المعلم: الدعم الروسي والإيراني واضح وملموس وأعمق مما يظنه البعض
أطلق وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، رسائل عديدة، عبر تأكيده أن الدعم الروسي والإيراني لبلاده «واضح وملموس وأعمق مما يظنه البعض»، برغم تعويله على دور أكبر لطهران على الساحة الدولية بعد الانتهاء من المفاوضات النووية. وانتقد انتقاداً مبطناً الحكومة العراقية لعدم تنسيقها مع السلطات السورية في محاربة «داعش»، الذي يسيطر على أراض واسعة من البلدين.
وفي الوقت الذي كان فيه «داعش» يواصل عمليات الإعدام التي يعتقد أنها طالت المئات في مدينة تدمر، حيث أعدم أمس 20 شخصاً في المدينة بتهمة التعامل مع النظام السوري، كان المسلحون الأكراد يتقدمون على جبهة ريف الحسكة، حيث استطاعوا، بدعم من غارات التحالف، طرد التنظيم التكفيري من بلدة المبروكة، ما يسمح لهم بالتقدم إلى بلدة تل أبيض على الحدود مع تركيا، ومنها التقدم إلى محافظة الرقة، معقل التنظيم.
وأكد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الارمني ادوارد نالبانديان في دمشق، «انني أؤكد أن العلاقة بين سوريا والاتحاد الروسي والجمهورية الإسلامية الإيرانية أعمق بكثير مما يظن البعض». وأضاف «هم لم يتأخروا ولن يتأخروا عن تقديم الدعم لصمودنا، لكن أنا أقول إن التآمر على سوريا يومي وسريع»، متحدثاً عن «دعم واضح من المتآمرين» للمسلحين الذين يدخلون عبر الحدود التركية إلى الأراضي السورية، «ودعم أصدقائنا أيضاً، أؤكد للشعب السوري أنه ملموس».
وحول الاتفاق بين إيران ومجموعة «5+1»، قال المعلم «نحن ندعم التوصل إلى هذا الاتفاق ما دام يلبي مصالح الشعب الإيراني الشقيق، ونتطلع إلى دور إيراني أفضل وأكبر على الساحة الدولية بعد الانتهاء من انشغالها في المفاوضات الجارية الآن».
وعن التنسيق مع العراق الذي يواجه مثل سوريا خطر تمدد تنظيم «داعش»، قال المعلم «إننا نواجه عدواً واحداً، ونؤمن بأننا مع الأشقاء في بغداد نقف في خندق واحد، ولكن لم يصل التنسيق بيننا بمستوى الخطر الذي يواجهنا».
ويسيطر «داعش» على مناطق واسعة في شمال وغرب العراق وفي شمال وشرق سوريا. وحقق التنظيم خلال الأسابيع الأخيرة تقدماً عسكرياً جديداً على الأرض في مدينة الرمادي العراقية وفي وسط سوريا.
كما انتقد المعلم وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لتحذيره، أمس الأول، من تزايد مخاطر تعرض سوريا والعراق للمزيد من التقسيم إذا لم يتم تعزيز الجهود الدولية بسرعة لمواجهة «داعش». وقال المعلم «شعبنا قادر على صد أي هجوم ومنع أي محاولة لتقسيم سوريا»، مشيراً إلى أن باريس تدعم الإرهابيين وتتآمر ضد سوريا.
وشن المعلم هجوماً على السلطات التركية. وقال «لو أن المجتمع الدولي أنزل العقوبة الضرورية بحق السفاحين الذين ارتكبوا المجازر الأرمنية في مطلع القرن الماضي لما تكرر وتجرأ أحفادهم اليوم في تركيا على ارتكاب المجازر عبر أدواتهم في سوريا. والسؤال هو ماذا سيفعل المجتمع الدولي للسفاحين الجدد؟».
وحول تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بشأن وجود اتفاق مبدئي بين تركيا والولايات المتحدة على تقديم دعم جوي للإرهابيين، قال المعلم إن «تركيا ترتكب أفعالاً عدائية في سوريا أسوأ بكثير من هذا التصريح، وهو يعلم أن استخدام الأجواء السورية من قبل طائرات غير سورية عدوان موصوف، وبالتالي من حق سوريا بما تملكه من إمكانيات التصدي لهذا العدوان، ولكن الشيء الجيد في هذا التصريح أنه اعتراف تركي بنية العدوان على سوريا، ولا يخرج عن إطار الحرب الإعلامية التي تشن علينا في هذه الأيام».
وأضاف «اننا لم نكن في لحظة من اللحظات نعوّل على غارات التحالف، وهذا التحالف في معركة عين العرب كان نشطاً في منع وقوعها بيد داعش، وهذا شيء جيد، وبعد ذلك تلاشى وكأن هناك حلفاً سرياً بينه وبين داعش، وما جرى في تدمر حدث في الأنبار ومن يعول على هذا التحالف يعش في أوهام».
وأوضح نالبانديان، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد، «نحن مقتنعون بأنه لا يمكن التغلب على الأزمة، وتحقيق السلام، سوى عبر وقف العنف، والحوار البناء بين كل الأطراف المعنية الذي يأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع السوريين». وأضاف «منذ بداية الأزمة السورية، كنا نطرح باستمرار من خلال العديد من المنابر الدولية قضية منع دعم الإرهابيين، وضرورة إيجاد الحل الفوري للوضع في الشرق الأوسط، وخاصة في سوريا، وسنستمر في إبقاء تلك القضايا ضمن محور اهتمامات المجتمع الدولي».
وأشاد الأسد «بمواقف أرمينيا خلال الأزمة التي تمر بها سوريا»، مؤكداً أن «الحكومة الأرمنية يمكن أن تلعب دوراً مهماً في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها شعوب المنطقة، وذلك من خلال نقل الصورة الصحيحة للدول الغربية حول خطورة ما يحدث في الشرق الأوسط من تمدد للقوى الإرهابية التكفيرية المتطرفة، المدعومة عسكرياً ومالياً وفكرياً من جهات غربية وأخرى إقليمية عميلة لها، وأهمية العمل لمحاربة الإرهاب فعلياً وليس فقط الإعلان عن ذلك في العلن ودعمه في السر». وأكد أن «ما عاناه الشعب الأرميني عبر تاريخه يعانيه اليوم الشعب السوري بكل مكوناته، وبنفس أدوات القتل والإرهاب، وإن اختلفت الطريقة والأهداف».
ميدانياً، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن «مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية سيطروا على 14 بلدة آشورية في محافظة الحسكة كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية منذ 23 شباط الماضي». وأشار إلى «ضربات عنيفة وكثيفة نفذتها طائرات التحالف، التي عمدت إلى قصف تمركزات وتجمعات التنظيم ومقارّه قبل قيام مقاتلي وحدات الحماية والمقاتلين الداعمين لها بتمشيط المنطقة».
وأشار إلى أن المقاتلين الأكراد سيطروا على بلدة المبروكة الاستراتيجية في الريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، موضحاً أن هذه البلدة «تعد أحد أهم معاقل التنظيم على الحدود الإدارية مع محافظة الرقة». وقال إن سيطرة الأكراد عليها «تفتح الطريق أمامهم للتقدم باتجاه بلدة تل أبيض الحدودية في الريف الشمالي لمدينة الرقة» وإنهاء وجود التنظيم في الحسكة.
وكالات
إضافة تعليق جديد