الجولاني «صوت الثورة العاقل»: «داعش» مسؤولة وسنحمي الأجانب
لم يعد «خلافاً بين الاخوة»، كما وصفه أمير «جبهة النصرة» في سوريا «أبو محمد الجولاني» في مقابلته الاخيرة التي أجرتها معه قناة «الجزيرة» الشهر الماضي. إنها حرب تهدف إلى القضاء على تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» من قبل كل الاطراف المسلحةّ على «أرض الجهاد». فوضى الاقتتال وصلت الى ذروتها بين «الثوار» و«المجاهدين»، ما دفع الجولاني الى توجيه رسالة صوتية، بثّت أمس، حمّل فيها «الدولة الإسلامية» المسؤولية عما جرى، مقدماً نفسه «حَكَماً أعلى» بين المتصارعين، وعارضاً الحماية على المقاتلين الأجانب («المهاجرون»).
في التسجيل الصوتي تحت عنوان «الله الله في ساحة الشام»، دعا أمير «جبهة النصرة» إلى وقف المعارك الدائرة منذ أيام بين «النصرة» ومجموعة من الفصائل المعارضة من جهة، وعناصر «الدولة» من جهة أخرى. وقال إن «هذا الحال المؤسف دفعنا لأن نقوم بمبادرة لإنقاذ الساحة من الضياع. لقد فجعت الأمّة بما حلّ من قتال داخلي في الايام الماضية، نحن نعتقد بإسلام الفصائل المتصارعة رغم استغلال بعض الاطراف الخائنة لتنفيذ مأرب غربي أو مصلحة شخصية، ونحن نراه قتال فتنة بين المسلمين». وأضاف الجولاني في رسالة الدقائق التسع: «لا يمنعنا هذا من أن يدافع المرء عن نفسه في حال تعرّض لاعتداء بقدر ما اعتدي عليه» مستشهداً بأحاديث دينية. وأشار الى انه «جرى الكثير من الاعتداءات في الساحة وتجاوزات من قبل بعض الفصائل، كما ان السياسة الخاطئة التي تتبعها الدولة (الإسلامية في العراق والشام) كان لها دور بارز في تأجيج الصراع، يضاف اليها عدم الوصول الى صيغة حل شرعي معتمدة بين الفصائل البارزة تنصاع اليها كل القوى مما زاد الى اتساع الفجوات دون الوصول الى اي حل». وأعطى مثالاً على ذلك، إلقاء «الدولة الاسلامية» القبض على أمير «النصرة» في محافظة الرقة و«مصيره بين المجهول أو المقتول». وحذّر من أن «الساحة ستدفع في المحصلة بمن فيها من مهاجرين وأنصار ثمن ضياع ساحة جهادية عظيمة، وسينتعش النظام من جديد بعد قرب زواله وسيجد الغرب والرافضة موطىء قدم لهم».
وأعلن الجولاني «تشكيل لجنة شرعية من جميع الفصائل المعتبرة وبمرجع مستقل، تعمل على وقف إطلاق النار، وتبادل المحتجزين من كل الأطراف، وتحظى الخطوط الأمامية في قتال النظام بالأولوية الكبرى». وناشد بـ «ضرورة حماية المهاجرين»، معتبراً أن «على كل عنصر من الناس ان يتولوا حماية من آوى اليهم (المهاجرين) وهذا واجب شرعي».
وختم الجولاني بأن «الفرصة لا تزال سانحة للانقاذ بهذه المبادرة. نعلن أننا سنبقى محافظين على خطوطنا ضد النظام وندعو كل من يريد المحافظة على ساحة الشام ان يلتحق بالثغور ونؤمّن له كل ما يلزم». وأضاف: «هذه الفتنة ستزول عما قريب وستعود الصفوف للرصّ من جديد وستكون هناك صفحة جديدة من الانتصارات ضد النصيرية والرافضة».
حديث الجولاني أحدث شرخاً إضافياً في صفوف المعارضين، إذ شنّ عليه مناصرو «الدولة الاسلامية» هجوماً على مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين إياه بـ «خذلان الدولة وخيانتها». وعلى موقعي «تويتر» و«فايسبوك|، جرى تناقل وسم تحت عنوان «خذلان الجولاني». إذ رأى البعض أن «النصرة اصبحت تحرّكها أميركا والسعودية، وباعت نفسها ودينها بالمال»، داعين «جنود النصرة الى اتقاء الله». وشبّهوا الجولاني بالقائد العسكري في «الجبهة الاسلامية» المشاركة في القتال ضد «الدولة»، زهران علوش، محذّرين إياه من «الفخ الذي وقع فيه» الأخير. ووصفت هذه المواقع خطاب الجولاني بأنه «وصمة عار على جبين تنظيم القاعدة»، فيما رحّب مؤيدو «النصرة» والمشجعون على القتال ضد «الدولة» بخطاب الجولاني، واصفين إياه بـ «العاقل والثابت بين الثوار».
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد