رايس مبسوطة من تلاميذها العرب
رحبت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس، أمس، بمبادرة وزراء الخارجية العرب لحل الأزمة في لبنان، مشيرة إلى أنّه من خلال التوصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يمكن حل المشاكل الأخرى.
وأعربت رايس، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية، عن سرورها للمبادرة العربية «لان لبنان يجب أن يجري الانتخابات الرئاسية، ويجب أن يتم هذا الأمر من دون شروط. هناك مرشح توافقي يبدو انه يمكن لجميع اللبنانيين أن يدعموه. ويجب ان تتم هذه الانتخابات ومن بعدها يمكن حل المشاكل الأخرى. لكن من المهم جدا أن تبلغ الأطراف الخارجية كل حلفائها ان الوقت قد حان لترك لبنان يسير إلى الأمام».
وحول فشل الكثير من المبادرات، وكيف يمكن لواشنطن أن تبذل جهودها لنجاح المبادرة العربية، قالت رايس «لقد كنا نروج منذ وقت طويل جدا، منذ ظهور اسم الجنرال (ميشال) سليمان كمرشح توافقي، انه إذا كان الشعب اللبناني يعتقد انه يستطيع القيام بهذا الامر، فيجب ان يسمح له القيام بذلك من دون أي تدخل خارجي. ان جيران لبنان، مثل سوريا يجب ان تسمح بالقيام بهذا الامر. ونحن كنا من الداعمين لاراء الغالبية الديموقراطية المنتخبة التي تعتقد ان هذه التسوية يجب ان تمر فنحن ندعم ذلك. يجب ان تتم الانتخابات. يجب فتح البرلمان. عندما ينتخب رئيس للبنان، يمكن للبلد حل باقي المشاكل».
وحول ما إذا كانت الإدارة الأميركية تحمل أي أفكار جديدة تساعد الإسرائيليين والفلسطينيين على تحقيق تقدم في المفاوضات، في ضوء زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى المنطقة، قالت رايس «النقطة المهمة هي أنهم بدأوا لتوهم (التفاوض)، وهكذا فلا يجب أن نتوقع اختراقا في هذه الرحلة. إن الرئيس ذاهب إلى هناك لتقديم دعم للعملية الثنائية التي بدأها رئيس الحكومة (ايهود) اولمرت والرئيس (محمود) عباس وفريق التفاوض. أعتقد أنه (بوش) سيقول للطرفين انه يأمل في أن يتوصلا إلى حل خلال العام ,2008 هذه نيته وأمله أيضا. كما سينقل لهما أهمية الاستمرار في التفاوض بشكل مكثف وسريع. اعتقد أن هذه هي الرسائل التي يريد الرئيس توجيهها، إلا انه يجب الا تحاول الولايات المتحدة، في هذه المرحلة، أخذ مكان المتفاوضين». وجددت اعتبارها أن حركة حماس «تعزل نفسها، لأنها خارج الدول العربية المسؤولة وقادتها الذين يؤمنون بحل الدولتين. إنها تعزل نفسها بتصرفها في غزة، ومواصلة مساعدة عناصر خارجية مثل إيران، التي لا تريد شرق أوسط ينعم بالسلام والاستقرار ومزدهر».
إلى ذلك، تناولت رايس، في مقابلة مع القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، مسألة البؤر الاستيطانية فقالت «أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تتفهم جيداً أهمية الموجبات الملقاة على عاتقها بموجب خريطة الطريق... وعلى الفلسطينيين والإسرائيليين القيام بكل ما يمكن لتحسين الشروط على الأرض»، سواء لجهة «محاربة الإرهاب» في ما يتعلق بالفلسطينيين، و«عدم القيام بأي أمور تستبق الاتفاق النهائي» بالنسبة لإسرائيل.
وكانت الوزيرة الأميركية أعربت، في لقاء مع الصحافيين في واشنطن، عن معارضتها لاستمرار بناء المستوطنات، مشيرة إلى أنّ «هار حوما هي مستوطنة عارضتها الولايات المتحدة منذ اللحظة الأولى»، لكنها أكدت على التزام واشنطن بما جاء في «رسالة الضمانات» التي سلمها الرئيس الأميركي جورج بوش لرئيس وزراء إسرائيل السابق ارييل شارون في العام ,2004 وتعهد فيها بتأييد واشنطن لضم إسرائيل الكتل الاستيطانية إليها.
إلى ذلك، أكدت رايس أنّ على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته تجاه إيران، مشيرة إلى أنّها تشكل «أكبر تهديد للشرق الاوسط الذي نود جميعا قيامه». وأضافت «نحن ننظر إلى إيران على أنها خطر كبير لجهة طموحاتها النووية، وما تقوم به في المنطقة من دعم للإرهاب، من خلال محاولتها زعزعة الاستقرار في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية».
وأكدت رايس أنّ «لا شيء في تقرير الاستخبارات يوحي بأنّ إيران لا تشكل خطراً»، موضحة أنّ التقرير «يتحدث عن ثلاث مراحل لإقامة برنامج تسلح نووي، وإيران ما زالت تحتفظ بخيار استخدام أثنين منها»، إضافة إلى أنّ طهران ما زالت تعمل على تطوير صواريخ طويلة المدى.
من جهة ثانية، قالت رايس أنّ «على المصريين أن يقوموا بالمزيد»، بشأن عمليات تهريب السلاح إلى غزة، مشددة على أنه ليس للمصريين «أية مصلحة وطنية في تعزيز قوة حماس بالقرب منهم».
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد