الشرع :السعودية تعمدت ترك مقعدها في دمشق فارغاً
الجمل : كشف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع في لقاء مع الصحفيين أمس بمناسبة عيد الصحفيين السوريين عن أن الرئيس بشار الأسد سعى الى عقد قمة ثلاثية على هامش قمة الرياض بين سورية ومصر والمملكة لكنهم، "لم يقبلوا ذلك، أو لم يجرؤوا على ذلك". وكان الشرع في بداية لقاءه وصف الدور السعودي على صعيد المنطقة بالهام، لكنه استدرك بان "هذا الدور مصاب حاليا بما يشبه الشلل". ووضح كلامه بمثالين : الاول فشل تنفيذ اتفاق مكة، حيث كان من المتوقع لاتفاق وقع في مكة المكرمة وقريباً من الكعبة المشرفة أن يتم الالتزام بتنفيذ بنوده وهذا مالم يحدث ، ونوه الشرع الى أنه جرت اجتماعت غير معلنة بين القيادة السورية ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وكذلك اجتماعات مع قادة حماس الممثلة بخالد مشعل للتنسيق حول حكومة وحدة وطنية ، وقال الشرع أنه لو ارادت سوريا انجاز الاتفاق في سوريا لقامت بذلك لكنها ارادت ان يتم الاتفاق في مكة المكرمة لأن العبئ كبير فالأمر ليس حصول اتفاق فقط على الحكومة الوطنية بل استمرار هذه الحكومة ، وكان هناك شرطين لهذا وهو رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإطلاق الأسرى الفلسطينيين في اسرائيل، ومن يوقع الاتفاق يجب ان تكون لديه القدرة على ذلك، من خلال العلاقة مع أمريكا ، وأبدى الشرع تأسفه لأن هذا لم يحصل. حيث لم تستمع واشنطن الى الرياض لتأمين مستلزمات تنفيذ هذا الاتفاق. والمثال الثاني الذي ذكره الشرع غياب السعودية عن الاجتماع الامني الاخير لدول جوار العراق الذي عقد بدمشق.
واشار الشرع الى ان السعودية كان يمكن ان تشارك في المؤتمر بموظف من سفارتها في دمشق، كي لا تترك مقعدها فارغا، لكنها تعمدت عدم الحضور.
وعبر الشرع عن استعداد سوريا لاقامة علاقات استراتيجة و ممتازة مع السعودية، مشيرا الى ان الخلل ليس من الجانب السوري.
وأكد الشرع ان سورياستعمل خلال القمة القادمة في دمشق على "تصحيح المسار الخاطئ ومعالجة هشاشة وضعف الجسد العربي"، معتبرا ان التضامن العربي شرطا لا غنى عنه، ومتمنيا ان تأتي قمة دمشق وتكون مصر والسعودية أكثر قدرة واطمئنان لعقد اجتماع ثلاثي.
وعبر الشرع عن رغبة سوريا بعلاقات اخوية و قوية وممتازة واستراتيجية مع السعودية ولكن العلاقات بين الدول دوما ما تحتاج الى الجانبين ودوما ما يسود الحد الادنى والرغبة من جانب واحد، لكن نحن نتمنى ان تسود الرغبة من الجانبين.واضاف: نحن في سورية لم يتغير شيء بالنسبة لنا، ونحن وقعنا على اتفاق منطقة حرة بين سورية والسعودية والبضائع السعودية الان موجودة في كل مكان، وان كانت السعودية ليست بحاجة الى 200 مليون دولار من سورية ولكن هناك رمزية في الموقف ونحن قمنا بالإلحاح على ذلك ليشعروا اننا نتعامل بمنتهى الجدية في اطار التعاون الاقتصادي، وبالتالي فإن الخلل في هذه العلاقة ليس من قبل سورية، ويجب ان تعرفوا ذلك مهما كانت الاسباب التي تطرح في بعض وسائل الاعلام القريبة من السعودية.
وقال الشرع ليس من المعقول ان يُضحى بعلاقة تاريخية عمرها على الاقل 36 سنة لم يحصل أي سوء تفاهم بل اكثر من ذلك لم تتحدث سورية بشكل سلبي عن العلاقات مع السعودية، في حين ان وسائل اعلام سعودية تحدثت مرارا بسلبية وبسلبية مريرة عن سورية، ونتمنى ان لا يستمر هذا الشيء.
وفي الشأن الفلسطيني اكد الشرع أن دمشق بدأت وساطة بين فتح و حماس لكن اعادة العلاقات والحوار ليس سهلا لان الذي حصل كان مؤسفا للغاية، والتئام الجرح يحتاج الى زمن، وخصوصا اذا كان عميقا، كما هو حاصل الان.
و حول احتمالات الحرب مع اسرائيل، قال نائب الرئيس السوري ان سوريا لا تريد الحرب مع اسرائيل، وهي تدرك ان اسرائيل تريد ذريعة لشن الحرب عليها و على سورية ان تكون مستعدة لمواجهة ذلك. موضحا انشعار "السلام خيار استراتيجي" يعني ان السلام هو خيار من خيارات أخرى، وأن لا أحد في سورية ألغى الخيارات الاخرى.
ولفت نائب الرئيس ا الى ان الشارع السوري لا يريد الحرب، لكنه يريد استعادة ارضه و حقوقه كاملة.
واعتبر الشرع مؤتمر السلام الذي دعت اليه واشنطن مجرد وهم لأنه لم يحدد فيه الحضور و نقاط البحث و الاهداف و الضمانات مبديا عدم اسف سوريا لاستبعادها عنه. وقال أننا حتى لو دعينا فلن نذهب اليه قبل أن نسد كل ثغراته ونقتـنع انه مؤتمر حقيقي للسلام ويوصل العرب الى حقوقهم وإعادة اراضيهم المحتلة كاملة وغير منقوصة، موضحا ان اطلاق هذا المؤتمر إنما يؤكد أن بوش في ورطة كبيرة ويعيد النظر دون أن يعترف بذلك بسياسته الخارجية و يحاول تطبيق تقرير بيكر - هاملتون دون أن يعلن.
وقال الشرع انه لا تنافس بين سورية وايران، بل هناك توافق وتفاهم ورؤية موحدة، فالايرانيون يريدون استقلال العراق وأمنه وسورية تريد وحدة العراق وعروبته، منوهاُ إلى أنه لا يمكن لأيران أن تنظر الى العراق كما تنظر اليه سوريا، فإيران خاضت حرب ثمان سنوات مع العراق، وصحيح ان حالة من الحرب البادرة كانت بين سوريا والعراق لفترة من الفترات لكن لم يتم التفكير يوماً بدخول حرب معها، فهنا نقاط اتفاق بين سوريا وايران حول العراق كما أنه هناك نقاط تباين ، لكن الجانبين لديهما رؤية موحدة و يريدان عراقا عربيا موحدا آمنا خال من الاحتلال. والزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى دمشق ستكون في هذا الاطار.و أعرب نائب الرئيس عن اسفة لأن الموضوع العراقي أصبح قضية فلسطينية ثانية و"نحن نحاول أن لا تكون كذلك"
لافتاً الى أن موضوع اللاجئين العراقيين وتنظيم وجودهم في سوريا سيكون ضمن المسائل التي ستبحث مع المالكي و قال الشرع إن من الصعب التفاؤل بحل سريع في العراق .نحاول أن يكون موضوع اللاجئين العراقيين موضوع وقت ولذلك نحن استقبلنا اللاجئين العراقيين كضيوف ودون تذمر على الرغم من ان هذا الموضوع يشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا وامنيا كبيرا علينا.
وأضاف أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تتنصل من مسؤوليتها عن اللاجئين العراقيين, وأيضا مسؤولية الحكومة العراقية.
الجمل
إضافة تعليق جديد