حسون: يجب إيقاف تدفق السلاح والإرهابيين ودعم جهود حل الأزمة

09-06-2013

حسون: يجب إيقاف تدفق السلاح والإرهابيين ودعم جهود حل الأزمة

تحت عنوان "سورية.. الطريق نحو السلام" عقدت منظمات غير حكومية بارزة لقاء في مقر الأمم المتحدة بجنيف برعاية الممثلية الدائمة لروسيا لدى الأمم المتحدة بمناسبة الدورة الثالثة والعشرين لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وقالت الخارجية الروسية في بيان لها أمس: إن جميع الوفود المشاركة في اللقاء اتفقت في الرأي حول "وجوب تحقيق الحل السلمي على أساس بيان جنيف وعبر حوار وطني سوري سوري تتمثل نتيجته في حل الأزمة من قبل السوريين انفسهم وتوفير جو يتيح لجميع السكان الشعور بالأمن بغض النظر عن انتماءاتهم الإثنية والدينية أو آرائهم السياسية".

وأعربت الوفود عن تقديرها الكبير لدور روسيا في حل الأزمة في سورية ولا سيما على ضوء المبادرة لعقد مؤتمر دولي حول سورية في جنيف.

وفي رسالة وجهها إلى المشاركين في اللقاء دعا سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية إلى "ضرورة إيقاف تدفق السلاح وإدخال الإرهابيين إلى سورية والعمل الجاد ودعم الجهود السلمية لحل الأزمة" متوجها إلى المعارضة السياسية خارج سورية بالدعوة إلى العودة لأرض الوطن.

وحث المفتي حسون الجهات التي تناقش الوضع في سورية وتراقبه عبر مجلس حقوق الإنسان إلى التحلي بالموضوعية والحياد عند اتخاذ القرارات داعيا الجميع لزيارة سورية ومتابعة الحقيقة كما هي بدلا من تشكيل قناعات عبر وسائل الإعلام.

وقال حسون: نحن بانتظار استقبال أي لجنة ترسلها الأمم المتحدة أو منظمة حقوق الإنسان لنطلعها على الحقائق كاملة.

وأشار المفتي حسون في رسالته إلى أن المجموعات التي تحركت ونادت بمطالب اجتماعية واقتصادية لم تتخذ طرقا سياسية في التغيير بل اتخذت السلاح والأحزاب الدينية طريقا وقد استغل هذه الفوضى أناس حملوا السلاح باسم التغيير وبدؤوا بالقتل لإشعال نار الفتنة بين أبناء المجتمع وقاموا بخطف رجال الدين من مسيحيين ومسلمين بل قتل وتصفية بعضهم.

وأكد المفتي حسون أن وسائل الإعلام المضللة والمعادية لسورية تكذب في أخبارها وتضلل الرأي العام مدعومة بقوة المال كما أن دولا تدعم المجموعات الإرهابية بالسلاح والعتاد رغم أن هذه المجموعات رفعت شعارات تزيد في تأجيج الصراع باسم الطائفية والمذهبية وأدخلت الأسلحة إلى المساجد والكنائس وتم الاحتماء بالمدنيين واستخدامهم دروعا بشرية.

وأشار المفتي حسون إلى أن جهات داعمة للإرهابيين دفعتهم لسرقة المصانع والآلات والمواد الأولية الخام لغضعاف الاقتصاد السوري.

وأضاف المفتي حسون أن الإصلاح مطلب شعبي ووسائله أصبحت أكثر حضارة من ذي قبل والتغيير نحو الأفضل فطرة بشرية أما استخدام الوسائل الوحشية من قتل للبشر وهتك للأعراض ونهب للأموال وتمثيل بالجثث وأكل قلوب أصحابها وتدمير للبنى التحتية وإضعاف الاقتصاد وتشتيت للعائلات وتهجير للسكان وإقصاء للانسان حسب معتقده الديني فهي وسائل تستخدمها المجموعات الإرهابية المسلحة التي دخلت إلى سورية عبر الحدود المفتوحة بالتواطؤ مع دول الجوار وبدلا من أن تكون الدول متعاونة على ضبط الحدود كانت ميسرة وداعمة لتمرير المقاتلين والسلاح إليهم.

من جهته أكد ألكسي بورودافكين ممثل روسيا الدائم في مقر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أن "خطرا يتهدد الأقليات الدينية بمن فيهم المسيحيون في سورية من جانب المجموعات المسلحة المتطرفة التي تعلن بصورة سافرة عن نواياها لفرض أنظمتها الخاصة بها علما أنه لا وجود لأي جامع يجمع أهدافها بإشاعة الديمقراطية في سورية".

وشدد بورودافكين على عدم وجود بديل للتسوية السلمية للأزمة في سورية على أساس بيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران من العام الماضي مؤكدا أن روسيا تواصل بذل الجهود لعقد مؤتمر دولي حول سورية بهدف إطلاق حوار سوري سوري.

كما دعت يلينا اغابوفا نائبة رئيس الجمعية الأرثوذكسية الامبراطورية الروسية الفلسطينية وناتاليا ناروتشينسكايا مديرة معهد باريس إلى حماية الأقليات الإثنية والدينية في سورية وأشارتا إلى أن تأجيج العداوة الدينية من قبل المتطرفين يهدد التوازن في المنطقة بأسرها.

وقدم ممثلون بارزون للأوساط الدينية والسياسية والاجتماعية في سورية وبلدان المنطقة الذين شاركوا في اللقاء أدلة دامغة على العنف الذي يقوم به المسلحون في البلاد والذين أصبحوا انفسهم ضحايا له وشهودا عليه وتحدثوا عن كيفية قيام المجموعات المسلحة غير الشرعية التي تردها الأسلحة والأموال من الخارج وتستكمل قواها بجهاديين أجانب بارتكاب جرائم وحشية ضد الأقليات القومية والدينية وتدمير المساجد والكنائس وإرغام اتباع مختلف الأديان على النزوح من أماكن سكناهم التاريخية.

وطالب المشاركون في اللقاء ممولي المعارضة المسلحة الخارجيين بوقف دعمهم للمتطرفين الذين يهددون وجود سورية والاستقرار في المنطقة مشيرين إلى الدور الهدام للعقوبات الاقتصادية أحادية الجانب التي يعاني منها الشعب السوري.

وفي الشأن ذاته قالت قناة فيستي التلفزيونية الروسية "إن نافي بيلاي المفوضة العليا لحقوق الإنسان التي كانت تطالب بإدانة السلطات السورية قبل شهر واحد فقط اتهمت اليوم جبهة النصرة المعارضة بارتكاب أعمال العنف والتعذيب واستخدام الأطفال في العمليات القتالية ضد الجيش النظامي".

وأعربت بيلاي عن القلق لتصعيد العنف في سورية بما في ذلك على أرضية إثنية ودينية والذي يعود سببه بدرجة كبيرة إلى أعمال مجموعات إرهابية ترتبط بالقاعدة مثل "جبهة النصرة" مبدية تأييدها للجهود الروسية الأمريكية الرامية إلى عقد مؤتمر دولي حول سورية.

من جهتها قالت ميريدا كوريغان الحائزة جائزة نوبل للسلام: "إن ما يدور في سورية ليس حربا دينية مشيرة إلى أن آلاف المقاتلين الأجانب منهم أوروبيون في صفوف المعارضة المسلحة لا يستطيعون مغادرة سورية لأن متزعمي المجموعات المسلحة ينتزعون منهم النقود وجوازات السفر والوثائق الشخصية".

واقترحت منظمة سويسرية غير حكومية تقديم مساعدتها للأسر الأوروبية التي ذهب أبناؤها لـ "الجهاد" في سورية للبحث عنهم ولكن الصحافة الأوروبية لا تنشر مثل هذه الإعلانات.

وقالت باهار كوميونغور رئيسة معهد السلم والعدالة: "إننا في صدمة بعد أن رفضت صحيفتان فرنسيتان كبيرتان تلبية نداءاتنا وقد توجهت أمهات هؤلاء الشباب إلى البلدان الأوروبية وتركيا وسورية برجاء المساعدة في البحث عن أبنائهن الذين وقعوا في شرك الجهاديين ولكن السلطات الفرنسية تجاهلت الأمر وبدلا من ذلك فقد أثارت وسائل الإعلام البريطانية والفرنسية ضجة مفتعلة حول الأسلحة الكيميائية بغية الوصول لحل عسكري للأزمة".

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...