حسون: إذا لم نبعد الإسلام عن أطراف الصراع فسيكون حجة علينا لا حجة لنا
مفهوم الدولة الدينية، ووصول الإسلاميين إلى السلطة في عدد من البلدان، والنماذج التي قدمها الإسلاميون، أو تجوزاً الإسلام السياسي، وهو المصطلح الذي يقرّ سماحته به لكنه يرفضه، ويرفض تعميمه كان محور حديثنا في جلستنا هذه لمتابعة حديث خاص للغاية، فعرض سماحته لقضايا مهمة، ومنها رسائل النبي (ص) إلى ملوك العالم حينها، وكيف أن النبي اكتفى بصفة العبودية وخاطب الحكام بألقابهم، مستدلاً بهذه الرسائل على قدرة صاحب نور الرسالة أن يقول ما لا يستطيع الساسة أن يقولوه في خطاباتهم للآخرين وللناس ولرعاياهم.
ونبه إلى أن مفهوم الدولة الدينية الإسلامية الذي عمل عليه أعداء الأمة طويلاً له غايات خطيرة تؤدي إلى شرذمة الأمة تحت شعارات براقة، وأن هذه الدعوات ستنتهي إلى دول دينية عديدة متحاربة، وتبعد المجتمع عن مفهوم الوحدة، على العكس من نداءات شعارات الإسلام السياسي، ولعلّ أخطر ما وقف عنده هو أن هذه الجملة ستصل إلى غاية محددة سلفاً هو الاعتراف بدينية دولة إسرائيل، بحجة تكتل دول دينية حولها.
ويعود سماحته إلى بدايات الدعوة ليستلهم ما يناسب حاضرها، فالدعوة بالحب لا بالإكراه، بالإقناع لا بالسيف والقوة، ويرى أن كل دعوة تتم بالسيف تنتهي بمأساوية وطرد مرذول، وكل دعوة تتم بالحب تبقى راسخة ما دامت الحياة.
وفي الجانب الذاتي، واستجابة لطرح أصدقائي حاولت أن أدخل إلى جوهر نفسه ومدى اقتناعه بأنه يؤدي أمانة الإفتاء، فكان سماحته واقعياً عندما أعرب عن شعوره بالتقصير في أداء رسالته، وعن أنه لا يشعر بالرضا، لكنه حسبه أنه استهدى بنور الرسالة المحمدية، واستضاء بتوجيهات والده وشيخه الراحل الجليل أديب حسون، وفي هذه الوقفة فيض من بنوة وعرفان.
• إن أغلب ما يحصل حتى من خلافات فكرية بين المذاهب الإسلامية ناتج عن هذا الدور المتكامل بين السلطتين الدينية والسياسية في مجتمعاتنا ماذا تقول؟
حاول كثير من الخلفاء الأمويين والعباسيين والعثمانيين أن يستعملوا الدين ستاراً لأهوائهم ذهبوا جميعاً وبقي الدين بريئاً من هذا الاستعمال، الدين رسالة، والرسالة تبقى ناصعة لا يستطيع أحد تلويثها مهما حدث، ويبقى الدين بريئاً والرسالة نقية مهما حاول خصوم الدين، وأصرّ على تسميتهم بخصوم الدين.
• استعملوه؟
كيف لا يستعمل والنبي (ص) قال الخلافة بعدي ثلاثون وبعدها يكون ملكاً عضوضاً؟ وكيف سميناهم خلفاء وهم ملوك في نص النبي (ص)؟ كيف سمعنا من بعض العلماء في أيام الدولة العباسية من لم يبايع أمير المؤمنين فهو معاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ابن عم النبي (ص)؟ كيف استعملوا علاقة النسب العباسي في طرد آل بيت النبي؟ كيف استعملوا كلمة أمير المؤمنين وعباءة النبي التي هي اليوم في متحف إسطنبول؟ كيف كانوا يحملونها يوم يتولون الخلافة ثم يجلسون على كراسي الذهب ويشربون الشيش المرصعة بالزبرجد حين يذهبون إلى صلاة الجمعة ويضعون خمسة آلاف مجند في الشمس والحر ليقال لهم أطال الله عمر السلطان ولم يتجرأ يومها العالم ليقول هؤلاء الخمسة آلاف لماذا يحرمون من صلاة الجمعة والجماعة ثم يقفون تحت الشمس والحر والبرد ليقولوا أطال الله عمر السلطان؟! نعم استعمل الدين كثيراً في خدمة السياسة وما زال إلى اليوم في بعض البلدان الإسلامية واليوم حيث تقبل أيدي الملوك على أنهم أبناء النبي وكان النبي (ص) يقول: «لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم لملوكها يعظم بعضهم بعضاً»، نعم إذا لم نبعد الإسلام عن استغلال الطرفين، طرف من يحمل اسم الإسلام لمصلحته الشخصية، وطرف من يحمل اسم الإسلام ليحكم البرية يجب أن نقول إن الإسلام حجة عليكم وليس حجة لكم، وما نشهده اليوم من دعوات إسلامية، ودعوات مضادة يمثل أسوأ ما يكون تجاه المفهوم الإسلامي النقي، والإسلام ليس كما يصوره اليوم المتحمسون له الداعون إليه، وليس مخيفاً يمثل (فوبيا) كما يحاول خصومه أن يقدموه. الإسلام رسالة ومبادئ لحياتنا.
الإسلام هو الذي يوجه الأخلاق والقيم لا ينازعك في سلطانك إذا كنت أياً كنت، ما دمت تخدم الإنسان ولا تصارعه في عقيدته وقيمه وأخلاقه، وأنت أيها العالم الذي تأكل التين بالدين والمال بالدين رزقك مقسوم وعمرك محتوم، فخف الله في أن تحكم الدين بهواك لترضي أهل الأهواء في مجتمعك، لذلك استعمل الدين حينما قيل للنبي (ص) «اترك ما أنت عليه ونجعلك ملكاً»، فيومها لو لم يكن صاحب رسالة لفعل ذلك وسيدنا موسى رُبيّ في قصر فرعون وترك القصر وذهب إلى هناك إلى الصحراء ليعود إلى فرعون ويقول «هل لك إلا أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى» ولم يطلب منه ملكاً ولا سلطة.
وسيدنا عيسى عليه السلام قال: «ما لقيصر لقيصر، وما لله لله» ليس معناه أنه جعل قيصر كالله عز وجل وإنما قال لقيصر كن مع الله في ما يريد منك لكن معك فيما تريد منا.
كن يا قيصر مع الله فيما يريد منك يكن معك، لأنك يومها لم تحكم الإنسان ضد مشيئة الله عز وجل، هذا ما فعله الأوروبيون بعد الحربين العالمية الأولى والثانية، يوم قتل ستون مليوناً باسم الأرثوذكسية ثم انتبهوا أن الذي كان يلعب برقابهم هم السياسيون ويستعملون الدين ليبرروا أفعالهم.
• لكن شارك الدين وشارك الباباوات؟
نعم لذلك منع هؤلاء الأوروبيون الكنيسة أن تتدخل بشؤونهم السياسية، وقالوا لهم الرئيس يريد أن يذهب إلى الكنيسة يذهب، يريد ألا يذهب لا يذهب، لكن لا تفرضوا على الناس آراءكم وتتحالفوا مع الحاكم لتكونوا ضد الشعب كما يفعل ببعض البلدان العربية! يوم يصدر خمسون عالماً فتوى ضد سورية وينسون إصدارها من أجل فلسطين وأبناء فلسطين يذبحون، جندوا مئة قناة تلفزيونية دينية لشتم بعضنا بعضاً، انظر إلى قنواتنا الدينية مهمتها تكفير بعضنا بعضاً، أهذا هو الدين الذي يبدأ الله قوله فيه «الحمد لله رب العالمين»، ولم يقل رب المسلمين ورب الشافعية ورب الشيعة ورب الأحناف، قال رب العالمين، فلماذا لا نستطيع أن نستوعب بعضنا بعضاً، لذلك ما حدث من حروب بعد النبي (ص) وسماها البعض فتوحات وسماها البعض غزواً، أقول لكم بصدق، إن أي بلد دخله الإيمان بالحب لا بالسيف مكث فيه وبقي فيه، وكل مكان دخل فيه الدين بالسيف طرد منه بالعصا، فالله تعالى لو أراد أن يدخل الدين في قلوب الناس بالقوة لفعل ذلك وبرمج البشر على ذلك، ولكن تركهم ليختاروا دينهم، فلا تكره أحداً بسيفك ولا بسياستك ولا بمذهبك على أن يأخذ دينك أو مذهبك إنما أطلق من قلبك نور الحب والصفاء وادعوه إلى السعادة فإن قبلها منك فأنت سعيد به، وإن لم يقبلها منك فادعو له بالهداية ولا تجابهه بالكفر والإلحاد والذم والتهديد بالقتل، فإنك لست إلهاً إنك بشر والله هو القادر.
• هل تؤمن بدور سياسي لعلماء الدين أم لا؟
دور علماء الدين هو دور الرسل عليهم الصلاة والسلام فما تدخل الرسل بالسياسة قطعاً إنما كانوا دعاة لا قضاة فانظر إلى آخر رسالة كتبها الإمام الخميني إلى غوربتشوف واقرأها بهدوء، بالله عليك لو كان الخميني رئيساً لدولة أيتجرأ أن يكتب هذه الرسالة، لو كتبها وهو رئيس دولة لقال له غوربتشوف سأقطع العلاقات معك، من أنت حتى تدعوني ولكن لما استعمل كلمة الرسالة استطاع أن يدعو غوربتشوف وهذا ذكرني برسائل النبي (ص) إلى كسرى إلى قيصر، من محمد عبد الله ورسوله إلى كسرى ملك الفرس إلى هيرقل عظيم الروم إلى النجاشي، تصور هو أعطى نفسه كلمة عبد الله ورسوله وخاطب الآخر بملك، إذاً أعلمهم بأنه لا يريد ملكاً، ولا يريد تدخلاً سياسياً إنما كان يريد الإصلاح، هذه رسالة كل علماء الدين لا يريدون مناصب سياسية ولا مناصب مالية ولا مناصب مذهبية فإن أرادوها.. أرجوهم.. أرجوهم ألا يسموا أحزابهم باسم الإسلام فالإسلام لم يأت حزبياً، ولم يأت طائفياً ولم يأت مذهبياً ولم يأت لترث منه مناصب وتورثها لأولادك، إنما جاء الإسلام ليكون سعادة للبشرية، لهذا جاء الأنبياء عليهم السلام بالرحمة للعالمين، فاسمع كلام سيدنا عيسى عليه السلام وهو يقول: «والسلام عليّ» فهو حامل السلام واسمع كلام الله للنبي عليه الصلاة والسلام «وما أرسلناك إلا رحمة» ولم يقل حاكم ولم يقل سُلطان ولم يقل ملك إنما أرسلناك رحمةً ولم يقل للمسلمين إنما للعالمين فليرحم المسلمون العالم من ضياعهم اليوم وليرحم المسلمون بعضهم بعضاً وعلينا أن نتنبه جيداً، فعندما نسمي أحزابنا أحزاباً دينية، وندعو إلى أن يكون الإسلام الدين حاكماً، فإنما نفعل ذلك لنسبغ على دولنا سمة الدولة الدينية، وهذا يسوّغ لليهود أن يقيموا دولة دينية مقابل كل الدول الدينية الإسلامية التي تحيط بهم!
ويتجاهل كثيرون أن هذا إذا حدث إنما يخدم ضياع فلسطين، ويخدم قيام دولة دينية يهودية في فلسطين، ويخدم تقسيم المنطقة برمتها إلى دول دينية هنا وهناك!
إذا حدث هذا لنسأل أنفسنا: هل هذا مفهوم الدولة الإسلامية؟ وهل جاء الإسلام ليكون دولة محدودة أم ليكون رسالة إنسانية عالمية؟
• ألم يستغل الساسة على الدوام شهوة علماء الدين للسلطة والظهور؟
حاول عدد من حكام الدولة العثمانية والعباسية والأموية واليوم حاولوا كثيراً أن يستعملوا رجال الدين في خدمة أهوائهم السياسية.
• ونجحوا؟
نجحوا في حياتهم ولكن مسحوا تاريخهم، فاستثمارهم واستغلالهم الدين انقلب عليهم، وها نحن بعد مئات السنين نتحدث عنهم، ونستنكر ما فعلوه، فهل المهم أن ينجح الإنسان في غاياته الدنيوية فقط؟
• أنا الذي يعنيني في الحياة أنهم نجحوا في إفساد حياة أتباع الدين؟
اكتشف الناس أنهم لم يكن يهمهم الدين، إنما تهمهم السلطة فانظر إلى الحسين بن عليّ رضوان الله عليه والسلام ويزيد أين يزيدٌ وأين الحسين؟ بعد 1400 سنة، انظر إلى زينب التي يحتفل بها في كل عام في مصر وغيرها، ولا يحتفل بحكام ذاك الزمان، فأقول لكل من يريد أن يستغل الدين لخدمة سلطته لا تفعل ذلك فإن الدين له ربٌ يحميه، فسيقضي عليك وعلى رجل الدين الذي يبيع دينه لخدمتك لأيّ أمر كانت خدمته غير العقيدة السامية، حينما يقول الرئيس بشار الأسد أريد منكم أن تعلموا الناس إسلام الإسلام، لماذا قال إسلام الإسلام ولم يقل إسلام سورية إسلام السعودية وإسلام مصر؟! إسلام الإسلام لكي لا يستغل أحد هذا الإسلام فيكون الإسلام حجة على علماء الدين وعلى الرئيس حجةٌ بالغة «فما تغن النذر» لذلك قال تعالى بعدها «بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر»، فتعالوا نخدم الإنسان بالإسلام وليس نستخدم الإسلام لخدمة أهوائنا وشهواتنا.
• باختصار ما مبلغ رضا سماحة المفتي عن أدائه لرسالته؟
مازلت مقصراً كثيراً في أداء رسالتي فالرسالة تتطلب مني أكثر من هذا العمل الذي تأخرت به كثيراً، نعم سيسألني الله عز وجل عن الأمانة التي وضعت في عنقي، ويوم حملتها من طفولتي حتى اليوم حملتها رسالة لا وظيفة، وأرجو الله أن يعينني لأداء هذه الرسالة لأوصلها للناس كما فهمتها، دين لا يكره ولا يحقد إنما يسعد ويبني ولا يهدم، نعم، لست راضياً عن نفسي وعن عملي، مقصرٌ وأعترف بذلك وأدعو الله أن يعينني لأستطيع أن أتم الرسالة التي بدأتها منذ عام ستة وستين يوم صعدت أول منبر في حياتي، وقرأت قول الله عز وجل في أول خطبة لي.
بسم الله الرحمن الرحيم: «ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين»، تلك كانت أول خطبة لي وأنا في الصف التاسع وقفت على المنبر وما زالت هذه الآية تعود إلي كل يوم «فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين».
• الرسالة من الستينيات أو من تسلم الإفتاء؟
الإفتاء جزء من رسالتي لم أكن يوماً أنظر إلى الإفتاء كمنصب إنما نظرت إليه كأمانة في عنقي، سلمت إلي من قائد هذه الأمة، لأخدم هذه الأمة لا لأستخدم الإفتاء، وأرجو الله أن أكون خادماً لهذه الأمة في رسالتي، وأن أكون صادقاً مع قائد هذه الأمة يوم وضع هذه الأمانة في عنقي، لأنني أرجو الله ألا أكون قد منعت النصح لأحد من أبناء الأمة ولا لحكام الأمة، ولقد التقيت عدداً من علماء الأمة وكنت صادقاً في نصحي لهم ولم أكن يوماً مداهناً لهم ولا مرضياً لهم على حساب ديني، والقاعدة التي أخذتها في عمري وأختم بها حديثي «علم الله فيني يكفيني.. علم الله فيني يكفيني» فإنني سأعود إلى الله وسيسألني ويكفيني أنه يعلم ما عملت في حياتي وما أنويه في مسيرتي أسأل الله لسورية العزة والكرامة.
• متى جاء أستاذك وأبوك بعد رحيله ليربت على كتفك؟
ما غاب عني أستاذي ووالدي في موقف من المواقف التي وقفتها لأستاذ ولوالد ومن كرم الله علي أن أستاذي كان شيخي ووالدي ودلني على الحب لكل عباد الله وما عرفته كارهاً يوماً لمخلوق أبداً، إنما كان يأمرني أن أكون خادماً للإنسانية، خرج من الدنيا ولم يملك درهماً واحداً ولكن ملك قلوباً كثيرة، نعم هكذا كان والدي وشيخي وعرفني أن أتعلم من كل العلماء، من كان منهم مصيباً أن أتعلم منه وأدعو له أن يجزيه خيراً، ومن كان منهم مخطئاً أتعلم منه كيف أبتعد عن الخطيئة وأدعو الله تعالى أن يدله على الصواب، لذلك ما غاب عني أستاذي وشيخي رحمه الله الذي أخذني وأنا ابن ثلاثة أيام بين يديه وقال لي كلمة ذكرني بها كثيراً، أخذتك عند الشيخ فلان، فقال يا شيخ أديب اعتن بهذا الغلام ليكون خادماً للإسلام بإذن الله، وأرجو الله أنني خادم لديني وخادم للبشرية جمعاء فأنا صاحب رسالة، أرجو الله أن أؤديها بحب للعالم.
والدي لم يغب عني بحبه للناس وبصلاحه وزهده، أمل أن أكون طالب علم، وأن أكون خادماً للإسلام ورسالته، وأنا كذلك أنهج ما تمناه لي، وآمل ألا أكون قد انحزت عن الطريق التي اختارها لي.
سألتني صديقي عن والدي وشيخي، ولكنني أصنف أثر الوالدة – رحمها الله تعالى- فهي التي كانت ملاذي وقوتي وعدتي في طريق الحياة، وفي كل لحظة من لحظاتي تعيش معي وتدفعني بأنفاسها وتوجيهاتها التربوية التي تعجز عنها اليوم أهم خريجات الأكاديميات التربوية، إنها تشبه نور الرسالة بفطرتها وعفويتها.
قلت قبل قليل بأنني أرى نفسي مقصراً في أداء رسالتي، ولا أقول هذا من باب التواضع كما قد يظن، لكنني أقوله بصدق، وكل من عرفني وسمعني وجلست إليه يعلم أنني أنزع عني ثوب العجب، ولم أعجب يوماً بما قلت أو فعلت، فقد تعلمت من والدي وشيخي كل ما أنا فيه وعليه، وكلي أمل أن أقف بين يدي الله وقد رضي عني، وغفر لي أخطائي التي مصدرها إنسانية الإنسان، ومن هنا أقول لك: سأستمر في أداء رسالة الإسلام الإنسانية من أي مكان كان، وبأي طريقة كانت، لأن هذه الرسالة أمانة في الأعناق وواجب، وليست ميزة كما يراها كثيرون.
الإسلام رسالة وعقيدة، نور وهداية، وعلى نهج الرسل علينا أن نسير لتسعد البشرية بنور الهداية لا بنار السلطة وشهوة الحكم وشتان ما بين رسالة وملكية.
حوار اسماعيل مروة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد