الإبراهيمي في دمشق بمهمة مفتوحة لغاية الوصول إلى المصالحة

13-09-2012

الإبراهيمي في دمشق بمهمة مفتوحة لغاية الوصول إلى المصالحة

تلقى المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، عشية زيارته دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد غدا، دعما جديدا من الجامعة العربية، التي قررت، بطلب من العراق، رفض مطالب بعض الدول العربية تحديد سقف زمني لمهمته، فيما يتوقع أن يعقد وزراء خارجية مجموعة «الرباعية» حول سوريا، التي تضم مصر والسعودية وإيران وتركيا، اجتماعا في القاهرة قريبا.
في هذا الوقت، شنت موسكو هجوما لاذعا على دول في مجلس الأمن الدولي رفضت إدانة التفجيرات «الإرهابية» في سوريا، موضحة أن «الغرب يعتبر الأعمال الإرهابية أمرا مقبولا حينما يدور الحديث عن الجدوى السياسية من وجهة نظرها»، مكررة تحذيرها من التدخل في النزاع السوري لدعم طرف ضد آخر.
وعقد الإبراهيمي اجتماعا مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، الذي يترأس اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا. وذكرت الجامعة العربية، في بيان، أن «هذا الاجتماع الثلاثي جاء في  إطار متابعة المشاورات لبلورة تصور لمهمة» الإبراهيمي، من دون مزيد من التفاصيل.
وغادر حمد الاجتماع متوجها الى باريس من دون الادلاء بأي تصريح. وذكرت قناة «الميادين» ان «قطر أبدت بعض المرارة لتجاهلها في اللجنة الرباعية حول سوريا».
وقال مندوب العراق الدائم لدى الجامعة العربية قيس العزاوي، بعد اجتماع الإبراهيمي والعربي مع المندوبين الدائمين للدول العربية لدى الجامعة في القاهرة، إن الإبراهيمي قال للمندوبين انه «سيكون في دمشق الخميس وسيلتقي الأسد الجمعة»، مضيفا أن المبعوث الدولي يعتزم مقابلة «المسؤولين السوريين والأطراف المعارضة الأخرى لكي يبدأ في خطوات تنفيذ مهمته».
وأكد العزاوي، الذي تترأس بلاده الجامعة العربية، أن «بعض الدول العربية طلبت تحديد سقف زمني لمهمته (الإبراهيمي)، وهذا ما رفضه العراق رفضا قاطعا، لكونه سيقيده ولا يمكن القيام بمهمة صعبة في وقت محدد، وقد توافقت الدول العربية على الموقف العراقي». وتابع أن «العراق يسعى إلى حل سلمي في الأزمة السورية، كونها تؤثر عليه بصورة مباشرة، وستنتقل تداعياتها إلى الداخل العراقي، لذلك نصر نحن على الحل السلمي وعدم الدخول في حرب تؤثر علينا بشكل مباشر».
وقال مصدر ديبلوماسي عربي، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن الإبراهيمي «اطلع المندوبين على تصوره لأبعاد مهمته الجديدة التي استعرضها مع حمد». وأضاف أن «الإبراهيمي أكد خلال الاجتماع الثلاثي أنه لا يمكن الحديث عن تفاصيل أبعاد مهمته وخطوطها الرئيسية إلا بعد لقائه مع الأسد. وأوضح الإبراهيمي أن أية خطة أو تحرك لحل الأزمة السورية لن يكلل بالنجاح، إلا إذا كانت هناك رغبة صادقة وتعاون من جميع أطراف الأزمة لحلها ووضع حد للقتل والعنف هناك».
وكان الإبراهيمي التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في القاهرة. وذكرت وكالتا «مهر» و«ارنا» إن عبد اللهيان شرح «مواقف طهران في دعم الشعب السوري ومشروع الإصلاحات لبشار الأسد»، مؤكدا «ضرورة وقف إرسال السلاح ووقف ممارسات العنف من قبل الجماعات المسلحة اللامسؤولة».
وأعلن عبد اللهيان، في مؤتمر صحافي في مقر إقامة رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السفير مجتبي أماني، أن بلاده «حاولت تنظيم اجتماع بين الحكومة والمعارضة في سوريا، وأنها أشارت في اجتماع القاهرة إلى إمكانية إجراء هذا الحوار في القاهرة أو أي عاصمة إقليمية». وأكد أن «طرح مسألة تنحي الأسد سيفشل المبادرة بشكل مسبق»، مشيرا إلى أن «مستقبل سوريا يحدده الشعب السوري وحده».
وأعلن مساعد وزير الخارجية التركية عمر اوهون، لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن «الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية الخاصة بحل الأزمة السورية سيتم على المستوى الوزاري في القاهرة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد الاتصالات التي ستتم بين الوزراء لتحديد الموعد حسب جدول كل منهم».
وقال اوهون «تم الاتفاق بشكل مبدئي على أن يظل عدد الدول المشاركة كما هو من دون تغيير، على الأقل في الاجتماعات الوزارية المقبلة، لتتضمن كلا من مصر وتركيا والسعودية وإيران».

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن «الأعمال الإرهابية يمكن أن تكون مقبولة للدول الغربية إذا كان الحديث يدور حول السياسة النفعية»، وذلك ردا على رفض مجموعة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إدانة الأعمال الإرهابية، خصوصا في سوريا.
وأوضح لافروف، في الاجتماع الوزاري «لمنظمة التفاعل وبناء إجراءات الثقة في دول آسيا»، في العاصمة الكازاخية الأستانة، أن «تفسير موقف الدول الغربية (حيال تفجير مقر الأمن القومي في دمشق) مرتبط بأن الذين تضرروا كانوا من عناصر الجيش السوري الوطني وقوى الأمن». وكرر تحذيره «من مغبة التدخل بالأزمة في سوريا لدعم طرف على حساب آخر»، مؤكدا أن الأزمة فيها باتت من القضايا الدولية الأشد إلحاحا. 
                                                                                                                  وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...