روسيا توافق بالكامل على المبادرة الإيرانية وأوروبا متشائمة من التقارب مع موسكو
أعلنت إيران أن روسيا وافقت بالكامل على مبادرتها ذات البنود الستة لحل الأزمة السورية، في وقت لا يزال فيه العثمانيون الجدد يعيشون في الأوهام رافضين الاعتراف بالواقع، ومستمرين بهذيانهم بأن النظام السوري سيسقط قريباً.
وأكد مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبد اللهيان من موسكو التي يزورها أن روسيا أيدت بالكامل خطة طهران والتي ترى أنها يجب أن تكون تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقال في تصريحات لقناة العالم: «وضعنا المبادرة الإيرانية قبل شهر ونصف الشهر في متناول العديد من دول المنطقة، لقد سلمنا هذه المبادرة إلى وزراء الخارجية في كل من تركيا ومصر والسعودية وروسيا والصين، وكذلك إلى (المبعوث الأممي إلى سورية) الأخضر الإبراهيمي، وجهودنا متواصلة لإدخالها حيز التنفيذ».
وتدعو المبادرة إلى وقف فوري للعنف وبدء الحوار الوطني وتشكيل حكومة وطنية ائتلافية وإطلاق سراح المعتقلين ممن لم تتلطخ أيديهم بالدم السوري ووصول الإعلام إلى كافة مكونات الشعب السوري.
وتدعو الخطة لانتخابات برلمانية وإقرار دستور جديد للبلاد وانتخابات رئاسية في موعدها في ربيع العام 2014.
ولا تقتضي المبادرة كما قال عبد اللهيان إرسال قوات دولية لحفظ السلام في سورية موضحاً إن «الأمر لا يتطلب وجود قوات دولية لحفظ السلام، ولكنه يستوجب على دول الجوار العمل على منع دخول السلاح، ولقد أكدنا مراراً خلال المفاوضات التي أجريناها مع أطراف متعددة ضرورة تضافر الجهود الإقليمية لمنع دخول السلاح إلى سورية ووصوله إلى الجماعات المتطرفة في الداخل، وهذا سينعكس سلباً على الوضع الأمني في دول الجوار».
وفي لقاء تلفزيوني مع قناة «روسيا اليوم» الفضائية قال عبد اللهيان: اليوم نحن شاهدون على أن الحكومة السورية تسيطر وبشكل جيد على كل نقاط البلد وذلك على الرغم من الضغوط المتزايدة والمتكاثرة والتعقيدات الموجودة في الأزمة السورية، ونحن نرى أنه وخلال العمليات التي تقوم بها المجموعات المسلحة الإرهابية والرد الموجود من القوات النظامية فلا دليل على وجود ثورة أو سعي نحو الديمقراطية ولا وجود لحقوق إنسان في هذه الممارسات وهدف هذه المجموعات المتمثل بإسقاط النظام قد أخفق وقد فشلوا أيضاً بإخراج سورية من محور المقاومة، نحن نعلم أن الأوضاع في سورية معقدة وخطيرة ويجب أن يتم النظر إليها بشكل واقعي.
وقال عبد اللهيان: إن حزب اللـه يحمي الشعب والحكومة في سورية ويدعم الإصلاحات التي تقدم بها الرئيس بشار الأسد وهو يدعم الحل السياسي في سورية ويحارب كل الحركات الإرهابية ومنها تلك التي تنتقل إلى بعض المناطق من سورية إلى لبنان.
وأكد المسؤول الإيراني أن «حزب اللـه واعتماداً على معرفتنا لم يتدخل أبداً في سورية لكن يبدو أن حزب اللـه وإذا شعر في لحظة معينة أن الشعب السوري بحاجة إلى حمايته ودعمه وأن سورية بحاجة إليه لبقائها ضمن محور المقاومة فهو وبكل تأكيد سيظهر ردة فعل ستكون مؤثرة وفاعلة».
وقال: إن ما يسمى «الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية» لا يمثل كل الشعب السوري في الداخل، ودعا لمنح فرصة للشعب السوري لاتخاذ قرار حول مستقبلهم ومستقبل بلدهم، أما اتخاذ قرار من الخارج حول الوضع السوري فهو إهانة للسوريين المقاومين وإهانة لإدراكهم (...) اليوم إذا قررت بعض الأطراف الخارجية وقف الدعم للجماعات المسلحة وبعض الجهات الإرهابية في الداخل السوري فإن الأوضاع سوف تجنح باتجاه السلم بسرعة وستوجد أرضية لتطبيق الإصلاحات التي طرحها السيد بشار الأسد وتشكيل حكومة وحدة وطنية ودعم طريق الحل السياسي وإن شاء اللـه عندها سيتضح دور سورية في محور المقاومة.
وأكد أن إيران وروسيا «تؤمنان بالحل السياسي في سورية ووقف التدخلات الخارجية وتوقف العمليات الإرهابية وضرورة حماية الشعب السوري والحوار الوطني واستكمال مسيرة الإصلاح».
في سياق آخر، زعم وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس في هلسنكي أن نهاية النظام السوري هي «مسألة وقت ليس إلا»، داعياً المجتمع الدولي إلى العمل على أن يتم الانتقال إلى نظام جديد في هذا البلد «بأسرع ما يمكن».
ويبدو أن هذه التصريحات جاءت رداً على تصريحات نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية حسين أمير عبد اللهيان بموسكو التي أكد فيها أن إيران لا تعتقد أن الحكومة السورية ستسقط قريباً.
ورداً على سؤال عن توقعات غربية بأن إسقاط النظام السوري وشيكاً قال عبد اللهيان: لدينا شكوك قوية في هذا، الجيش السوري وجهاز الدولة يعملان بسلاسة.
وقال الوزير التركي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفنلندي ايركي تيوميوجا «فيما يتعلق بالوقت الراهن الآن بإمكاننا أن نكون واثقين من هذا الأمر أكثر من السابق (...) إنها (سقوط النظام) مسألة وقت ليس إلا.. ولكن يجب على المجتمع الدولي أن يجعل العملية الانتقالية تتم بأسرع وقت ممكن (...) بغية منع حصول المزيد من الكوارث».
وزعم الوزير التركي أنه لا يؤيد فكرة تدخل عسكري أجنبي في سورية، مؤكداً أنه يشارك نظيره الفنلندي قوله: إن هذه الفكرة «ليست بتاتاً ضمن مخططات المجتمع الدولي».
لكن السياسة التركية تشير إلى عكس ذلك تماماً، وخاصة في ظل نشر حلف شمال الأطلسي صواريخ باتريوت في تركيا على الحدود مع سورية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد