روسيا تدعو إلى رفع العقوبات عن دمشق دون بطء.. وتناقش استئناف جنيف مع رمزي
أكد الرئيس فلاديمير بوتين، أن العملية العسكرية الروسية في سورية أكدت صوابية نهج بلاده الرامي إلى تحديث الجيش الروسي، على حين اتهمت وزارة الخارجية الروسية تنظمي داعش وجبهة النصرة، بارتكاب جرائم في سورية بحق المدنيين، داعية الولايات المتحدة والغرب إلى رفع العقوبات التي فرضاها على سورية دون إبطاء، على حين أعلنت السفارة الروسية في دمشق أن الجيش العربي السوري خاض معارك دفاعية قرب حلب و«النصرة» فشلت في تطويقه.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، أكد بوتين في كلمة له بمناسبة تكريم خريجي المدارس العسكرية العليا، أمس، أن نهج روسيا الإستراتيجي في تحديث وتحسين القوات المسلحة الروسية لم يتغير، وكان صائباً وتم تنفيذه بكفاءة وأكدته بشكل مقنع تدابير القوات الجوية الفضائية والبحرية الروسية في سورية. وقال بوتين: «سنستمر في تحسين هيكل وحجم الجيش والبحرية وسنواصل العمل على إيصال نظام الإدارة العسكرية إلى مستوى جديد بما في ذلك التعاون مع حلفائنا».
وأشار إلى أهمية متابعة تجهيز القوات بالأسلحة المتطورة والتكنولوجيا وأن مثل هذه المشكلة تطرح في برنامج الدولة للتسليح في السنوات 2018/2025. وقال: إن «الجيش وسلاح البحرية الحديثين المجهزين تجهيزاً جيداً هما الرد الحاسم على أي محاولات للاستفزاز والابتزاز أو الضغط على روسيا الاتحادية وهما ضمان لسيادة واستقلال البلاد ولأمن مواطنينا». من جانبها قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي، حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: إن روسيا ومصر توجهتا بدعوة مشتركة إلى جميع أطراف النزاع السوري للالتزام بالهدنة في سورية خلال شهر رمضان المبارك.
وأضافت: لم يستجب العديد من التشكيلات المسلحة التي تحارب في سورية إلى هذه الدعوة، بل واصلت الفصائل التي يحرضها إرهابيو تنظيمي داعش والنصرة، المدرجين على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، ارتكاب جرائمها، وحتى بدأت باستفزازات مسلحة سافرة، مبينة أن موسكو ما زالت تأمل في أن تستجيب الفصائل المسلحة لدعوتها خلال الأيام القريبة القادمة.
وتحدثت زاخاروفا عن جرائم الإرهابيين في سورية، قائلة: «يواصل داعش والنصرة حملاتهما الرامية إلى إرهاب السكان المسالمين، وفي ريف حلب، على سبيل المثال، أطلق إرهابيو داعش حملة لملاحقة الأكراد، ويقول نشطاء أكراد: إن الإرهابيين احتجزوا في غضون أسبوع قرابة 800 شخص رهائن، وقتلوا 11 شخصاً وأصابوا 20 آخرين ممن حاولوا الفرار».
ونقلت زاخاروفا عن وسائل إعلام لبنانية خبراً عن شن مقاتلي داعش هجوماً على القوات المسلحة السورية في ريف الرقة باستخدام قذائف تحتوي على مواد كيميائية سامة.
كما أعربت زاخاروفا عن أملها في أن تواصل دمشق التعاون مع منظمات الإغاثة من أجل توسيع عمليات إيصال المساعدات إلى المحتاجين في سورية.
وذكرت بأن الجهود الدولية في هذا المجال سمحت بإرسال المساعدات إلى قرابة مليون شخص داخل سورية منذ بداية العام، لكنها شددت على أن عدد المحتاجين بصورة ماسة إلى المساعدات في الأراضي السورية يبلغ 13.5 مليوناً، حسب التقييمات الروسية، وأغلبهم من النازحين، وأشادت زاخاروفا «بالتعاون البناء من جانب دمشق مع المنظمات الإنسانية الدولية»، وأشارت إلى أهمية عدم توقف هذه النزعة الإيجابية، محذرة في الوقت ذاته من التلاعب بمسائل تقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، مشيرة في هذا الخصوص إلى محاولات من بعض أعضاء مجموعة دعم سورية لطرح خطط إضافية لإسقاط شحنات إنسانية من الجو في بعض المناطق المحاصرة من دون الحصول على موافقة دمشق على مثل هذه العمليات، ودعت زاخاروفا تلك الدول، بدلاً من طرح مثل هذه الخطط باهظة الثمن، إلى التركيز على العمل مع وكلائهم من المسلحين الذين يتحملون مسؤولية عرقلة الوصول الإنساني إلى بعض المناطق المحاصرة، ومنها الفوعة وكفريا في ريف إدلب اللتين لم تتمكن البعثات الإنسانية من دخولهما منذ أشهر. كما دعت زاخاروفا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى رفع العقوبات التي فرضاها على سورية من دون إبطاء، والتي بدأت تؤثر سلباً في الوضع الإنساني في البلاد، وقالت: «إننا ندعو إلى رفع العقوبات أحادية الجانب غير الشرعية دون إبطاء، علماً بأنها تقوض الوضع الإنساني لكثيرين من المواطنين السوريين».
من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أمس، أن نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف استضافا أمس رمزي رمزي نائب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، ونوقشت خلال تبادل الآراء بشكل تفصيلي آفاق استئناف المفاوضات السورية وتحريك الحوار السوري وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وقرارات مجموعة دعم سورية».
في الأثناء أعلن السفير الروسي في دمشق ألكساندر كينشاك، أمس أن الجيش العربي السوري خاض معارك دفاعية قرب حلب مدعوماً بالطيران الروسي لصدّ محاولة «النصرة» تطويقه.
وقال: «نحن ندعم السوريين في هذه الحالة، أي عند إجراء عمليات دفاعية، لأن هناك «النصرة» التي تحشد قواتها وتجلب المزيد من المسلحين والعتاد».
وذكر كينشاك أن القوات الجوية الروسية تعمل على تدمير هذه الأهداف لإضعاف هجمات الإرهابيين المحتملة، وبشكل عام، المعارك قرب حلب عنيفة بما فيه الكفاية، ولكن بالنسبة للسوريين، فهي ذات طبيعة دفاعية. وأكد كينشاك أن الجيش العربي السوري يسيطر على نحو نصف مدينة حلب، على حين تسيطر على النصف الآخر مجموعة متنوعة من التشكيلات المسلحة غير الشرعية، مشيراً إلى أن هدف «النصرة» وحلفائها كان اختراق خط التماس وتطويق قوات الجيش في المدينة، وقطع خطوط إمدادها، أي بمعنى قطع الممر الذي يربط هذه المناطق من حلب مع باقي محافظات البلاد. ووفقاً لكينشاك، فقد اندلعت على مدى الأسابيع القليلة الماضية معارك عنيفة في هذه المناطق، ولا سيما في المناطق المأهولة بالسكان مثل العيس وخان طومان وحندرات، وشدد كينشاك على أن الجيش العربي السوري نفذ، بدعم من الطيران الروسي معركة دفاعية بحتة واسعة النطاق، وقال: «الجيش السوري في حلب بحالة دفاع، ونحن نساعدهم في هذا، لأن على الجانب الآخر هناك محاولة لتغيير خط التماس، وتطويق الجيش السوري في حلب، وبالتالي تغيير ميزان القوى في شمال البلاد لصالحهم»، ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن كينشتشاك قوله: إنه «لا يتوقع أن يهاجم الجيش العربي السوري مدينة حلب في القريب العاجل».
وكالات
إضافة تعليق جديد