تفاصيل عملية ضرب المفاعلات الإيرانية وتداعياتها على دول المنطقة
الجمل: نشرت معظم الصحف العالمية الصاردة اليوم 7 كانون الثاني 2007م، الأخبار والمعلومات التي تفيد بأن إسرائيل تخطط لتنفيذ ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.
في إسرائيل نشرت صحيفة أورشليم بوست تقريراً اخبارياً حمل عنوان (الديمقراطيون: إيران النووية تعتبر أمراً غير مقبول) ويستند التقرير إلى السيناتور الأمريكي ستيني هوبار (زعيم مجلس الشيوخ الأمريكي وسيناتور الحزب الديمقراطي الأمريكي عن ولاية ميريلاند).
الذي يقول: إن الديمقراطيين سوف يكونوا أكثر تشدداً من الجمهوريين في مواجهة إيران، إضافة إلى تأكيد السيناتور ستيني هوبار بأن اللجوء إلى القوة العسكرية ضد إيران سوف يظل خياراً محتملاً.
وتجدر الإشارة إلى أن السيناتور هوبار يأتي في المرتبة الثانية بعد نانسي بيلوزي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، والتي تعتبر أيضاً رئيسة الكونغرس، ويعتبر السيناتور هوبار نائباً لها. كذلك يرتبك السيناتور الديمقراطي هوبار بعلاقة مع المجلس الديمقراطي اليهودي الوطني، وقد كان هوبار من الحضور البارزين في الحفل الذي أقامه هذا المجلس على شرف اليهود أعضاء الكونغرس الأمريكي الجديد، كذلك يجد السيناتور هوبار (رئيس مجلس الشيوخ الأمريكي) الكثير من الثناء والتعظيم من قبل المنظمات اليهودية الأمريكية والعالمية، وذلك بسبب تأييده ودعمه غير المحدودين لإسرائيل، كذلك أكد هوبار أن موقف الحزب الجمهوري إزاء إيران سوف يكون مماثلاً تماماً لموقف بوش، والذي يتمثل في العمل والتعاون مع المجتمع الدولي من أجل القضاء على طموحات إيران النووية من جهة، ومن الجهة الأخرى الإبقاء على خيار إمكانية اللجوء لاستخدام القوة.
وتناولت صحف الصنداي تايمز ، الغارديا، الأوبزرفر، موضوع النوايا والمخططات الإسرائيلية الهادفة إلى مهاجمة إيران، وكانت الصحيفة الأبرز في تناول الموضوع هي صحيفة التايمز اللندنية والتي نشرت تقريرين في عدد اليوم 7 كانون الثاني 2007م.
- تحت دائرة الضوء: مهمة إيران.
- بوضوح: إسرائيل تخطط لضربة نووية ضد إيران.
هناك العديد من التقارير والاستطلاعات والبحوث التي تم إعدادها حول القدرات النووية الإيرانية، والنوايا الإسرائيلية- التي تهدف إلى تدمير هذه القدرات.
ومن أبرز المواد الإعلامية والبحوث التي تم نشرها نشير إلى الآتي:
- بحوث ودراسات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية- واشنطن.
- مقالات واستطلاعات وتحقيقات الصحفي الأمريكي سيمور هيرش في مجلة النيويوركر الأمريكية.
- تحليلات ومقالات البوفيسور الكندي ميشيل خوسودوفيسكي.
تتذرع إسرائيل بأنها لن تتحمل ولن يكون في وسعها تقبل فكرة أن إيران سوف تصبح دولة نووية، ويقول الخبراء العسكريون الإسرائيليون بأن إسرائيل سوف تلجأ لاستخدام الضربات العسكرية التكتيكية حتى يتم إيقاف البرنامج النووي الإيراني والقضاء بالكامل على كل بناه التحتية.
المعالم الرئيسية للخطة العسكرية تقول: إن الجنرال الإسرائيلي اليسار شكيدي والذي تم تعيينه مسؤولاً عن قيادة الجبهة الإيرانية المحتملة، قد أصبح جاهزاً فور تلقيه الأوامر من رئيس الوزراء الإسرائيلي من أجل تنفيذ عمليات الهجوم وتوجيه الضربات العسكرية ضد إيران.
الجنرال اليسار شكيدي من قادة القوات الجوية، ومهمته التخصصية تتمثل في تنسيق وترتيب وتنظيم الضربات النووية التكتيكية ضد إيران.
حالياً يوجد سربان من طائرات الهجوم الجوي السريع، الأول في قاعدة عسكرية جوية إسرائيلية بصحراء النقب، والثاني بقاعدة تل نوف العسكرية الموجودة جنوبي العاصمة الإسرائيلية تل إبيب. وقد أكمل هذان السربان الجويان كل التدريبات والتمرينات الضرورية اللازمة لتنفيذ خطة الهجوم ضد إيران.
يستخدم الجنرال اليسار شكيدي شاشات البلازما الكبيرة لمتابعة إجراء تنفيذ الهجوم، وهناك شاشة بلازما كبيرة مخصصة للجنرال شكيدي لكي يتابع حركة الطائرات العسكرية وهي تتقدم جواً باتجاه العمق الإيراني.
كذلك هناك بلازما أخرى كبيرة مرتبطة بشبكات البث الحي للأقمار الصناعية، توضح المواقع النووية الإيرانية.
الهدف الرئيسي للهجوم الجوي الإسرائيلي هو موقع ناتانتز النووي الإيراني (منشأة نووية إيرانية ضخمة توجد في مكان عميق محصن في باطن الأرض، ومشيدة ضمن حماية الحديد المصفح والصخور، وتقع جنوب العاصمة الإيرانية طهران).
السياق العملي للخطة الإسرائيلية يقول بأنه إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإنه سوف يتم شن هجمة جوية بقنبلة تقليدية موجهة بأشعة الليزر، بحيث تخترق الطبقات الاسمنتية المسلحة بالحديد وتنفذ إلى منشأة ناتانتز الموجودة في باطن الأرض، ثم يعقب ذلك مباشرة قيام هجمة جوية أخرى متزامنة يتم عن طريقها إلقاء رؤوس نووية زنة كيلو طن على الثقب الذي تحدثه القنبلة الأولى.
وتقول النظرية: إن القيام بتنفيذ الهجوم ضد منشأة ناتانتز الإيرانية على هذا النحو، سوف يتضمن إحداث انفجار هائل في باطن الارض بحيث يؤدي إلى تدمير المنشأة بالكامل، وفي الوقت نفسه سوف يترتب عليه احتباس انبعاثات الأشعة النووية داخل الأرض.
الهدف الثاني المحتمل هو منشأة تحول اليورانيوم الموجودة في أصفهان، والتي لسوء الحظ –كما يقول الإسرائيليون- يقطن بالقرب منها حوالي 45 مليون شخص، وأيضاً منشأة مفاعل المياه الثقيلة الموجود في منطقة آراك، والتي يشك في أنها تركت فسوف تتطور وتقوم بإنتاج البلوتونيوم الكافي لصناعة القنبلة النووية.
ويقول الإسرائيليون: إن منشآت الهدف الثاني سوف يتم التعامل معها بالأسلحة والرؤوس الحربية التقليدية فقط.
أجرى الطيارون الإسرائيليون العديد من التدريبات والتمرينات التي تعزز قدرتهم في مهاجمة إيران، وكان آخرها قيام الطيران الحربي الإسرائيلي برحلة طويلة ذهاباً وإياباً من إسرائيل حتى مضيق جبل طارق، ثم العودة مرة أخرى إلى إسرائيل، (أي قطع مسافة بالطيران المتواصل يبلغ مداها 2000 كيلومتر ذهاباً وإياباً، وهذه المسافة الفاصلة بين الأهداف الإيرانية –حصراً منشأة ناتانتز- وإسرائيل).
ويقول الخبراء الإسرائيليون بأنه لا توجد في هذه الحالة نسبة نجاح تبلغ 99%، بل المطلوب هو أن تكون النسبة 100% حصراً وفقط لا غير.
كذلك يقول الخبراء الإسرائيليون بأنه توجد حوالي 24 بطارية دفاع جوي حول منشأة ناتانتز الإيرانية، الأمر الذي جعل من هذه المنشأة الموقع الأقوى حماية على الكرة الأرضية.
ويقدر بعض الخبراء الإسرائيليون بأن ثقوب مكثفات الطرد المركزي لهذه المنشأة توجد على عمق 70 قدماً من الخرسانة المسلحة داخل الأرض.
هناك دلائل على أن أدوار سيناريو العدوان الإسرائيلي على إيران قد تم توزيعها بين أمريكا وإسرائيل وحلفائهما، وذلك على النحو الآتي:
- أن تقوم إسرائيل بتنفيذ الضربة العسكرية، بحيث تعلن إسرائيل عن مسؤوليتها عن الضربة، أما الولايات المتحدة فسوف تشارك سراً في تنفيذ هذه الضربة.
- تقوم أمريكا بالآتي:
• تقديم خدمات الإسناد الفضائي بإمداد إسرائيل العدد الاستخبارية عن طريق البث الحي لأقمار التجسس الأمريكية.
• توفير الأسلحة الذكية وطائرات الشبح.
• الإسهام في عملية التشويش الالكتروني الشاملة التي سوف تقوم بها القواعد العسكرية الأمريكية الموجودة في الخليج وأذربيجان وجورجيا وأفغانستان والعراق.
• الضربة الأولى الإسرائيلية من المتوقع أن تعقبها الضربة الثانية الانتقامية التي سوف تقوم بها إيران ضد إسرائيل وضد الأهداف الأمريكية، ومن ثم فإن القوات الأمريكية الموجودة في منطقة الخليج والقفقاز والعراق وأفغانستان سوف تكون متأهبة لتوجيه الضربة الثالثة بهدف القضاء على ردود الفعل الإيرانية.
أما بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من حلفاء أوروبا فسوف تتباين الأدوار والمهام التي سوف يقومون بها ضمن السيناريو:
- بريطانيا سوف تشارك أمريكا وإسرائيل، ولكن بشكل سري للغاية.
- فرنسا وألمانيا وإيطاليا سوف تنضم إلى حملة التبرير السياسي والتغطية السياسية الإعلامية الهادفة إلى جعل الرأي العام العالمي ومنظمات المجتمع الدولي والدول الأخرى تتقبل فكرة أن إسرائيل قد هاجمت إيران من أجل الدفاع عن النفس وأن الأمر قد حدث وبالتالي يجب التعامل مع الموضوع وفقاً لمبدأ ضبط النفس واحتواء الأزمة لتنجب الكارثة والمزيد من الأضرار.
ردود الفعل الأخرى الرافضة سوف تكون كارثية على إسرائيل وأمريكا:
- حدوث هزات شعبية عارمة في كل دول الشرق الأوسط الموالية لأمريكا: تركيا، مصر، الأردن، المغرب، تونس.
- انفجار موجة من الهجمات المسلحة ضد الأهداف والمنشآت الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في العالم، وبالذات في مناطق الشرق الأوسط، جنوب آسيا، الشرق الأدنى، آسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا.
- الإيرانيون لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فمن المتوقع أن توجه إيران ضربة انتقامية هائلة ضد إسرائيل وإذا لم يتم فيها استخدام الأسلحة النووية فمن الممكن أن يتم استخدام الأسلحة التقليدية والرؤوس الحربية الكيميائية ضد المدن الإسرائيلية الرئيسية مثل تل أبيب، حيفا، إيلات... وغيرها.
- الانفلات الأمني في جنوب لبنان سوف يتجاوز قدرات القوات الدولية الموجودة، ولن يستطيع أحد أن يحمي إسرائيل من صواريخ حزب الله، والتي لن تحمل هذه المرة الرؤوس الحربية التقليدية بل ربما تحمل معها المزيد من الشر المستطير ضد الإسرائيليي.
- لن تكتفي إسرائيل وأمريكا بضرب إيران، بل في حكم المؤكد أن يتم استخدام المزيد من الذرائع لاستهداف سوريا، وذلك من أجل تطبيق نموذج استهداف هدفين بعملية واحدة، أي استهداف سوريا وإيران، خلال عملية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
- الحرب البرية سوف تعقب الهجوم الإسرائيلي ضد إيران، وعلى الأغلب أن تحاول إسرائيل شن حرب واسعة هذه المرة ضد سوريا وحزب الله معاً. وهناك الكثير من التلميحات التي تقول: إن الصيف القادم سوف يشهد هذه الحرب.
وأخيراً نشير إلى ما ورد ف صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادرة اليوم 7 كانون الثاني 2007م، في التحليل الاخباري الذي أعده المحرر السياسي ماري وولف، وحمل عنوان (لإسرائيل خطة من أجل تنفيذ ضربة نووية ضد إيران).
وقد جاء في تحليل ماري وولف المتحدث الرسمي للسفارة الإسرائيلية في لندن الليلة الماضية: ان إسرائيل تفضل استخدام الوسائل الدبلوماسية لإنهاء برنامج إيران تخصيب اليورانيوم.
كذلك أضاف قائلاً بأنه لدى الإسرائيليين موقف سياسي ثابت لا يتيغير إزاء المسألة النووية الإيرانية.
وأضاف المحرر السياسي قائلاً: إن الناطق الرسمي للسفارة الإسرائيلية قد رفض التعلق على إمكانية وجود أي سيناريو آخر.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد