الفيصل في دمشق للمّ الشمل
أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في دمشق بعد إبلاغه الرئيس بشار الأسد رسالة من الملك السعودي عبد الله، انه تم الاتفاق على «ضرورة لمّ شمل العرب والوقوف في صف واحد لنيل مصالحنا»، موضحا انه لم يتم بحث الملف اللبناني فهو «ماشي طيب ليش نبحثو».
وكان الفيصل أعلن، في شرم الشيخ بعد لقائه الرئيس المصري حسني مبارك، أن القيادة السعودية سمعت من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الأحد الماضي، ما كانت تريده وهو قوله علنا بعروبة حماس والقضية الفلسطينية، وليس مع «طرف آخر» في إشارة ضمنية إلى إيران. وأعرب الوزير عن أمله في أن تتبنى كل الأطراف المعنية بعملية السلام المبادرة العربية «قبل أن يضيع الوقت».
ونقل الفيصل إلى الأسد رسالة شفهية من الملك عبد الله «تتعلق بآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وآخر التطورات على الساحة العربية».
وذكر بيان رسمي سوري أن المحادثات بين الأسد والفيصل، بحضور وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان، تطرقت إلى أهمية «التنسيق السوري السعودي» تجاه الملفات العربية، والتحديات التي تواجه المنطقة، مشيرا إلى قضيتين رئيسيتين تم بحثهما هما الوضع في اليمن والمصالحة الفلسطينية.
وجرى خلال اللقاء «استعراض الوضع العربي الراهن والتحديات التي تواجه العرب، وخصوصا على الساحتين الفلسطينية واليمنية، حيث جرى التأكيد على حرص سوريا والسعودية على سلامة ووحدة أراضي اليمن وسيادته واستقراره، والضرورة الملحة لتحقيق المصالحة الفلسطينية». وكرر الأسد «دعم سوريا لأي جهد يسهم في إيجاد حل يضمن وحدة الصف الفلسطيني».
وأضاف البيان «كما تناول اللقاء أهمية استمرار التنسيق والتشاور السوري ـ السعودي تجاه الملفات العربية والقضايا ذات الاهتمام المشترك بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين والعرب جميعا».
وقال الفيصل، عقب محادثاته مع الأسد، أنه قام بنقل «رسالة من خادم الحرمين إلى الأسد تتعلق بالأوضاع السائدة في منطقتنا، والكل يعلم كم تعاني المنطقة من قضايا»، مشددا على أنه «حان وقت التشاور والعمل الجدي في الإطار العربي». وأضاف «اتفقنا على ضرورة لمّ شمل العرب والوقوف في صف واحد لنيل مصالحنا».
وعن التحركات الدبلوماسية الأخيرة بشأن عملية السلام، قال الفيصل إن «العقبات التي تواجه عملية السلام ليست بسبب الإجراءات العربية بل نتيجة العقبات التي تضعها إسرائيل في وجهها، واتفقنا على ضرورة لم الشمل العربي ولن نتمكن من ذلك سوى بعملنا».
وحول الوضع اللبناني وما إذا كان تم بحثه خلال اللقاء، اعتبر الفيصل أن «الملف اللبناني ماشي طيب ليش (فلماذا) نبحثو (نبحثه)».
وبشأن الملف العراقي والانتخابات التشريعية المقبلة، قال الوزير السعودي «سوريا والسعودية تتمنيان أن تؤدي الانتخابات المقبلة إلى حل المشكلات الأساسية التي يتعرض لها العراق، وهذا ما نرجوه».
يذكر أن آخر زيارة للفيصل إلى دمشق كانت في آذار العام 2009، ونقل خلالها للأسد دعوة من الملك عبد الله لزيارة السعودية. وكان الملك السعودي زار دمشق في تشرين الأول الماضي، متوجا التقارب بين البلدين بعد سنوات من التوتر.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد