خلافات المعارضة الليبية وبوادر انقسامات تهدد وحدة الأرض الليبية
الجمل: برزت في الساحة السياسية الليبية مؤخراً المزيد من المؤشرات الدالة على أن ليبيا سوف تقدم على مرحلة خلافات داخلية جديدة في مرحلة ما بعد خروج الزعيم معمر القذافي من العاصمة طرابلس، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات والتقارير بأن تحالف المعارضة الليبية المسلحة الذي ظهر متماسكاً خلال حربه ضد نظام القذافي، قد بدأ يفقد تماسكه بسبب التوجهات الجديدة المتناقضة بين مكوناته العرقية والثقافية واللغوية والدينية والعلمانية والعروبوية: فما هي طبيعة الخلافات الليبية الجديدة. ولماذا تحولت من مجرد خلافات ثانوية خلال الحرب ضد نظام القذافي إلى خلافات أولية عندما أصبح النصر على نظام القذافي قاب قوسين أو أدنى، وهل بالإمكان احتواء هذه الخلافات أم أنها سوف تتصاعد وتتحول إلى خلافات عدائية تؤدي إلى إشعال دورة حرب أهلية ليبية جديدة على غرار ماحصل في أفغانستان بعد سقوط نظام محمد نجيب الله؟
* الأمازيغ الليبيون والتهديد بإشعال حرب الأقليات
تقول المعلومات والتقارير بأن الأقليات الثقافية ـ اللغوية الليبية، قد شرعت في مطالبة المجلس الانتقالي الليبي الحاكم بحقوقها الثقافية واللغوية، إضافة إلى إعطاءها المزيد من المزايا الاستثنائية الخاصة، بما يمكن أن يتضمن الآتي:
• الاعتراف الرسمي باللغة الأمازيغية كلغة رسمية جنباً إلى جنب مع اللغة العربية.
• إعطاء الأقليات الليبية وعلى رأسها الأمازيغ نصيباً معتبراً في قسمة السلطة والثروة.
• الاعتراف الرسمي بحقوق الأقليات في الحكم الذاتي بما يمكن أن يصل إلى مستوى الفيدرالية في أسلوب الحكم المحلي.
• إدراج حقوق الأقليات الليبية الثقافية واللغوية والعرقية ضمن الدستور الليبي الجديد.
هذا، وأضافت المعلومات والتقارير بأن المجلس الانتقالي الليبي الحاكم، وإن كان قد أقر باحترام حقوق الأقليات من حيث المبدأ، إلا أن جميع رموزه أصبحوا ينظرون بشيء من الريبة والشك في مدى مصداقية مطالب الأقليات الليبية، إضافة إلى تزايد المخاوف من أن تؤدي عملية طرح هذه المطالب وفي هذا الوقت إلى المزيد من الخلافات العدائية التي يمكن أن تصل إلى حد اندلاع موجة جديدة من العنف السياسي الإثني ـ اللغوي بين مكونات المجتمع الليبي في مرحلة ما بعد نظام القذافي.
* شرارة الأقليات الليبية: هل تشعل منطقة المغرب العربي
تحدثت الإحصائيات عن وجود منظومة بالغة التعقيد من الأقليات العرقية ـ الثقافية ـ اللغوية في المنطقة الممتدة من مناطق غرب مصر وحتى ساحل المحيط الأطلنطي عند موريتانيا، وحالياً، فقد كشفت المعلومات عن توزيع الأقليات الليبية، وذلك على النحو الآتي:
• مجموعة البربر وتتمركز في المنطقة الواقعة جنوب العاصمة الليبية طرابلس وغرباً حتى الحدود التونسية ـ الليبية.
• مجموعة الطوارق وتتمركز في المناطق الغربية والجنوبية الغربية الليبية المتاخمة للحدود مع الجزائر.
• مجموعة التاوبو وتتمركز في المناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية المتاخمة للحدود الليبية مع تشاد والسودان ومصر.
هذا، وإضافة لذلك، فقد كشفت البحوث والمسوحات الإحصائية اللغوية عن وجود لغات الأقليات الآتية:
• لغة البربر: وتتضمن خمسة لغات فرعية هي: النفوسية ـ التاماهاقية ـ الساوكناه ـ الغادامسية ـ الأوجيلاهية.
• لغة الدومري.
• لغة التيداغا.
على أساس اعتبارات الوزن السكاني الديموغرافي، فقد أشارت المسوحات الإحصائية إلى أن عدد المتحدثين بهذه اللغات هو في حدود 750 ألف نسمة بحسب تقديرات عام 2011م.
تقول التحليلات بأن أقليات بلدان المغرب العربي، ومن بينها الأقليات الليبية، وتحديداً الأمازيغ، أصبحت تنظر بعين الاعتبار للشواهد الآتية:
• انفصال أقليات جنوب السودان.
• قيام إقليم كردستان العراقي، الذي يتمتع بالاستقلال الذاتي الفيدرالي عن الدولة العراقية المركزية.
• إعلان إقليم كوسوفو الألباني الاستقلال عن دولة صربيا.
• إعلان أقاليم أوسيتيا الشمالية، وأبخازيا الاستقلال عن الدولة الجورجية.
وفي هذا الخصوص، فمن المتوقع أن لا تتوقف فعاليات الأقليات المغاربية عن جهود استهداف السلطات المركزية في البلدان المغاربية الخمسة إضافة إلى دولتي النيجر ومالي الإفريقيتان المجاورتان لبلدان المغرب العربي. وتقول المعلومات والتسريبات بأن محور واشنطن ـ تل أبيب الذي وقف إلى جانب استقلال جنوب السودان، وإقامة إقليم كردستان العراقي، قد بدأ منذ فترة طويلة جهود دعم الأقليات الموجودة في البلدان العربية لجهة استخدام ملف الحقوق الثقافية واللغوية من أجل إضعاف القوام الوطني للدول العربية، وإضافة لذلك، فقد قطعت العلاقات السرية الأمازيغية ـ الإسرائيلية شوطاً كبيراً، انتقلت بموجبه إلى مرحلة شبه العلنية من خلال زيارة زعماء الأمازيغ المغاربة إلى إسرائيل، إضافة إلى قيام أحد كبار الفنانين الأمازيغ بالحضور إلى ميناء إيلات الإسرائيلي لإجراء الحفلات الغنائية.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد