خطة غربية للتعامل مع زعماء القبائل السورية في المسألة العراقية

19-11-2006

خطة غربية للتعامل مع زعماء القبائل السورية في المسألة العراقية

الجمل:   نشر موقع انتي وار، الأمريكي المناهض للحرب، مقالة أعدها هيوغ مالكيود، مراسل صحيفة الصنداي تيليغراف، بتاريخ 19 تشرين الثاني 2006، حملت عنوان: (الغرب يتطلع لقبيلة سورية من أجل استرضاء وتهدئة السنة).
ويشير المقال إلى الشيخ نواف راغب البشير والسنوات العديدة التي أنفقها في حل الخصومات والنزاعات والخلافات بين الرعاة والمهربين على طول امتداد الجزء الأوسط والجنوب من خط الحدود الذي لم يتم ترسيمه بين سوريا والعراق. كذلك يشير الكاتب إلى أن هذا الشيخ له من النفوذ وقوة التأثير في هذه المنطقة  ما يجعل كلمته نافذة مثل القانون تماماً.
على خلفية ما أطلق عليه قيام طوني بلير بإعطاء الفرصة لسوريا لكي تخرج من (محور الشر)، يفترض كاتب المقال أن زعماء القبائل على الحدود السورية- العراقية، أصبح مطلوباً منهم العمل من أجل استرضاء وتهدئة السنة العراقيين الموجودين في غرب العراق، ودفعهم لعدم المقاومة والتعرض لقوات التحالف الأمريكي الغربي الموجودة في العراق.
كذلك يشير المقال إلى بعض الملاحظات، والوقائع، والتي من أبرزها:
- أن سوريا لم تلعب دوراً كبيراً في تهدئة واستقرار العراق.
-  الاتهامات الأمريكية لسوريا بتسهيل حركة عبور المقاتلين والأسلحة إلى داخل العراق.
- تزايد قناعة الغرب بإمكانية حدوث تحول في الموقف السوري إزاء وجود القوت الأمريكية- الغربية في العراق.
واستناداً إلى هذه الملاحظات والوقائع، يقول الكاتب هوغ مالكيود: إن طوني بلير رئيس الوزراء البريطاني قد أرسل السير تاغيل شينوالد مستشار السياسة الخارجية البريطانية، إلى دمشق خلال الشهر الماضي، وذلك لاستكشاف قنوات الحوار بين دمشق ولندن.
ويضيف الكاتب قائلاً: انه طالما أن أي مفاوضات مستقبلية سوف يتم إجراؤها على المستوى الحكومي، فإن الشخصيات من أمثال شيخ نواف رجب البشير من الممكن أن تلعب دوراً هاماً على الصعيد الميداني.
يصف الكاتب موقف سوريا التفاوضي بانه يتميز بالقوة، وذلك بسبب علاقاتها الوثيقة مع حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.. ويقول: إن الدبلوماسيين الغربيين يطرحون التركيز في الحوار مع دمشق على المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها سوريا من جراء قيام تنظيم القاعدة بنقل عملياته وتمديدها من العراق وسوريا، إذا تزايدت أنشطة المقاومة السنية في العراق، وبالتالي من الممكن أن يؤدي هذا الرأي إلى جعل سوريا تقتنع بأنه إذا لم تتعاون مع أمريكا والغرب في العراق، فإنها سوف تواجه خطر القاعدة!!
استناداً الى ما ورد في مقال هوغ مالكيود، نقول: إن السياسة البريطانية ظلت حتى الآن تستند على معطيات خبرة السياسات الماضية التي كانت تطبقها حكومة (صاحبة الجلالة) الامبراطورية البريطانية، في مستعمراتها السابقة في افريقيا، والهند، وهي سياسات كانت تقوم على أطروحة استخدام السكان المحليين في تطبيق أجندة وزارة المستعمرات البريطانية، وذلك عن طريق إغراء زعماء القبائل والعشائر بمنحهم الألقاب (الملكية البريطانية)، مثل لقب (سير) وخلافه، إضافة إلى مدهم بالمال والهدايا.. وانطلاقاً من الحقيقة القائلة بأن التاريخ لا يتكرر، حتى لو تشابهت الوقائع والأحداث، فإن استخدام السكان المحليين، على طريق استخدام القطعان هو أمر غير ممكن، وذلك لأن ما لا يعرفه الكثير من الساسة الغربيين حالياً، أن ثورة التعليم وقوة المشاعر الوطنية، قد غيرت وبدلت تماماً الأوضاع القبلية والاجتماعية التي كانت سائدة أيام الامبراطورية البريطانية، ولم تعد القبائل العربية قطعاناً، ولم يعد زعماء وشيوخ هذه القبائل قادة القطعان كما كانوا في الماضي.
الخطة الأمريكية- البريطانية، واضحة، من مضمون المقال، وتهدف بوضوح إلى الضغط على سوريا لكي تضغط على زعماء القبائل الموجودة على الحدود السورية- السورية، لكي يتعاونوا مع قوات الاحتلال الأمريكي، ولكن لم يتطرق كاتب المقال إلى كيفية قيام زعماء هذه القبائل بإقناع ذويهم وأبناء عمومتهم بالتعاون مع القوات الأمريكية التي ترتكب المجازر يومياً في حقهم في الرمادي... وغيرها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...