سينمائيون شباب : كل فيلم سيصنع الآن مسكون بشبح إسرائيل
الجمل ـ منصور ديب: بالرغم من امتداد بناء المؤسسة العامة للسينما عمودياً لأربعة طوابق وأفقيا لأكثر من عشرين غرفة يتوازعها أكثر من مائة موظف يعملون أو لا يعملون يسود صوت منخفض اقرب إلى الهمس .
فقط هناك غرفة واحدة تحتكر الضجيج إسمها "غرفة المخرجين " يتوسطها طاولة مستديرة يحتل الكراسي التي تحوط بها من يريد أن يقول شيئاً بصوت عالي ربما تتحمل استدارة الطاولة بعضاً من السبب أو لأن المواضيع التي تثار حولها تتعلق بكل شيء إلا بالمال والصفقات التي تتم عادة بالهمس.
حول هذه الطاولة الجميع يبادر لرواية ما سمع أو قرأ أو استخلص، وهذه المرة كانت للحديث حول شهر وثلاثة أيام من العدوان الإسرائيلي على لبنان .
سينمائيين الشباب بينهم المخرج فجر يعقوب الذي حقق عدداً من الأفلام القصيرة وكانت له مشاركة في مهرجان دمشق السينمائي الأخير بفيلم "البطريق " وأيهم ديب مدير التصوير الذي صور وأخرج فيلم " سقيفة العراف" وطلال ديركي مخرج فيلم "رتل كامل من الأشجار"
بدأ طلال ديركي بالحديث وكيف كان يتابع الحرب: من الطبيعي أن تتابع قناة إخبارية تمتاز عن سواها بتغطيتها للأحداث من أرض المعركة وبسرعتها بنقل الحدث مباشرة ( عن طريق مراسِلين جيدين ) وليس نقلاً عن قناة إخبارية أخرى، إضافة إلى ابتعادي عن القنوات التي تحاور أمريكيين و إسرائيليين لأني حقيقة بحاجة لأن أفهم المكان بذاته بعمقه وتفاصيله وأسبابه، المكان بشخوصه الحقيقيين وحدهم، وليس من وجهة نظر أجنبية أو تعيش في الخارج بمعزل عن محيطها في الشرق، لها رؤيا خاصة وأجندة تعكس مصالحها الخاصة.
أيهم ديب يقول : عند الخامسة صباحاً من كل يوم كنت أتصفح جريدة " السفير" على الإنترنيت . وفي بداية الحرب ذهبت مع شادي أبو الفخر إلى مدارس استضافت الوافدين اللبنانيين. فقد أدركت أني أبحث عن موضوع يظهر براعتي في تصوير محنتهم . إلا أنني امتنعت عن ذلك, بعدما تذكرت صحفيين يبحثون عن الدم ليكتمل سبقهم الصحفي، لذا قررت أن تكون هذه المشاهد في ذاكرتي فقط.
كنت أتصفح موقع "الجمل" فارغب بكتابة تعليق و لكن الخدمة غير متوفرة
ويتابع أيهم : أعتقد أني أحببت تلفزيون الـ NEW TV و المنار. أحببت كل صحفيي الجزيرة و المنار لأسباب مهنية.
من الواضح أن الجزيرة حصلت على استحسان الجميع والسبب يعللونه في المصداقية والحرفية العالية في نقلها للوقائع من مراسلين وأجواء مرافقة
يقول فجر يعقوب وبلغة تذكر ك بان الصورة دائما هي دائماً ما يأسره .
وقفت مشدوها ً أمام التلفزيون بعد أن تحولت الحرب إلى واقعة تلفزيونية .أصبحت على قناعة من أن رأسي تضخمت كثيرا ً وأنا أدخلها في هذه الشاشة الصغيرة ،وأحشرها بقوة .كنت أسب وألعن وأتساءل لم لم تكن الشاشة كبيرة لأتمكن من الدخول بكامل قامتي ،فقد كنت أريد أن أتوارى من الخجل.
أما الخلاصة التي خرجوا بها من هذه الحرب ؟
قال طلال : كما هو الماضي هو الحاضر، دول تسعى لبناء إمبراطوريات ودائماً الشرق الأوسط هو مقياس قوة الإمبراطورية من( الاسكندر الأكبر، روما،الفتوحات الإسلامية، الصليبيين،المغول، العثمانيين، الاستعمار الحديث وكيان إسرائيل....الخ ) لم يتغير سوى اسم الغازي .
يضيف : إن جنرالات الجيش وسياسييهم يجعلون من هذا العالم ، ومن الإنسان الذي يعيش فيه بمنتهى السخافة .. ويائس... دائماً يقحموننا بحروبهم وصراعاتهم التافهة.
لم يضف لي شهر من الحرب شيء إلى ما قد عرفته في سنين من السلم
أيهم ديب رأى أن الحرب ليست اشد شراسة من السلم فهو مازال يعتقد أن الفرد رهين غربته و احتياجاته .
ويزيد وكأنه متأثر بشاعرية فجر يعقوب
ليست الحرب إلا الزمن مكدس و مضغوط كلا ليس مختصراً و إنما مكثفاً. بين نهاياته تتمدد الروح إلى أبعد من طاقتها في تحولات النفس البشرية. في الحرب ننمو بسرعة أكبر , نحرق أوراق العمر أسرع.
أما فجر فيرى أن هناك إشارات ورموز بدأ يعيها حول إسرائيل كوحش يهجع طوال ستين عاما ً في أرواحنا ،فأهلكها وقصف أعمارنا.
الأمور مختلفة في هذه اللحظة إن هزيمة هذا الوحش بدد خرافته في الرمز نفسه.
لكن كيف سيؤثر ذلك على أعمالهم القادمة قال أيهم ديب
زرنا أنا وطلال ونادين سلامة مقرا للوافدين اللبنانيين في صحنايا وقمنا بالتصوير كي نصنع فيلما كوثيقة
يقول طلال: الفيلم رواه النازحون
أما أيهم فيقول أتمنى لو نمنح المحزونين فرصة إسماع صوتهم و ليس فقط سماعه.
يتدخل فجر
أعتقد أن أي فيلم سيصنع الآن لن يتخلص من شبح إسرائيل
فأي أضغاث أحلام ستظهر في أعمالنا ستكون إسرائيل نفسها مسئولة عنها.هذه ليست خرافة ، أو حكاية عن الخرز الملون،هذه إسرائيل التي ولدنا في ظل وجودها ،وربما سنموت و ما تزال ظلالها الثقيلة رابضة على صدورنا..!! ويضيف طلال: تقدمت بفيلم قصير إلى المؤسسة وسيناقشوه قريبا بعنوان ( بيتي الحبيب ) يتحدث عن عودة القتلى جراء القصف إلى بيوتهم المدمرة ليعيدوا لها الحياة ولتنعم هناك روحهم بالسلام.
تحدث الشباب طويلاً عن انجازات المقاومة ، قالوا أنهم يدينون لها بمحو تاريخ من الخزي..
الجمل
ل
إضافة تعليق جديد