المعلم: سورية مستعدة لمواجهة ضربة عسكرية أمريكية
توقع وزير الخارجية وليد المعلم أن تتضاعف «الضغوط» الغربية على سورية، وخصوصاً من الولايات المتحدة بافتعال أزمات وربما حروب جديدة في المنطقة، وقال: إن سورية «مستعدة لكل الاحتمالات بما فيها لجوء الولايات المتحدة إلى القوة العسكرية بعدما فشلت في سياستها الرامية إلى عزل سورية عن محيطها العربي عبر سلاح الدبلوماسية الأميركية»، معرباً في الوقت نفسه عن أمله ألا يحصل هذا الأمر.
وأشار الوزير المعلم في حوار مع وكالة الأنباء السودانية «سونا» إلى أن سورية تسعى إلى الحوار الجدي والتفاهم مع الجميع رغبة منها في تجنيب المنطقة مزيداً من الدمار والأميركيين مزيداً من القتلى، وقال إن «محاولات عزل سورية مستمرة ولن تتوقف»، واصفاً إياها بأنها «نتاج صراع سياسي ودبلوماسي غير ظاهر للعيان».
وطالب المعلم الولايات المتحدة بأنه عليها أن تعلم أن لسورية دورها التاريخي في الخريطة العربية، مشيراً إلى أن محاولات الولايات المتحدة لعزلها عن محيطها العربي ستحرم واشنطن والغرب من وضع حلول واضحة لإنهاء أزمات المنطقة.
وأكد وزير الخارجية أن سورية التي تتولى رئاسة القمة العربية ستسعى إلى إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية والتوصل إلى توافق لبناني لانتخاب رئيس يحوز تأييد كل الطوائف في لبنان.
وأضاف: «لا بد من تضافر الجهود السورية والسعودية لحل الأزمة في لبنان، والحل لن يتم من خلال أسلوب الضغط على طرف دون الآخر، ولكن من خلال تشجيع الحوار التوافقي ليتقدم كل طرف خطوة تجاه الآخر حتى يلتقيا في نقطة توافقية واحدة تكون حجر الأساس لحل الأزمة اللبنانية».
وشدد على أن معاودة المفاوضات بين سورية وإسرائيل تحتاج إلى جدية إسرائيلية، فإن وجدت فسورية جاهزة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل.
وحول خطة العمل المطروحة في الوقت الراهن من جانب سورية بوصفها رئيسة لمجلس القمة العربية في دورتها الحالية قال المعلم إن سورية ستبدأ في تنفيذ خطتها بمشروعين مهمين أولهما مشروع إنهاء الأزمة السياسية اللبنانية والتوصل إلى توافق لبناني لانتخاب رئيس يحوز توافق جميع الطوائف في لبنان.
وقال المعلم إن المشروع الثاني يهدف إلى إحياء الحوار الفلسطيني وإنهاء الأزمة بين «حماس» و«فتح» من أجل تكوين رأي عام فلسطيني موحد تجاه قضايا السلام والدفاع عن حقوق القضية الفلسطينية، وأكد أن هذين الملفين مهمان جداً لحساسيتهما البالغة، موضحاً أن سورية ترى أنهما ملفان «لا يحتملان التأجيل ونسعى حالياً لحلهما في أقرب وقت ممكن».
وحول كيفية الإسهام السوري في حل أزمة الخلاف بين «فتح» و«حماس» قال المعلم: إن سورية تؤيد الجهود اليمنية في هذا الخصوص وتدعمها من خلال رئاستها للقمة، مشيراً إلى أن الرئيس الأسد قد طلب من الطرفين «فتح» و«حماس» تزويده بمقترحاتهما من أجل التوصل إلى اقتراح وسطي ورؤية واضحة ترضي الطرفين الفلسطينيين ليتم بعد ذلك تزويد اليمن بهذا الاقتراح من أجل مواصلة جهوده في إنهاء الخلاف الفلسطيني.
وأشار المعلم إلى أن المرحلة الأولى التي يوليها العرب الآن أهمية قصوى هي وحدة الصف الفلسطيني باعتبار أنه لا يمكن النجاح في أي مفاوضات في ظل الخلاف القائم حالياً بين «فتح» و«حماس».
وقال: إن العرب عندما ذهبوا إلى أنابوليس ظنوا أن إسرائيل والإدارة الأميركية ستكونان جادتين هذه المرة في تحقيق السلام «ولكن كان الواقع على عكس ذلك فلم يحدث أي تطور في ملف السلام العربي الإسرائيلي منذ ذلك الوقت وحتى الآن»، مطالباً العرب بالتوقف عند هذه المحطة ورؤية كيف يمكن الضغط على إسرائيل للخضوع لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وحول الجولان السوري المحتل قال المعلم إنه لا مناص من عودة الجولان كاملاً للسيادة السورية وإن سورية جاهزة لاستئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل «شريطة ألا تكون هذه المفاوضات على حساب المسار الفلسطيني إضافة إلى أن استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل يحتاج إلى جدية إسرائيلية، فإن وجدت هذه الجدية فسورية جاهزة للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل».
وقال المعلم رداً على سؤال إن الرئيس بشار الأسد تجاوز مسألة الحضور في قمة دمشق وترفع عن الضغوط الكثيفة الموجهة ضد القمة كما مدَّ يده بيضاء خالصة النيات للقادة العرب من أجل الإسهام الجماعي في حل الأزمات العربية.
وحول مشروع الشرق الأوسط الجديد قال وزير الخارجية إن عامل الوقت قد أثبت إخفاقه تماماً كاشفا على الصعيد ذاته أن العرب أكدوا من خلال قمتهم الأخيرة أنهم لا يرغبون في المواجهة مع الغرب لكنهم في الوقت نفسه يريدون بناء نظام عربي موحد وقوي وخال من الخلافات والانشقاقات.
وكشف المعلم أنه قد برزت من خلال قمة دمشق الأخيرة مدرستان عربيتان لكل واحدة منهما رؤية مختلفة عن الأخرى في كيفية حل الأزمات العربية، موضحاً أن المدرسة الأولى ترى ضرورة حل الأزمات العربية داخل نطاق الدول العربية أولاً كأزمة الرئاسة في لبنان وأزمة «فتح» و«حماس» وأزمة التدهور الأمني في العراق ثم يأتي دور حل الأزمات العربية البينية بين الدول. أما المدرسة الثانية والتي تعتبر سورية من أنصارها فهي ترى أنه يجب أولاً حل الخلافات العربية البينية بين الدول ثم حل الأزمات داخل الأقطار العربية.
وفيما يتعلق بتحفظ العراق بشأن البند الخاص به في البيان الختامي لقمة دمشق قال المعلم إن سورية تولي تحفظ العراق على البند الذي يخصه في بيان دمشق أهمية قصوى لكنه في الوقت ذاته أبان أن الخطأ الذي حدث سببه الوفد العراقي نفسه الذي يبدو أنه لم ينتبه كثيراً لهذا البند ليطالب بتعديله.
وأشار إلى أن الوفد العراقي في القمة انسجم تماما معها وشارك فيها بفعالية.
وحول السلام مع إسرائيل قال وزير الخارجية إن العرب أكدوا في قمة دمشق ضرورة مراجعة النظر في إستراتيجية السلام مع إسرائيل كاشفا عن عقد اجتماع موسع لمجلس وزراء الخارجية العرب منتصف العام الحالي لمناقشة مبادرة السلام العربية بشكل مفصل.
وأكد المعلم أن سورية ملتزمة بكل ما يحفظ وحدة السودان وسيادته ومنع التدخل الأجنبي في شؤونه الذي وصفه المعلم بأنه يريد تجزئة السودان من خلال ذرائع مختلفة.
وحول استضافة السودان للاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية السورية والحدود العراقية الأردنية قال المعلم إن هنالك دولاً عربية عديدة جاهزة لتقديم الدعم للسودان في هذا الشأن وخصوصاً أن السودان كان قد طلب من الدول العربية أن تعينه في تجهيز البنية التحتية للمدينة السكنية التي سيقيم فيها اللاجئون الفلسطينيون إضافة إلى توفير فرص العمل لهم.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد