سوريا متمسكة بخط 4 حزيران وهـوف سـيبقى فـي دمشـق لأيـام
كرر وزير الخارجية وليد المعلم، أمس، تمسك دمشق بمرجعية مدريد لعملية السلام، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مؤكدا، خلال لقائه مستشار المبعوث الأميركي جورج ميتشل، فريدريك هوف، تمسك سوريا باستعادة الجولان حتى خط الرابع من حزيران العام 1967.
وكان هوف، وهو مستشار ميتشل لشؤون سوريا ولبنان، وضع في وقت سابق هذا العام اقتراحا أكاديميا لحل النزاع بخصوص الجولان من خلال تحويل جانب كبير من الهضبة المحتلة إلى محمية طبيعية يمكن لكل من السوريين والإسرائيليين الوصول إليها.
وبحث المعلم، مع هوف لمدة 90 دقيقة في دمشق التي انتقل إليها من إسرائيل، «عملية السلام في المنطقة ومتطلبات تقدمها ونجاحها».
ونقل بيان رسمي سوري عن المعلم تشديده على «تمسك سوريا باستعادة الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وفقا لقرارات الشرعية الدولية»، مؤكدا «حرص سوريا على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقا لمرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام».
ونقل البيان عن هوف تأكيده «سعي الولايات المتحدة للعمل من أجل تحقيق السلام الشامل في المنطقة، وعزمها القيام بدورها الفاعل والمتوازن من أجل استئناف المفاوضات على جميع المسارات».
وكان لافتا اختيار هوف البقاء في دمشق لأيام على غير عادة المسؤولين الأميركيين حين يزورون سوريا، وهو ما فسر على وجود نية من الجانبين لعقد اجتماعات أخرى، وإن كان أيهما لم يؤكد هذا الأمر رسميا.
وسبق للمعلم وهوف أن بحثا هذا الملف على هامش زيارة ميتشل إلى دمشق منذ أسابيع. ويعتبر هوف من أكثر الخبراء في المسار السوري الإسرائيلي لعملية السلام، ولا سيما بعد إعلان وثيقته حول إعادة الجولان السوري المحتل إلى سوريا وفقا لنظرية المحمية الطبيعية، كما أنه يعتبر من أكثر المتحمسين للعمل على المسار السوري الإسرائيلي خصوصا في ضوء تعثر المسارات الأخرى، ولا سيما الفلسطيني، على اعتبار أن المفاوضين السوريين والإسرائيليين سبق لهم ان قاموا بحل 80 في المئة من العقد المتعلقة بهذا المسار. لكن يبقى أن سوريا تنظر إلى مهمة هوف في إطار سعيه للاستكشاف والاطلاع على وجهات النظر وذلك بانتظار التئام الظروف المناسبة، والتي ترى دمشق أنها ما زالت غير مؤاتية بعد في ظل وجود حكومة يمين إسرائيلية.
من جهة ثانية، (يو بي آي) نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين قولهم إن هوف «سيحاول إقناع القيادة السورية بعدم السماح لجهات إرهابية بالعبور من أراضيها إلى العراق بعد أن تنهي الولايات المتحدة سحب قواتها من هناك». وأضافوا أن «واشنطن تتخوف من أن تسيطر إيران وسوريا على العراق بعد سحب القوات الأميركية».
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن أعضاء كنيست من أحزاب اليمين، الذين توقعوا تمرير قانون يمنع انسحاب إسرائيلي من الجولان بسهولة في فترة ولاية حكومة بنيامين نتنياهو فوجئوا لدى اكتشافهم أن نتنياهو يعارض مشروع القانون بشدة. وقال أعضاء الكنيست إن نتنياهو يمارس «ضغطا مكثفا» على نواب من حزب الليكود بهدف عرقلة سن قوانين معارضة للانسحاب من الجولان.
زياد حيدر
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد