تقديرات إسرائيلية للحرب المقبلة مع سوريا وإيران ولبنان
«ما هو عدد الصواريخ التي ستطلق من إيران وسوريا ولبنان على إسرائيل في الحرب المقبلة؟». سؤال طرحه القائد السابق لسلاح الجو الإسرائيلي الجنرال المتقاعد إيتان بن الياهو، في محاضرة ألقاها خلال الأسبوع الحالي، تناول فيها السيناريوهات المستقبلية للحرب، وما تتطلبه من تغيير في العقيدة العسكرية للدولة العبرية.
وبحسب بن إلياهو، الذي تولى قيادة سلاح الجو الإسرائيلي بين العامين 1996 و,2000 فإنّه في حال اندلاع حرب كهذه فستستمر 20 يوماً، وستتعرض خلالها الدولة العبرية لما بين 250 إلى 300 صاروخ طويل المدى، وفقاً لما نقلت عنه صحيفة «هآرتس»، التي ذكرت أنّ مداخلته، تناولت التغيرات في العقيدة الأمنية لإسرائيل في مواجهة المتغيرات في طبيعة الحروب، لجهة التكنولوجيا والمخاطر التي تواجه الدولة العبرية من قبل «أعدائها».
وأوضحت الصحيفة أنّ هذه المحاضرة جاءت بدعوة من «جمعية الدفاع الصاروخي الإسرائيلي»، التي تأسست في أعقاب «حرب لبنان الثانية»، بمبادرة من أفي شنور، الذي عمل لسنوات عديدة كمهندس في الصناعات العسكرية الأميركية.
ورأى بن إلياهو أن العقيدة الأمنية الإسرائيلية، التي وضعت منذ أوائل الخمسينيات، قامت على الأسس التالية: أولاً «المبادرة في الحرب (حرب استباقية)، وفي حال كان ذلك مستحيلاً، فيمكن على الأقل شن ضربة وقائية لتعطيل تحضيرات العدو الحربية، أمّا اذا لم يجد ذلك نفعاً، فإنّ على الجيش الإسرائيلي القيام بعملية قوية، تمكنه من الانتقال إلى المرحلة الثانية: التفوق الجوي»، وثانياً «الاختراق المفاجئ وذلك لتحقيق الأهداف النهائية وإلحاق الهزيمة بالعدو».
وأشار بن إلياهو إلى أنّ «هذه العقيدة اختصرت السيناريو لحرب قد تخوضها إسرائيل على جبهتين أو ثلاث (مصر، سوريا والأردن)، ولهذا السبب، فإن القوة العسكرية، حتى اندلاع حرب يوم الغفران (حرب تشرين) عام ,1973 تأسست على ميزانية تراوحت بين 30 و35 مليار دولار، خصصت لشراء الطائرات والعربات المدرعة وعدد قليل من الزوارق»، موضحاً أنه بناء على ذلك «قامت العقيدة الأمنية على نظام تسلح يمكنه تحقيق المفاجأة والحركة والمبادرة على الأرض... وجعل من الممكن ضرب وتدمير المطارات وكسب الحرب الجوية، فضلاً عن تطوير أسلحة دقيقة بإمكانها تدمير صواريخ أرض ـ جو».
لكنه أوضح أنّ حربي الاستنزاف (1968ـ1970) وتشرين «عطلتا هذه الفرضيات الأساسية، فالعرب استخلصوا درسين أساسيين من هزيمتهم في حرب الأيام الستة (1967)، فأخفوا طائراتهم في صوامع تحت الأرض، واشتروا صواريخ ضد الطائرات، ونتيجة لذلك تعرض الجيش الإسرائيلي لضربة قاسية».
وأضاف أنه بدءًا من نهاية الثمانينيات، وتحديداً بعد حرب الخليج عام ,1991 حين أطلق العراق 40 صاروخ «سكود»، باتت إسرائيل أمام مخاطر إضافية وهي «الهجمات على جبهتها الداخلية، وفترة إنذار قصير (بين بدء الحرب وفتح جبهة إضافية)، وامتداد فترة القتال، إضافة إلى صواريخ غير تقليدية (كيميائية ونووية)»، موضحاً أنّ بعض هذه التهديدات «جاء أكثر حدة خلال حرب لبنان الثانية، وفي قطاع غزة».
وعليه اقترح بن الياهو «زيادة الميزانية الأمنية بشكل كبير إلى 50 مليار دولار، وتحديث العقيدة الإسرائيلية الأمنية، استعداداً لسيناريوهات من الحروب ضد إيران وسوريا ولبنان، وربما دول أخرى، وضد الإرهاب، من خلال أبعاد استراتيجية»، مقدماً بعض الأمثلة من الحرب على لبنان بينها أن «مخزون حزب الله من الصواريخ كان حوالي 14 ألف صاروخ أطلق منها ,4200 بما في ذلك 200 صاروخ متوسط المدى».
وبحسب تقديراته فإن على إسرائيل الاستعداد للحرب المقبلة من خلال المبادئ التالية: الاستعداد لحرب على جبهة إلى ثلاث جبهات، تحطيم العدو على جبهة واحدة، احتواء الجبهة الفلسطينية، ورد (بصواريخ طويلة الأمد) بالنسبة لإيران.
وقال بن إلياهو إنه بالاستناد لسابقة حرب الخليج الأولى في العام 1991 فإن التقديرات هي أن تتعرض إسرائيل في حرب مقبلة مع إيران أو سوريا لما بين 250 إلى 300 صاروخ طويل المدى من طراز «شهاب» أو «سكود» وحوالى خمسة آلاف صاروخ قصير المدى من طراز «كاتيوشا»، معظمها من لبنان. وأضاف أنه «من أجل أن يتمكن الجيش الإسرائيلي من اعتراض هذه الصواريخ فإنه بحاجة لصاروخين مضادين للصواريخ لاعتراض كل صاروخ إيراني أو سوري، ما يعني أن إسرائيل ستحتاج إلى ما بين 500 إلى 700 صاروخ مضاد للصواريخ، إضافة إلى 200 صاروخ في الاحتياط.
ورأى بن إلياهو أنه «في حالة سوريا فإن على اسرائيل أن تحقق تفوقا جويا، ومهاجمة أهداف استراتيجية، بما فيها مواقع إطلاق الصواريخ، من خلال توغل قوات برية». أمّا بالنسبة للبنان «فإنّ اسرائيل تمتلك تفوقاً جوياً، ولذلك فإن عليها التركيز على الغارات الجوية لتدمير الصواريخ المتوسطة المدى، وشن هجوم أرضي ضد الصواريخ القصيرة المدى».
وعلى «جبهة غزة»، اعتبر بن الياهو أنّ «صواريخ القسام وقذائف الهاون في قطاع غزة تمثل تهديداً محدوداً ومستنزفاً وغير مباشر يتطلب الاستعداد لمواجهات من خلال توفير ملاجئ للمدنيين، وتطوير أجهزة إنذار مبكر أكثر تطوراً»، مشدداً على ضرورة «منح الأولوية لتطوير وسائل لمواجهة خطر استخدام أسلحة غير تقليدية ضدها».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد