ديرالزور: كمين يفتك بالمقاتلين الماليزيين
تعرضت مجموعة من «المقاتلين الماليزيين» التابعين لتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى مجزرة على يد عناصر من «جبهة النصرة»، في الوقت الذي وصل فيه التوتر إلى مدينة الميادين، التي بقيت حتى الآن بعيدة عن أجواء المعارك التي استعر أوارها أمس في ريف دير الزور، وخصوصاً في مدينة خشام.
وكانت مصادر ميدانية تحدثت أمس الأول عن تعرض مجموعة من المقاتلين الماليزيين إلى كمين محكم نصبه عناصر من «النصرة» في ريف دير الزور الشرقي. وبينما قالت المصادر أن ما بين 5 إلى 15 ماليزياً من مقاتلي «داعش» لقوا مصرعهم جراء الكمين، أكد أبو حسن الكويتي، أحد «أمراء داعش الشرعيين» في دير الزور، على حسابه على «تويتر»، خبر مقتل الماليزيين مع «أميرهم» الماليزي، لكنه لم يحدد العدد بدقة. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن مقتل مسلحين من الجنسية الماليزية في سوريا.
في هذا الوقت، استعرت المعارك في خشام في ريف دير الزور الشرقي التي يقع فيها معمل «كونيكو» للغاز، وسقط جراءها عشرات القتلى والجرحى، مع نزوح كثيف لأهالي المدينة الذين اتجه معظمهم إلى المناطق المجاورة بحثاً عن مكان آمن. كما تعرّض معمل «كونيكو» لقذائف عدة ما تسبّب بتعطيله عن العمل، حيث انقطعت الكهرباء والمياه عن مدينة دير الزور منذ صباح أمس.
وذكرت مصادر إعلامية أن الفصائل المتقاتلة كانت اتفقت في ما بينها على تحييد مدينة خشام عن القتال، وتفويض «كتائب عبدالله بن الزبير» نشر الحواجز على مداخل المدينة لمراقبة تنفيذ الاتفاق، إلا أن مصدراً من «داعش» نفى وجود اتفاق، معتبراً أن كل ما في الأمر هو أن «وجهاء المدينة طلبوا مهلة لإقناع مقاتلي مجلس الشورى بالخروج منها من دون تعريض المدينة لقتال»، مضيفاً أنه بعد انتهاء المهلة مساء أمس الأول من دون نجاح مساعي الوجهاء، كان لا بدّ لـ «للدولة» أن تنهي المهمة بيدها وهو ما حصل أمس، حيث اقتحم عناصر «داعش» مدينة خشام وسيطروا عليها.
ولم يقتصر تقدم «داعش» على الريف الشرقي بل امتد إلى الريف الشمالي المتصل مع ريف الحسكة، حيث سيطر على قرى وبلدات عدة أهمها النملية والحريجي، ويمكن القول إن غالبية الريفين الغربي والشمالي أصبحا في يد «داعش» بينما تستمرّ الاشتباكات في الريف الشرقي.
من جهة أخرى، شهدت مدينة الميادين، الجمعة الماضي، تظاهرات عدة طالبت إحداها بخروج «الهيئة الشرعية» التي تهيمن عليها «جبهة النصرة» و«أحرار الشام» من المدينة. ورغم أن المتظاهرين لم يعبروا عن تأييدهم لـ«داعش» إلا أن الخروج ضد «الهيئة الشرعية» يعتبر تطوراً نوعياً في مدينة بقيت بعيدة عن التوتر طوال الفترة الماضية، يضاف إلى ذلك أن ما يُسمّى «مقر الأمن العام الإسلامي» في الميادين تعرّض لإطلاق نار كثيف بعد أن رمى عليه القيادي في «النصرة» أبو أيوب الأنصاري قنبلتين، ما تسبب بأضرار مادية في مبنى المقر. وأعلنت قيادة «الأمن العام» توقفها عن العمل احتجاجاً على هذا الاعتداء على مقرها، وذلك إلى حين محاسبة عناصر «النصرة» المسؤولين عن الحادث.
كما استمر مسلسل الانشقاقات الذي كانت آخر حلقاته إعلان كتائب «سرايا النصر» انشقاقها عن «الجيش الحر ومجلسه العسكري» في المنطقة الشرقية وتحولها إلى كتيبة مستقلة لا علاقة لها بالقتال الدائر.
وكالات
إضافة تعليق جديد