العالم منشغل بالعنف في سوريه و إسرائيل تسرق مصادرها الطبيعية

09-11-2014

العالم منشغل بالعنف في سوريه و إسرائيل تسرق مصادرها الطبيعية

الجمل- *باتريك ستريكلاند- ترجمة: رندة القاسم:
نشرت مجموعة ناشطين سوريين من مرتفعات الجولان المحتلة بيانا يشجبون فيه "الزيارات المشبوهة" إلى المنطقة من قبل قادة سياسيين إسرائيليين من الجناح اليميني.
إلى جانب أراض فلسطينية و مصرية، احتلت مرتفعات الجولان من قبل الجيش الإسرائيلي خلال حرب 1967، معظم سكانها تعرضوا للتطهير العرقي و زالت عشرات القرى، و لكن بقي ما يقدر بعشرين ألف درزي سوري من السكان الأصليين يعيشون في القرى الست الباقية. و في انتهاك للقانون الدولي، تم بناء عشرات المستعمرات اليهودية فقط عبر الأراضي و تأمين إقامة لحوالي 21 ألف مستوطن إسرائيلي.من الجولان المحتل
شارك في كتابة البيان مجموعة تضم سبعة ناشطين  و تمت فيه الإشارة إلى "العنصرية" و "الكره الهمجي" لدى قادة سياسيين إسرائيليين مثل ايليت شاكيد التي طالبت في تموز عبر منشور في موقع "فيسبوك" بإبادة الشعب الفلسطيني. و وفقا لصفحة شاكيد على الفيسبوك فانها زارت عائلة في مجدل شمس، أكبر قرية سوريه في الجولان، في الخامس من تشرين الأول.
و شاكيد مشرعة في البرلمان الاسرائيلي، الكنيست، و عضو في حزب Jewish Home، الذي يعتبر جزءا من الائتلاف الحاكم. و تصف كل الشعب الفلسطيني ب"العدو" بكل ما فيه "عجائزه و نسائه و مدنه و قراه و ممتلكاته و بناه التحتيه"....
و ورد في موقع الانتفاضة الالكترونيه أن منشورها العنصري على الفيسبوك قد حصد آلاف الاعجابات والمشاركات من قبل مؤيديها.
عامر ابراهيم ، أحد المشاركين في كتابة البيان المذكور أعلاه، قال لموقع الانتفاضة الالكترونية عبر الهاتف : "تعرف ايليت شاكيد بتصريحاتها العنصرية الواضحة و خطاباتها المعادية للعرب، و لا سيما خلال الحرب على غزه، و من الواضح أنها، و اسرائيل بشكل عام، تبحث عن فرص لاحتلال الجولان أكثر و أكثر".
شجب البيان زيارات قام بها قادة سياسيون اسرائيليون آخرون معرفون بعدائهم القاسي للفلسطينين و تحريضهم المعادي للعرب، كما و انتقد السوريين الذين استقبلوهم.
و ذكر البيان أنه عندما زار هاريل لوكير ، المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الجولان في حزيران 2013، لعبت مواقع الكترونية و صفحات فيسبوك سوريه دورا أساسيا في محاوله تجريد الزيارة من أبعادها السياسية. و رحب المستفيدون المحليون  بزيارة لوكير و كأن الجولان كان قرية بربرية لم تطأها قدم آدمي من قبل و هذه الشخصيات السياسية ستفتح عيوننا على العالم.و مضى البيان في الاشارة الى أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي تقوم بشكل نظامي بحرمان السكان السوريين الأصليين من المعاملة و مستوى الحياة التي يتوجب توفيرها لشعب محتل و ذلك وفقا للقانون الدولي. و طالب البيان السكان السوريين ب "عدم التعامل مع حقوقنا و كأنها تمنح لنا بسخاء من قبل دولة محتله".
و بعد مدة قصيرة، في شباط 2014، زار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتيناهو الجولان، و استضافه مجلس محلي يضم سكانا سوريين، و قد أخذوه الى اجتماع ترحيبي على ضفة بحيرة الرام ، منبع مياه سوري يقوم الاحتلال باستمرار بسرقة المياه منه منتهكا القانون الدولي.
و في اشارة الى طرد محتجين محليين لشمعون بيريز عندما قام بزيارة في الثمانينات، قال البيان: "أصبح واقعا قيامنا باستضافة محتلينا و مضطهدينا و الاحتفاء بقدومهم الى منازلنا و قرانا"...
و مع وصول عدد زيارات السياسيين الإسرائيليين الى سبع على الأقل مع 2014، شعر الناشطون باهانه خاصة جراء زيارة نفتالي بينيت ، وزير الاقتصاد الإسرائيلي. اذا قام بعد زيارته في 25 آذار بنشر تصريح عبر صفحته على موقع فيسبوك ورد فيه: "رسالة إلى دروز الجولان: مرتفعات الجولان ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلة الى الأبد، و الآن يمكنكم الانضمام إلينا".
و يشتهر بينيت بتأييده لضم قسم كبير من الضفة الغربية المحتله و طرد معظم سكانها الفلسطينيين. و في تموز 2013 أثار موجة غضب عندما تبجح في اجتماع لمجلس الوزراء قائلا: "قتلت الكثير من العرب في حياتي ، و ما من مشكلة في ذلك".
" ظاهرة التطبيع هذه تعزز و تسوق الاحتلال و كأنه أمر طبيعي" ...هذه العبارة وردت في البيان الذي طالب السكان برفض زيارات السياسيين الإسرائيليين بالقول: " نؤمن بأن صدى هذه الزيارات العلنية كارثي بكل المعاني، ليس فقط لأنه يعزز فكرة الاحتلال و منطق التسليم به، و لكن لأنه أيضا يقود الى تخدير المجتمع بأسره و سلبه مما بقي له من مفهوم الحرية و التحرر. هذه الزيارات تجعل المجتمع راضيا بمفهوم العبودية و الخضوع للمحتل".
و مع توجه أنظار العالم نحو العنف الدائر في سوريه، تعجل اسرائيل من وتيرة  سرقاتها و استيلائها على المصادر المحلية على حساب الشعب السوري الأصلي. و تقوم منظمة صهيونيه بتمويل حكومي  بمحاولات مخادعة لتطويع سوريين في برنامج خدمة مدني، الأمر الذي كشفه موقع الانتفاضة الالكترونية في آب الماضي.
مع بداية الصيف ، قامت كلية أكاديمية اسرائيليه في كاتزرين ، مستوطنه اسرائيلية غير شرعية في الجولان، بالإعلان عن منح دراسية شاملة من أجل تشجيع الطلاب الإسرائيليين على التسجيل. و اضافة الى المنح الدراسية سيشجع البرنامج على السياحة المحلية عبر استثمارات مالية  تقدر ب 19 مليون شيكل (حوالي 5,5 مليون دولار) في متاحف و حدائق و كذلك مراكز دينيه يهودية.
في كانون الأول 2013 منحت وزارة الطاقة و الري الإسرائيلية شركة Genie Energy الأميركية -الإسرائيلية إذنا حصريا للكشف عن النفط و الغاز في منطقة تبلغ 153 ميلا مربعا square-mile radius في القسم الجنوبي من الجولان و ذلك وفقا لمجموعة المرصد المحلية المعنية بحقوق الانسان. و نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك شيني، و أحد مهندسي الغزو الكارثي للعراق عام 2003، قد اختير للعمل كمستشار لبرنامج الكشف.
و يقول الناشط عامر ابراهيم : "بالتأكيد ليست صدفة تكرار زيارات هؤلاء السياسيين بالوقت الذي تحاول فيه اسرائيل الاستيلاء على المزيد من المصادر الطبيعية و زيادة عدد السمتوطنات في الجولان... فالاحتلال و الاستعمار هنا ليس بالأمر الجديد ، غير أن خطب السياسيين الصريحة و عملية الاستعمار أصبحت اكثر علنية في السنتين الماضيتين".


*صحفي أميركي
عن موقع Global Research

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...