دبلوماسية أنقرة الوقائية على خط دمشق - بغداد
الجمل: تشير المعطيات وتطورات الوقائع الجديدة بأن ضغوط أزمة خط دمشق – بغداد قد وصلت إلى نقطة التوازن مع جهود الدبلوماسية الوقائية النشطة التي باشرت أنقرة القيام بها خلال الأسبوع الماضي.
* التطورات والوقائع الجارية:
أكدت التقارير الصادرة اليوم في العاصمة التركية أنقرة أن تركيا تشهد هذا الأسبوع التطورات الآتية:
• زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى العاصمة أنقرة، وجدول أعمال زيارته الذي سيتضمن لقاءات مع الرئيس التركي عبد الله غول، ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية أحمد دافو توغلو. وأضافت التسريبات التركية أن لقاءات الرئيس الأسد ستركز على مناقشة التوترات الأخيرة مع العراق الجار المشترك لتركيا وسوريا.
• زيارة بعض الوزراء العراقيين للعاصمة التركية أنقرة من أجل إجراء التحضيرات اللازمة للاجتماع الأول للمجلس المشترك العراقي – التركي الذي سيتم عقده في العاصمة العراقية بغداد خلال تشرين الأول 2009.
تقول التسريبات باحتمال أن يحدث تطور كبير في جهود الوساطة التركية وفي هذا الخصوص تتوقع بعض الأطراف التركية احتمالات أن تتحول قمة أنقرة الثنائية إلى قمة ثلاثية طالما أن هناك توقعات تركية باحتمالات حضور بغداد والذي ما زال في مرحلة المشاورات والتفاهمات المشتركة على خط بغداد – أنقرة، وتقول المعلومات أن التفاؤل التركي إزاء احتمال أن تتحول قمة دمشق – أنقرة من قمة ثنائية إلى قمة ثلاثية تضم بغداد هو احتمال كبير طالما أن السفير العراقي عاد إلى دمشق وعاد السفير السوري إلى بغداد.
* دبلوماسية أنقرة الوقائية: إلى أين؟
شهد الأسبوع الماضي قيام وزير الخارجية التركية أحمد دافو توغلو بجولة مكثفة على خط دمشق – بغداد هدف إلى:
• تخفيف حال التوتر بين سوريا والعراق.
• إفساح المجال أمام التفاهم المشترك لحل الخلافات.
• تعزيز بناء الثقة بين الطرفين.
إضافة لذلك، تقول المعلومات أن الوزير دافو توغلو قام بزيارة إضافية إلى بغداد هدفت إلى التفاهم حول التحضيرات والترتيبات الثنائية العراقية – التركية تمهيداً لعقد اجتماع المجلس الأعلى للتعاون العراقي – التركي، والذي سيتضمن عقد جلسة مشتركة تجمع مجلسي الوزراء في العراق وتركيا وذلك على خلفية نتائج زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان التي سبق أن قام بها للعاصمة العراقية بغداد منتصف 2008 الماضي وأضافت المصادر التركية بأن أنقرة تسعى وتخطط لإنشاء آلية سورية – تركية تهتم بأمر التعاون الاستراتيجي السوري – التركي العالي المستوى بشكل يتطابق ويتماثل تماماً مع نموذج التعاون الاستراتيجي العراقي – التركي العالي المستوى.
تقول المعلومات التركية أن وزير الخارجية دافو توغلو غادر أنقرة يوم أمس إلى العاصمة المصرية القاهرة لحضور اجتماع الجامعة الوزاري العربي الذي سيشارك فيه 22 بلداً عربياً والمخصص لمناقشة توتر العلاقات السورية – العراقية حيث شارك في لجنة الجامعة العربية الرباعية التي ضمت وزير الخارجية السوري وليد المعلم ووزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ووزير الخارجية التركي أحمد دافو توغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وأضافت المعلومات أن الوزير توغلو سيزور العاصمة الأردنية عمان بعد عودته من القاهرة وسيبقى فيبها مدة يومين تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الأردني ناصر جودة وما كان لافتاً للنظر أن الوزير توغلو صرّح نافياً بشدة المعلومات الإسرائيلية التي زعمت أنه ألغى زيارته لإسرائيل بسبب رفض تل أبيب قيامه بزيارة قطاع غزة، وأكد أنه سيتصرف مثل سائر المسؤولين الأتراك الذين درجوا على زيارة الأراضي الفلسطينية كلما زاروا إسرائيل، ولكن ما هو جدير بالملاحظة أن تصريح توغلو هذا كان بالأمس، أما اليوم فقد نشرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية تقريراً يؤكد أن الحكومة الإسرائيلية قد طلبت من الوزير التركي المفاضلة بين خيار عدم زيارة القطاع عند زيارة إسرائيل أو عدم زيارة إسرائيل بالمرة؟!
* مدى احتمالات نجاح الدبلوماسية الوقائية التركية:
تقول المعلومات والتسريبات العراقية أن الخلاف قد نشب بين الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بسبب تصريحات طالباني التي انتقد فيها قيام المالكي بتوجيه الاتهامات لسوريا وأضافت المصادر أن مجلس الرئاسة العراقية أصدر بياناً رسمياً بذلك ضم الرئيس العراقي ومساعديه وطالب البيان الحكومة العراقية بضرورة تخفيف حدة التوتر مع دمشق واصفاً التصعيد الأخير بالغير مقبول.
عموماً، برغم تعدد الخيارات المتاحة في مسارات علاقات التعاون والصراع على خط بغداد – دمشق فإن فعالية الدور التركي سترتبط حصراً بمدى قدرة بغداد على تعزيز العلاقات والروابط مع دمشق خاصة وأن تعاون بغداد – أنقرة سوف لن تكون له قيمته الحقيقية إذا لم يترافق مع تعاون دمشق – أنقرة بالشكل الذي سيؤدي إلى الوضع الأمثل الذي سيتمثل في تحقيق هدف بناء مثلث تعاون دمشق – بغداد – أنقرة وهو المثلث الاستراتيجي الذي سوف لن تشهد منطقة الشرق الأوسط أي استقرار حقيقي من دونه!
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد