خارطة التحالفات القوقازية المتوقعة بين تركيا – روسيا - أرمينيا

03-03-2009

خارطة التحالفات القوقازية المتوقعة بين تركيا – روسيا - أرمينيا

الجمل: بدأت تظهر بعض المعالم والمعطيات التي تشير لجهة حدوث المزيد من التغييرات الجديدة في خارطة التحالفات الإقليمية القوقازية وذلك على خلفية نجاح أنقرة في تفعيل علاقات خط أنقرة – إيريفان (الأرمنية) وعلاقات خط أنقرة – موسكو.
* خارطة التحالفات القوقازية القديمة:
بمجرد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفيتي، سعت الولايات المتحدة وتحديداً محور واشنطن – تل أبيب إلى التعاون من أجل الآتي:
• دعم وتعزيز كل الجمهوريات التي استقلت عن الاتحاد السوفيتي وكونت دولاً مستقلة وتحديداً: أذربيجان – أرمينيا – جورجيا، إضافة إلى أوكرانيا ومولدافيا.
• إدماج دول القوقاز الجديدة الثلاث (أذربيجان – أرمينيا – جورجيا) ضمن تحالف يضم تركيا (حليف الولايات المتحدة الرئيسي في المنطقة) وإسرائيل (حليف الولايات المتحدة الرئيسي في المنطقة).
• دعم صعود القوى الموالية للغرب في الدول القوقازية الثلاثة (أذربيجان – أرمينيا – جورجيا).
وبالفعل، استطاع محور واشنطن – تل أبيب الإشراف على إشعال "الثورات الملونة" التي تضمنت الثورة الوردية التي أسفرت عن صعود ميخائيل ساخاشفيلي (رئيس جورجيا الحالي والحامل للجنسية الأمريكية) الصديق المقرب لديك تشيني وزعماء جماعة المحافظين الجدد.
أما في أذربيجان فقد نجح محور واشنطن – تل أبيب في استغلال وتوظيف نتائج الحرب الأرمنية – الأذربيجانية بما أدى إلى تحويلها إلى "صراع جامد" تم استغلاله ضمن صيغة اللاسلام – اللاحرب، ولكن مع جعل أذربيجان تقع تحت دائرة تهديد الخطر الأرمني وذلك على النحو الذي أتاح لمحور واشنطن – تل أبيب ابتزاز النظام الأذربيجاني الموالي للغرب والعاجز عن خوض المواجهة العسكرية ضد أرمينيا وبالمقابل فقد اضطرت أرمينيا إلى تعزيز روابطها مع روسيا بحيث تتعادل موازين القوى بينها وبين أذربيجان. بكلمات أخرى، فقد أخذ ميزان القوى صيغة المواجهة في الصراع بين أذربيجان المدعومة أمريكياً وأرمينيا المدعومة روسياً.
ارتبطت تركيا خلال فترة ما قبل حزب العدالة والتنمية في تحالفات إقليمية مع جورجيا وأذربيجان وبالضرورة أصبحت علاقات تركيا أكثر توتراً مع أرمينيا.
* خارطة التحالفات القوقازية المتوقعة:
بعد صعود حزب العدالة والتنمية إلى السلطة سعى محور واشنطن – تل أبيب إلى ترويض أنقرة ولكن تزايد الخلافات مع أنقرة أدى إلى توتر العلاقات بينها وبين محور واشنطن – تل أبيب وتحديداً في الآتي:
• ملف أزمة شمال العراق.
• ملف أزمة البرنامج النووي الإيراني.
• ملف استخدام إسرائيل للأجواء التركية في استهداف سوريا.
• ملف الموقف التركي إزاء الصراع العربي – الإسرائيلي.
• ملف السياسة التركية الجديدة الساعية للانفكاك عن التبعية.
على خلفية نتائج الحرب الجورجية – الروسية وتعزيز حزب العدالة والتنمية موقفه في الساحة السياسية التركية بعد تغلبه على معارضة حلفاء محور واشنطن – تل أبيب فقد بدأت دبلوماسية أنقرة تسعى باتجاه الآتي:
• بناء الروابط مع سوريا.
• بناء الروابط مع أرمينيا.
• بناء الروابط مع إيران.
• بناء الروابط مع روسيا.
إضافة لذلك، سعت دبلوماسية أنقرة إلى الاحتفاظ بعلاقات التعاون الهادئ مع أذربيجان مع السعي لحل الخلافات الأذربيجانية – الأرمنية.
شهدت الأسابيع الماضية قيام الرئيس التركي عبد الله غول بزيارة روسيا وعقد المزيد من الاتفاقيات الروسية – التركية إضافة إلى نجاح الدبلوماسية الوقائية التركية في تقريب وجهات النظر الأرمنية – الأذربيجانية حول أزمة السيادة على إقليم ناغورنو كرباخ.
وحالياً تقول المعلومات والتسريبات أن أرمينيا أصبحت أكثر انفتاحاً إزاء بناء العلاقات والروابط مع تركيا وأذربيجان إضافة إلى ذلك نقل التسريبات الصادرة اليوم من أرمينيا أن السلطات الأرمينية طلبت من أنقرة الدخول في ترتيبات التعاون المشترك في جهود البرنامج النووي الأرمني ومن المعروف أن في أرمينيا مفاعلاً نووياً ظل يعمل بانتظام منذ أيام الاتحاد السوفيتي السابق.
رغبة إيريفان الأرمنية بالتعاون النووي مع تركيا تحمل من الأبعاد غير المعلنة أكثر مما هو معلن فأرمينيا ترعى برنامجها النووي بإشراف روسي، وبالتالي فإن دخول أنقرة على الخط معناه دخولها طرفاً على خط التعاون النووي الروسي – الأرمني.
إضافة لذلك تجدر الإشارة إلى أن أنقرة قد عبرت مراراً وتكراراً لحليفتها واشنطن عن رغبة تركيا في تنفيذ البرنامج النووي التركي ولكن بسبب مماطلة واشنطن التي يعتقد الأتراك أنها ناتجة عن الرفض الإسرائيلي لقيام البرنامج النووي التركي فقد لمحت تركيا إلى أنها ستسعى إلى الاستعانة بأطراف أخرى لتطوير برنامجها النووي الخاص.
بالتالي فعلى الأغلب أن تشهد الفترة القادمة انفتاحاً كبيراً في العلاقات الروسية – الأمريكية وكذلك تعاوناً نووياً روسياً – تركياً وإن كان تحت الغطاء الأرمني بما يتيح لأنقرة تعزيز خطواتها إزاء تطوير البرنامج النووي التركي.
حتى الآن لم يظهر أي رد فعل أمريكي أو إسرائيلي إزاء التسريبات الأرمنية الجديدة المتعلقة بالتعاون النووي مع تركيا ولكن على الأغلب أن تسعى واشنطن إلى تديم المزيد من الوعود لتركيا إضافة إلى احتمالات قيام إسرائيل بالدخول على نفس الخط وذلك لأن دخول أنقرة على خط التعاون النووي مع روسيا سيكون له تداعياته الكارثية على الحسابات الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية في المنطقة!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...