روسيا تتهم الغرب بزرع الفوضى في سوريا والجيش يقول للمسلحين بأن وقت اللعب انتهى
ظهرت مؤشرات اضافية على اقتراب موعد المواجهة الكبرى في مدينة حلب، بعدما تبادل الطرفان رسائل واضحة: ابلغ الجيش الحكومي مسلحي المعارضة بان «اللعبة انتهت»، بينما توعد المسلحون في مدينة حلب بمعركة حاسمة تنتهي بانتصارهم او هزيمتهم.
وفي هذه الاثناء، شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، هجوما لاذعا على الدول الغربية، معتبرا أنها تسببت بعدم الاستقرار في عدد من الدول وهي الآن توشك على زرع «الفوضى» في سوريا، بينما دعت دول مجموعة «البريكس» أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار بشكل متزامن، مؤكدة أن «تسوية النزاع يجب أن تتم من دون تدخل خارجي أو فرض موقف ما على أحد الأطراف».
وبدا ان القوات النظامية والمسلحين قرروا حسم معركة حلب. وشن المسلحون هجمات عدة في محيط مواقع استراتيجية للقوات النظامية السورية في محافظة حلب، تلاها إعلان «لواء التوحيد»، عن بدء هجوم حاسم على المدينة التي تشهد معارك ضارية منذ أكثر من شهرين. وقال أبو فرات، وهو احد قادة «لواء التوحيد» «هذا المساء (أمس)، ستكون حلب لنا أو نهزم»، في حين ذكرت وكالة «اسوشييتد برس» ان القوات السورية بعثت برسائل نصية إلى المسلحين وفيها: «اللعبة انتهت». وحثت الرسائل، عبر الخلوي، المسلحين على الاستسلام وتسليم أسلحتهم، محذرة من أن عملية طرد المقاتلين الأجانب قد بدأت. وأذاع التلفزيون السوري عدة أخبار عاجلة في اشارة الى المعارك في حلب والريف، قائلا ان الجنود السوريين يلحقون خسائر «بالارهابيين».
وقال الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد، في مؤتمر صحافي على هامش مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، «نؤمن بأنه من خلال الحوار الوطني والتوافق يمكن لأطراف النزاع في سوريا التوصل إلى حل متين لا يكون موقتا. بالتالي نريد أن نمهد لبدء حوار وتفاهم وطنيين بين الجانبين ونبذل جهودا لتشكيل مجموعة اتصال من دول مختلفة».
وحذر من أن التدخل الخارجي قد يفضي إلى «نتائج على الأجل القصير، لكنه سيشيع الفوضى وانعدام الاستقرار في سوريا لعقود». وأضاف ان «النسيج الاجتماعي في سوريا لا يسمح بان تضع مجموعات قبلية اليد على السلطة من خلال شن حروب. وإذا حصل ذلك فستكون هناك نزاعات جديدة».
وقال بوتين، خلال لقاء مع سكان منطقة ريازان وسط روسيا، إن «الأمر الأكثر خطورة هو أن شركاءنا لا يمكنهم التوقف. لقد زرعوا الفوضى في العديد من المناطق، وها هم الآن ينتهجون السياسة نفسها في دول أخرى، لا سيما في سوريا». وأضاف «لقد قلنا فعلا انه يجب التحرك بحذر وعدم فرض أي شيء بالقوة تحت طائلة نشر الفوضى. وما الذي نراه اليوم؟ الوضع شبيه كثيرا بحالة الفوضى».
وتابع بوتين «لم نكن نريد فعلا أن يتكرر اليوم ما حصل في تاريخ البشرية قبل قرون»، مشيرا إلى استيلاء الامبراطورية الرومانية على قرطاج وتدميرها. وقال إن «أول عملية تنظيف اثني واسعة حصلت بين الامبراطورية الرومانية وقرطاج التي تقع في شمال أفريقيا»، موضحا أن «الامبراطورية الرومانية لم تستول على قرطاج وتحتلها وحسب، لكنها بعد أن دمرت كل شيء فيها وأدمت الجميع، رشت الملح كي لا ينبت فيها أي شيء». وأضاف «برأيي، ان ما يحصل يشبه ذلك، عندما تحاول دول قوية أن تفرض أسلوب حياتها وأخلاقها على الضعفاء من دون الأخذ في الاعتبار تاريخ وتقاليد ودين هذا البلد أو ذاك».
وحمل وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف الدول التي تشجع المعارضة السورية على رفض وقف النار والحوار، والإصرار على تنحّي الرئيس السوري بشار الأسد، مسؤولية استمرار «حمام الدم» في سوريا.
وقال لافروف، في مقابلة مع الصحافي الأميركي تشارلي روز، ان ما يجري في سوريا «حرب أهلية تأخذ أبعاداً دولية أكثر فأكثر، لأن بعض الدول تصر على أنه قبل بدء الحوار يجب أن يتنحّى الرئيس بشار الأسد، والجيش الحر الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون ليس القوة الوحيدة التي تقاتل النظام، كما أن هناك عناصر تابعة للقاعدة ومجموعات إرهابية أخرى».
وكرر لافروف التأكيد أن اتفاق جنيف يجب أن يكون القاعدة لأي حل في سوريا، داعياً الأطراف التي شاركت في الاجتماعات الى أن تلتزم بما وقعته.
وحذر من حشر الأسد في الزاوية، موضحا انه «في حال اعتقد الناس أنها طريقة سيتوصلون من خلالها إلى هدفهم، وهذا مخططهم، لكن جميع الدلائل تشير إلى أن حشره في الزاوية يجعل منه أكثر عناداً للمحاربة حتى النهاية».
وأعلن أن موسكو ساعدت واشنطن في التواصل مع السلطات السورية حيال مسألة تأمين الأسلحة الكيميائية السورية. وقال «ساعدنا الخبراء الأميركيين على التواصل مع السوريين في هذه المسألة، وقد حصلنا على إيضاحات وتعهدات بان الحكومة السورية تحمي مواقع الأسلحة الكيميائية بشكل جيد».
ودعا وزراء خارجية دول مجموعة «البريكس»، التي تضم روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، في بيان بعد اجتماعهم في نيويورك، «جميع أطراف النزاع في سوريا إلى وقف إطلاق النار بشكل متزامن، وبدء عملية مصالحة سياسية بمشاركة جميع قطاعات المجتمع عبر الحوار وبدعم من المجتمع الدولي».
وذكر بيان صادر عن وزارة الخارجية الروسية «أعرب شركاء روسيا في مجموعة البريكس عن قلقهم من تصاعد العنف المسلح وتردي الوضع الإنساني في البلاد. وشدد المشاركون على أن تسوية النزاع يجب أن تتم من دون تدخل خارجي أو فرض موقف ما على أحد الأطراف».
وتابع البيان ان «دول البريكس أكدت خلال اللقاء ضرورة تعزيز الوجود الأممي في سوريا، وأعربت عن تأييدها مهمة المبعوث الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد