم، لأن كل واحد عنده الأمل بالشعور بالانتهاء من المصالحة وأن الدنيا تعدلت». وأضاف «لا زلنا في الخطوات الأولى من المصالحة العربية والأمر يتطلب متابعة والبناء على الخطوات الأولى. أمامنا مشاكل معينة لها طبيعة موضوعية وعليها خلافات»، مشدداً على «ضرورة الجلوس لتدارس هذه البنود والموقف منها».
وعن إمكانية أن تشهد المرحلة المقبلة حلاً للخلاف بين الفلسطينيين قبل الذهاب إلى قمة الدوحة، قال موسى «أرجو هذا»، مكرراً أن «المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية تصب في مصلحة الفلسطينيين والضرر يقع عليهم جميعاً». وأضاف «لن يستطيع أي فصيل أن ينتصر على فصيل آخر»، موضحاً أن هناك «تقدماً حدث في عدد من الملفات ولكن لن نستطيع القول بأنه حدث اختراق».
وكان مندوب سوريا الدائم لدى جامعة الدول العربية يوسف احمد قال إن العلاقات السورية المصرية «لا يمكن إلا أن تكون علاقات صحيحة وجيدة»، فيما لم يستبعد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي إمكانية عقد لقاءات مصرية - سورية قريباً، موضحاً انه كان من المفترض أن يرأس وزير الخارجية أحمد أبو الغيط وفد القاهرة في اجتماع وزراء الخارجية إلا أن «دعوة الوزير تزامنت مع زيارة مقررة مسبقاً له إلى بروكسل».
وكان الاجتماع التحضيري لهيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات على مستوى المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية اختتم أعماله في دمشق. ورحب المندوبون، في مشاريع التوصيات والتي سترفع إلى اجتماع وزراء الخارجية اليوم، «بقمة الرياض الرباعية وبالجهود المبذولة من قبل رئاسة القمة والدول الأعضاء والأمين العام للجامعة لتنقية الأجواء العربية والتي انطلقت بمبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت». وأكدوا «أهمية مواصلة الجهد واغتنام الفرصة السانحة لتسوية الخلافات العربية وتنقية الأجواء واستعادة التضامن العربي، ودعوة الدول التي لم تتقدم بمقترحاتها في هذا الشأن إلى سرعة القيام بذلك تمهيداً لدراسة هذا الموضوع في جلسة خاصة تعقد في 27 آذار الحالي على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري لقمة الدوحة».
ورحبت التوصيات «باتفاق الدوحة الذي وضع الأزمة اللبنانية على مسار الحل». وثمنت «الدور المهم الذي يقوم به الرئيس اللبناني (ميشال سليمان) برعاية جلسات الحوار الوطني واستكمال جهود المصالحة الوطنية وتفعيل علاقات لبنان الخارجية، مرحبة بقرار حكومتي لبنان وسوريا إقامة علاقات دبلوماسية بينهما على مستوى السفراء وما اتخذ من خطوات بين البلدين لوضع العلاقات اللبنانية السورية في المسار الذي يحقق مصالح البلدين».
وفي ما يتعلق بمبادرة السلام العربية، شدد مشروع التوصية على «التمسك بمبادرة السلام العربية كخيار استراتيجي عربي لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً للإطار السياسي الذي يقوم على أن مبادرة السلام المطروحة اليوم لن تبقى على الطاولة طويلاً».
ودعت التوصيات «الفصائل الفلسطينية إلى الإسراع في إقرار التفاهمات في إطار أعمال اللجان الخمس المشكلة لهذا الغرض لإنهاء حالة الانقسام واستعادة وحدة الصف الموقف الفلسطيني وتشكيل حكومة فلسطيـنية جديـــدة». وأكدت «التضامن العربي مع سوريا وحقها في استعادة الجولان المحتل إلى خط الرابع من حزيران عام 1967».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد