القاعدة تسعى إلى إشعال صراع سعودي- سعودي وسعودي- أمريكي
الجمل: انكشاف أمر المخططات السرية في السعودية التي هدفت إلى تنفيذ الهجمات المسلحة ضد المنشآت النفطية السعودية، هو انكشاف يظهر بقدر كبير التهديدات الجارية التي أصبحت تواجهها حالياً أسواق الطاقة العالمية.
• مخطط التفجيرات- التفاصيل:
تقول معلومات وزارة الداخلية السعودية بأن المسلحين خططوا لاختطاف الطائرات واستخدامها في تخريب وتدمير الأهداف المحددة داخل وخارج السعودية، ومن أبرز هذه الأهداف:
- داخل السعودية:
* منشآت ينبع النفطية.
* منشآت أبي قيق النفطية.
* منشآت رأس تنورة النفطية.
* منشآت الجويمح النفطية.
* منشآت رابيق النفطية.
- خارج السعودية.
* بعض المنشآت النفطية الإماراتية.
* بعض المنشآت النفطية القطرية.
* بعض المنشآت النفطية الكويتية.
• مخطط التفجيرات- أجهزة الأمن السعودي والخلفيات المزعجة:
برغم نجاح أجهزة الأمن السعودي في كشف المخطط وإلقاء القبض على 172 شخصاً مشتبه بهم، فإن الموضوع برمّته اعتبر مؤشراً لخلفية مزعجة لأجهزة الأمن السعودي، ومن أبرز مؤشرات هذه الخلفية المزعجة:
- أن المخطط تم وضعه بواسطة تنظيم، وهو مخطط دقيق للغاية، الأمر الذي يؤكد أن تنظيم القاعدة أصبح يملك قدرة فائقة في تصميم وإعداد المخططات الدقيقة.
- إن حجم ونطاق تنفيذ المخطط يؤكد أن تنظيم القاعدة لم يعد يكتفي بمهاجمة الأهداف المتفرقة المنعزلة، بل أصبح يهدف إلى التحول باتجاه شن حرب سرية مسلحة شاملة واسعة النطاق داخل السعودية.
- ان الطبيعة النوعية للأهداف التي حددها تنظيم القاعدة، لتكون هدفاً للهجوم تتميز جميعها بالأهمية الفائقة الحساسية للأمن السعودي، ويعكس هذا التوجه مدى جرأة القاعدة على القيام بمحاولة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة وإشعال صراع سعودي- سعودي، وسعودي- أمريكي داخل المملكة.
- العدد الكبير من المعتقلين المشتبهين الموجود حالياً، يشير إلى أن تنظيم القاعدة قد استطاع أن يتغلغل بقدر أكبر داخل شرائح المجتمع السعودي، ويستقطب الكثير من عناصر الشرائح المتعلمة وبالذات حملة الاختصاصات العلمية والهندسية، بعكس الحركات الدينية التقليدية التي ظلت تركز على العناصر ذات التعليم الديني والشرعي من ذوي النزعة السلفية والوهابية التقليدية.
• مخطط التفجيرات- الغاية والتأثيرات:
نلاحظ أن تنظيم القاعدة لم يقم باستهداف القوات الأمريكية أو الأطراف الاجنبية، بل الهدف الرئيس للقاعدة هذه المرة هو تدمير المنشآت الوطنية داخل السعودية والبلدان الخليجية، وحصر مجمعات المنشآت النفطية.
التداعيات والتأثيرات التي كانت سوف تنتج عن نجاح تنفيذ هذا المخطط كانت سوف تكون أكثر دماراً وخراباً للاقتصاد الأمريكي والأوروبي، وذلك لأن تدمير منشآت نفطية سعودية وخليجية بهذا الحجم، والشكل، كانت سوف تترتب عليه (صدمة هائلة) في الاقتصاد العالمي، وذلك لأن أسعار النفط كانت سوف تقفز إلى حوالي 130 دولاراً للبرميل الواحد، أي بما يفوق ضعف الحجم الحالي، وهو أمر سوف يتطلب القضاء على تأثيراته أكثر من ستة أشهر، وذلك لأن عملية تدمير هذه المنشآت سوف تترتب عليها حرائق هائلة يتطلب القضاء عليها وعلى تأثيراتها المدمرة فترة أسابيع.. كذلك سوف تترتب على هذه العمليات خسائر فادحة كانت سوف تتعرض لها الشركات النفطية الأمريكية العملاقة على النحو الذي يضر بالمركز المالي لشركات التأمين العالمية، وينعكس سلباً على مؤشرات البورصات والأسواق المالية العالمية.
الخسائر المباشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول بلغت حوالي 100مليار دولار، والخسائر غير المباشرة التي أصابت الاقتصاد الأمريكي قاربت مبلغ التريليون دولار.. (أي ألف مليار دولار) وحالياً فإن المنشآت النفطية التي كان تنظيم القاعدة يخطط لتدميرها تتجاوز قيمتها الأساسية 500 مليار دولار (أي نصف تريليون دولار).. وتأسيساً على ذلك يمكن القول بأن الخسائر المباشرة التي كانت سوف تنتج عن هذه الهجمات تعادل خمسة أضعاف الخسائر المباشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول.. وبالتالي فإن الخسائر غير المباشرة التي سوف تترتب على ذلك سوف تكون بأرقام فلكية، ربما تبلغ تريليونات الدولارات، وذلك لأن ارتفاع أسعار النفط بهذا المستوى، وبهذا الشكل المفاجئ سوف يترتب عليه ارتفاع تكاليف الإنتاج والمعيشة والاستهلاك في الاقتصاد الأمريكي والاقتصاد الغربي بشكل سوف تمتد تأثيراته إلى عمق الاقتصاد العالمي.
أما التأثير الذي كان يمكن أن يكون أكثر دراماتيكية فيتمثل في أن أمريكا وحلفائها سوف يضطرون إلى حماية إيران من أي هجمات لأنهم سوف يعتمدون على إمداداتها النفطية لسد العجز والفجوة في إمدادات النفط العالمي.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد