الأوبزرفر: بعد باريس، العالم مطالب بمعالجة قلب الإرهاب في سوريا
تناولت الصحف البريطانية الصادرة الأحد بإسهاب الهجمات الدامية التي ضربت العاصمة الفرنسية باريس.
ونشرت صحيفة "الأوبزرفر" مقالا إفتتاحيا تقول فيه إن "العالم مطالب، بعد هجمات باريس، بمعالجة أساس الإرهاب في سوريا".
وتقول الأوبزرفر إن المسلحين المنتمين إلى تنظيم "داعش" حولوا وسط باريس إلى ساحة معركة ليلة الجمعة، دون سابق إنذار، ودون مبرر، وقتلوا بروح الانتقام وعلى ألسنتهم "سوريا والعراق".
وتضيف أن "السلطات الفرنسية ستحقق وتبحث عن هوية المهاجمين، وكيف تحصلوا على الأسلحة، وهل لهم شركاء ساعدوهم، ومن أين تلقوا التعليمات، هل من خلية محلية أم من الرقة في سوريا"، أو غيرها من معاقل داعش.
ولكن "الأوبزرفر" ترى أن الإجابة على هذه الأسئلة كلها، وتشديد الإجراءات الأمنية لا يمكن أن تحمي تماماً مدنا مثل باريس ولندن وبروكسل وروما، من مثل هذه الاعتداءات، وإلا فإن السلطات ستقضي على الحريات وطريقة العيش وثفافة الانفتاح والتسامح التي يمقتها الإرهابيون بحسب قول الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطر اليوم هو أن يدفع الخوف بالكثيرين إلى البحث عن الجهة التي يدينونها ويحملونها المسؤولية، "وهذه الجهة هي المسلمون".
وتختم الصحيفة بالقول إن المزيد من الحروب ليس هو الحل، وإذا أرادت الدول الأوروبية، ودول الشرق الأوسط، تجنب ما وقع لباريس، فإن المجموعة الدولية ملزمة بمعالجة المشكلة الأساسية، وهي الأزمة السورية.
ونشرت صحيفة الاندبندنت مقالا للصحفي، باتريك كوبرن، يصف فيه الأسلوب الحربي، الذي يتبناه تنظيم "داعش".
ويقول كوبرن إن داعش تعود على قتل المدنيين بأعداد كبيرة لإظهار قوته وإدخال الخوف في قلوب أعدائه. وفي الغرب لا ينتبه الناس إلى هذه المجازر إلا عندما تحدث في شوارعهم، فقد قتل 43 شخصا في بيروت الخميس وقتل 26 شخصا في بغداد الجمعة.
ويضيف أن هجمات باريس الأخيرة تختلف عن هجمات شارلي إبدو ومركز التسوق اليهودي، في كون المهاجمين تلقوا تدريبات أفضل، ووضعوا خططاً أكثر دقة، إذ أنهم حصلوا على السلاح ونسقوا عملهم، وبقوا إلى آخر لحظة.
ويشير إلى قدرة التنظيم على "وضع قنبلة في الطائرة الروسية ثم تفجيرها بعد إقلاعها من شرم الشيخ في مصر إلى سانت بطرسبرغ."
ويُذكر أن التحقيقات في حادث الطائرة لا تزال جارية، وقال المحققون إنهم لا يستبعدون أي فرضية بشأن الأسباب التي أدت لسقوطها.
ويقول صحفي الاندبندنت إن تنظيم "داعش" يمزج، لأول مرة، بين معارك الشوارع وأسلوب العصابات والقتال التقليدي، فهو يريد أن يبرهن على أنه قادر على الضرب في أي مكان في العالم، لأنه يتلقى ضربات على العديد من الجبهات.
ويتابع أن من طبيعة أسلوب داعش الانتقام من أعدائه بأي وسيلة وبطريقة مثيرة تضمن الدعاية الإعلامية الواسعة. فقد رد على الغارات الأمريكية بقطع رؤوس عامليين في الإغاثة، كما أحرق التنظيم الطيار الأردني حيا في قفص.
ويعتقد كوبرن أن قادة داعش ندموا على القتال طويلا في عين العرب (كوباني) إذ خسروا نحو 2000 مقاتل تحت الغارات الجوية الأمريكية، وعليه قرروا الاعتماد على أسلوب العصابات في سوريا والعراق ونشر النزاع في الخارج بتنفيذ عمليات هناك.
ونشرت صحيفة صاندي تلغراف مقالا تحليليا يرى فيه، "آين بلير"، أن ساحة المعركة في سوريا منحت تنظيم "الدولة الإسلامية" قدرا كبيرا في من التحكم في الأعمال الإرهابية.
يقول بلير إنه "لم يحدث لأي تنظيم مسلح أن جمع بين كل هذه الأساليب في القتال. فمنذ أكتوبر/ تشرين الأول حطم التنظيم طائرة روسية في سماء مصر وفجر شارعا في بيروت مستعملا انتحاريين، وأدخل الرعب إلى وسط باريس."
فهذا دليل على أن هذا التنظيم اكتسب مهارات وقدرات عالية من الحرب في وسوريا، حسب بلير.
ويضيف أن "أسلوب تنظيم داعش تغير، فكان في السابق هو بناء بلد يحكم فيه التأويل الأكثر تشددا للإسلام، أما اليوم فقد التحق عدد كبير من الشباب الذين يحملون جوازات سفر أجنبية بالتنظيم، وهو أدى إلى التغيير في أسلوب العمل".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد