بكين تلمس تقدماً في مهمة عنان والجزائر والعراق ترفضان التدخل العسكري في سوريا
أكد وزير الخارجية الصينية يانغ جيه تشي أمس أن مهمة مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية كوفي عنان حققت تقدما في بعض الجوانب لكنها تواجه صعوبات كثيرة.
ونقلت شينخوا عن يانغ قوله في مؤتمر صحفي عقب اختتام الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصينى العربي بمدينة الحمامات التونسية.. إنه لا أحد يتوقع منذ البداية أن تكون مهمة عنان مفروشة بالورود موضحا "أن كل ما نطلبه هو الدعم الدولي لمهمة عنان والمراقبين الدوليين من أجل إيجاد حل مناسب للأزمة السورية" مشيرا إلى أن الصين تتابع باهتمام تطورات الوضع في سورية.
وأكد يانغ أنه من اجل الحفاظ على الحل السياسي وتجنب التصعيد للمسألة السورية على المجتمع الدولي حث جميع الأطراف على الوقف الفوري للعنف لتهيئة الظروف المواتية لدفع الحل السياسي من خلال بذل الجهود المشتركة لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة.
وأكد وزير الخارجية الصينية على الموقف العادل للصين من الملف السورى والساعى إلى صياغة قرار يضمن حماية مصالح الشعب السورى وقال "إن الهدف الأساسي للعرب والصين هو هدف واحد فالصين صديق مخلص للشعوب العربية وعلى استعداد لبذل الجهود لحل عادل للملف السوري".
ولفت يانغ إلى أن الصين تشعر بصدمة وألم شديدين إزاء الهجمات التى وقعت أخيرا في بلدة الحولة وتدين بشدة عمليات القتل والعنف ضد النساء والأطفال وتطالب بفتح التحقيقات وانزال العقاب بالفاعلين.
وشدد يانغ على أن التغيرات في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن تكون حجة المجتمع الدولي لتهميش القضية الفلسطينية مؤكدا أن تعثر عملية السلام في هذه المنطقة لسنوات طويلة لا يخدم السلام والاستقرار فيها.
ونقلت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)عن يانغ قوله في كلمة أمام المنتدى الخامس للتعاون الصيني العربي في تونس.. مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية والإقليمية ستواصل الصين دعمها الثابت للقضايا العربية العادلة ودعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس وانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة مطالبا إسرائيل بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وتحسين ظروفهم المعيشية والعلاجية.
من جهة ثانية جدد وزير الخارجية الصيني التأكيد على التزام بلاده بحفظ السلام والاستقرار في المنطقة وحماية المصالح الأساسية وطويلة المدى للدول العربية والحفاظ على علاقات الصداقة والتعاون الصينية العربية باعتبار ذلك منطلقا سياسيا لها.
وفي حين أشار إلى احترام بلاده لمطالب الشعوب العربية لتحقيق الإصلاح والتنمية أعرب يانغ عن أمله في أن تعمل الأطراف المعنية على إيجاد حلول شاملة وسلمية للخلافات عبر "الحوار السياسي".
ولفت إلى أن منطقة الشرق الأوسط تمر الآن بتغيرات عميقة مضيفا أن الصين تحترم وتدعم حق الدول العربية في معالجة شؤونها الداخلية "بشكل مستقل" وهي تدعو المجتمع الدولي ودول المنطقة إلى احترام مقاصد ومبادىء ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي ولعب دور إيجابي وبناء لتخفيف حدة التوتر في المنطقة.
وفي هذا الصدد لفت وزير الخارجية الصيني إلى أن التعددية القطبية والعولمة والمعلوماتية في العالم تتقدم إلى الأمام بخطوات متسارعة مؤكدا أن المعادلة الاستراتيجية والأمنية الدولية والنظام الدولي سيشهد جولة جديدة من التعديلات والإصلاحات.
من جهة أخرى جدد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي رفض بلاده القاطع لأي تدخل عسكري أجنبي في سورية فيما شدد لبيد عباوي وكيل وزارة الخارجية العراقية أن الحل السلمي عن طريق الحوار هو الأنسب للحل مؤكدا رفض العراق لأي تدخل عسكري في سورية.
ونقلت وكالة يونايتد برس انترناشونال عن مدلسي قوله على هامش مشاركته في الدورة الخامسة للمنتدى العربي الصيني أمس في تونس إن الجزائر ترفض كل تدخل عسكري أجنبي في أي دولة كانت بما فيها سورية.
وأعرب مدلسي عن استغرابه من الدعوات التي تعالت خلال الأيام القليلة الماضية التي تهدد وتلوح بخيار التدخل العسكري الأجنبي في سورية وقال إن مثل هذه المواقف لا تخدم التوصل إلى حل سلمي للأزمة فيها.
بدوره أكد وكيل وزارة الخارجية العراقية أن بلاده ترفض أي نوع من التدخل العسكري الأجنبي في سورية وترى أن الدعوات بهذا الشأن التي تعالت خلال الأيام القليلة الماضية لا تصب في اتجاه التوصل إلى حل سلمي يستجيب لمتطلبات المرحلة الحالية.
وقال عباوى "إن العراق يرفض تأجيج الأوضاع في سورية وإن بلاده سعت منذ بداية الأزمة السورية للضغط على جميع الأطراف للتوصل إلى حل سلمي لها بما يستجيب لتطلعات وطموحات الشعب السوري".
وأضاف إننا في العراق نعتقد أن الحل السلمي عن طريق الحوار هو الأنسب للحل باعتبار أن الحل العسكري لن يأتي بأي نتائج حميدة والتجارب في العراق وليبيا وعدد من الدول الأخرى خير دليل على ذلك داعيا إلى تضافر الجهود الخيرة من خلال دعم خطة المبعوث الدولي كوفي عنان وذلك من خلال فرض الوقف الفوري للقتال واحترام حقوق الإنسان.
وشدد عباوي على "إن تسليح المعارضة السورية يعني تأجيج الصراع العسكري ما قد يؤدي إلى (حرب أهلية) وإلى انتكاسة في وضع سورية قد تؤدي بدورها إلى نتائج وخيمة على دول الجوار".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد