تخطيط السلام بين سوريا وإسرائيل
الجمل: تزايدت اهتمامات مراكز الدراسات الأمريكية في إعداد البحوث والأوراق البحثية التي تحاول تسليط الضوء على الشأن السوري وعلى هذه الخلفية فقد نشر معهد السلام الأمريكي ورقة بحثية حاولت تسليط الضوء على الملف السوري – الإسرائيلي.
* توصيف الورقة:
تتمثل الخصائص الشكلية العامة لورقة المعهد في الآتي:
• العنوان: تخطيط السلام بين سوريا وإسرائيل.
• الباحث: فريدريك سي هوف.
• عدد الصفحات: 20.
• التاريخ: آذار 2009.
هذا، ويتضمن تبويب وتقسيم الورقة الآتي:
• الملخص.
• المقدمة.
• سياق المفاوضات.
• الخلفية التاريخية.
• المطالب السورية والتحفظات الإسرائيلية.
• البنود الأساسية في معاهدة سلام عام 2002 (الافتراضية).
• الحفاظ على بيئة وادي الأردن – مرتفعات الجولان.
- الأهداف.
- الأبعاد.
- الإبقاء على مراكز القيادة.
- ضبط الحدود.
- التنفيذ.
- الاستنتاج.
* خلفيات الباحث فريدرك سي هوف:
تقول المعلومات أنه قد كُلّف بواسطة المعهد في منتصف عام 2008 رسمياً للقيام بإعداد هذه الورقة لصالح مركز الوساطة من أجل النزاعات، التابع لمعهد السلام الأمريكي، وتقول المعلومات أنه سبق أن تولى في عام 2002 مهمة لجنة تقصي الحقائق الميدانية التي كانت تتمركز في شرم الشيخ المصرية التي كونها مبعوث السلام الخاص آنذاك السيناتور جورج ميتشل والذي تمت تسميته بواسطة الرئيس أوباما لتولي نفس المهمة.
* خلفيات معهد السلام الأمريكي:
تشير خلفيات المعهد إلى أنه من مراكز الدراسات التي تلعب دوراً لجهة التأثير على عملية صنع واتخاذ القرار عندما تكون النخبة المسيطرة إما من الديمقراطيين أو من "حمائم الجمهوريين". وبرغم أن المعهد أنشئ في العام 1984 فإن دراساته وأوراقه البحثية ثبت أنها كانت تلعب دوراً كبيراً في عملية صنع واتخاذ قرار الإدارات الأمريكية الديمقراطية وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أشرف المعهد على الدراسة التي أعدتها لجنة بيكر – هاملتون المتعلقة بالعراق، والتي لم تقتد بتوصيات إدارة بوش الجمهورية، ولكن برغم ذلك، فإن الكثير من المراقبين والمحللين يعتقدون أن توصيات اللجنة ستكون حاضرة خلال فترة إدارة أوباما الديمقراطية الحالية.
* النقاط البارزة في الورقة البحثية:
أشار الباحث في الملخص التنفيذي الخاص بالورقة إلى النقاط الآتية:
• تم تنسيق المحادثات غير المباشرة السورية – الإسرائيلية بوساطة تركيا في عام 2008 وقد أدى ذلك إلى إحياء السلام العربي – الإسرائيلي.
• المطلب السوري هو إعادة كافة الأراضي التي تم احتلالها عام 1967 بما يتضمن مرتفعات الجولان والأراضي الواقعة في وادي نهر الأردن.
• المطلب الإسرائيلي هو تخلي دمشق عن إيران وحزب الله وبعض المنظمات الفلسطينية وعلى وجه الخصوص حركة حماس.
• أكدت سوريا أن السلام مع إسرائيل ليس معناه الإلزام بالتخلي عن الآخرين، كذلك رأت سوريا أن من الضروري جداً وجود الولايات المتحدة في محادثات السلام.
• بسبب أن عملية الانسحاب يمكن أن تستغرق عدة سنوات لتنفيذها فإن وضع الاتفاق موضع التنفيذ هو أهم بكثير من إعداد مسودة الاتفاقية المفترضة نفسها.
• إذا تمكنت الأطراف من الوصول إلى اتفاق حول القضايا الثنائية (الحدود – المياه – نظام أمن الحدود - التطبيع) ووقعت على اتفاق السلام فإن كل طرف سيأخذ الوقت الكافي لقياس ومعايرة أداء والتزام الطرف الآخر.
• سوف لن يكون سهلاً على أي حكومة إسرائيلية حشد وتعبئة الرأي العام الإسرائيلي والكنيست للحصول على تأييد ودعم الإيفاء بالمطالب السورية وعلى وجه الخصوص الانسحاب من الجولان واستعادة سوريا لكامل الأراضي المحتلة بما في ذلك منطقة بحيرة طبرية.
• إضافة إلى ملفات المياه والجوانب العسكرية فإن مشكلة حماية البيئة ستكون ماثلة وحاضرة بين الطرفين.
تطرق الباحث في مقدمة الورقة إلى مدى التأثيرات والارتباطات التكتيكية والاستراتيجية المتبادلة في إدارة ملف المفاوضات على المسار السوري – الإسرائيلي، وإدارة ملف المفاوضات على المسار الفلسطيني – الإسرائيلي ومدى تأثير هذين المسارين على بعضهما البعض وذلك على النحو الذي يحاول بعض الإسرائيليون استخدامه كمجال للحركة والمناورة على خطوط المسارين.
* سباق المفاوضات:
أشارت الورقة البحثية إلى أن المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة والمفاوضات السورية – الإسرائيلية المفترضة الحدوث لاحقاً هي جميعها تدور ضمن بيئة تفاوضية وطنية – إقليمية – دولية، شهدت الكثير من التغييرات التي في مقدمتها:
• انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان.
• صعود قوة حزب الله.
• تزايد قوة التحالف السوري – الإيراني.
• تدهور العلاقات السورية – الأمريكية.
• الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق.
• اغتيال رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان.
• صعود الدور التركي في المنطقة.
وتشير الورقة البحثية إلى أن هذه العناصر والمكونات التي كانت تشكل خلفية المحادثات السورية – الإسرائيلية المتوقعة تتميز بالتباين والاختلاف عن تلك التي كانت تشكل خلفيات المحادثات السابقة. وستلعب هذه التباينات دوراً في التأثير على العملية التفاوضية.
* المطالب السورية والتحفظات الإسرائيلية:
تحت هذا العنوان تعرضت الورقة البحثية من جهة للمطالب السورية التي حددتها دمشق كشرط للسلام مع إسرائيل، وذلك ضمن صيغة الأرض مقابل السلام ومن الجهة الأخرى للتحفظات الإسرائيلية إزاء هذه المطالب.
برغم وضوح المطالب السورية ومشروعيتها فإن الورقة البحثية –كعادة كل الأوراق البحثية الأمريكية والغربية- لجأت إلى محاولة تناول المطالب السورية والتعامل معها ليس باعتبارها حقوق قانونية مشروعة وعادلة وإنما باعتبارها أجندة تفاوضية قابلة للأخذ والرد والمساومات البراغماتية.
وعلى هذه الخلفية، فقد خلصت الورقة إلى اعتماد وجهة النظر القائلة بضرورة تأسيس الاتفاق بين الطرفين على طرح وتقديم الأفكار العملية القابلة للتنفيذ من خلال قابليتها للأخذ في الاعتبار جوهر الاهتمامات الإسرائيلية.
ونلاحظ من خلال خلاصة ورقة معهد السلام الأمريكي أنها وحتى من خلال طرحها الذرائعي فقد سعت وبكل وضوح إلى الإخلال بصيغة توازن المصالح التي درجت على إتباعها والالتزام بها في كل الاتفاقيات والمفاوضات الإقليمية والدولية التي اعتمدت البراغماتية كمعيار وأساس، ولكن ورقة المعهد تجاوزت هذا المعيار عندما زعمت أن من الضروري تأسيس الاتفاق بين الطرفين (سوريا وإسرائيل) على طرح وتقديم الأفكار العملية القابلة للتنفيذ، وبشكل متحيز، ربطت الورقة بين "القابلية للتنفيذ" وبين الأخذ في الاعتبار جوهر "الاهتمامات الإسرائيلية". بكلمات أخرى، لم تربط الورقة بين مفهوم الحقوق العادلة والمشروعة ومفهوم القابلية للتنفيذ وإنما استبدلت مفهوم الحقوق العادلة بـ"الاهتمامات الإسرائيلية" التي تقوم على مفهوم السلام مقابل السلام كوسيلة للاستحواذ على حقوق الآخرين.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد