طقوس الإشارات والتحولات تعزز لغة الحوار الثقافي السوري الأوروبي
بحضور السفير الفرنسي ميشيل دوكلو ورئيس بعثة المفوضية الأوروبية فاسليس بونتوسوغلو بدمشق عقد مخرج مسرحية طقوس الإشارات والتحولات وسام عربش مؤتمرا صحفيا ظهر يوم الخميس الفائت في مسرح القباني بإشراف الدكتور عجاج سليم مدير المساح والموسيقا، قدمت للمؤتمر وقامت بالترجمة ريم حداد الملحقة الإعلامية في المركز الثقافي الفرنسي..
عرض طقوس الإشارات والتحولات جزء من مشروع الشراكة الأوروبية المتوسطية لتطوير المسرح السوري الذي يتضمن عروض مسرحية ودورات إخراج وورشات عمل...وحسب السفير الفرنسي بدمشق فإن (عرض طقوس الإشارات) جاء بمبادرة من مديرية المسارح والموسيقا ودعم فرنسي لها، فالفريق التقني للعرض المؤلف من عشرين عاملا فيه ثلاث عمال فرنسيين، واعتبر السفير أن هذا النص من أهم النصوص المسرحية في التراث المسرحي السوري، وإنتاج هذه المسرحية هو حدث هام بالنسبة للثقافة والمسرح السوريين، قد يظن (بتابع السفير) البعض أن هذا المشروع الثقافي يحمل رسالة ليبرالية والبعض الآخر يعتقد أنها لعبة مسرحية وفنية، إن هذا المشروع (العرض) يخلق مجالا للنقاش والحوار شبيها بما فعلته مسرحية (طرطوف) في فرنسا حيث أثارت نقاشات كثيرة، ومسرحية طرطوف تتعرض للأشكال الكاريكاتورية لبعض رجال الدين لكنها لا تسيء إلى الدين أبدا ....
ونظرا لأهمية المشروع وافق مخرج العرض (عربش) على تمديد العرض وإقامة محترفات مسرحية للاستفادة قد المستطاع من هذا المشروع.....
بدوره أكد رئيس بعثة المفوضية الأوروبية على أهمية التعاون الثقافي بين سورية والمفوضية لكونه يدعم الحوار بين الثقافات ويشجع النمو والتطور الثقافي في سورية، والمشاريع التي تدعمها المفوضية تركز على البعد الاجتماعي والإنساني والثقافي، ويقول رئيس المفوضية: هناك ثلاث مراحل مررنا فيها هي: الحوار- التبادل- تفهم أفضل بين سورية وأوروبا...وأبدى رئيس البعثة سعادته بالمشاركة في هذا المشروع الذي يأتي ضمن مشاريع عدة تسمى شبكة العمل بين سورية وأوروبا والتي تعنى بالشباب وتأهيلهم......
الدكتور عجاج سليم مدير المسارح والموسيقا وضع (عرض طقوس الإشارات..) الذي بدأ التحضير له قبل سنة ونصف ضمن إطار الحوار الحضاري والثقافي بين سورية وأوروبا، واختيار مسرح أبو خليل القباني مكانا لانعقاد المؤتمر هو تأكيد على دور هذا الشيخ المسلم المسرحي الريادي في تأسيس المسرح السوري والعربي...ودمشق عرفت العديد من رجال الدين من مختلف الأديان السماوية كان لهم دورا حضاريا وإنسانيا في المنطقة، وسورية مثال للتوافق والانسجام والتسامح بين متخلف الأفكار والتيارات...ومن خلال هذا المشروع نحن مستمرون بترسيخ تقاليد الانفتاح على جميع الثقافات وخاصة الأوروبية، والمسرح أبلغ تعبير على لغة الحوار الندية بين الحضارات....واعتبر سليم نص سعدالله ونوس (طقوس الإشارات..) من النصوص المشاكسة والمتحدية...و افتتاح هذا العرض بحماة (خارج دمشق) يعد تحولا مهما وكبيرا....
مخرج العرض وسام عربش ثمن جهود مديرية المسارح والمركز الثقافي الفرنسي والاتحاد الأوروبي التي تضافرت لانجاز العرض، وأشاد عربش بجهود العاملين الذي أنجزوا الديكور الضخم للعرض بمدة زمنية قصيرة...
وردا على سؤال: إن كانت وزارة الثقافة قد طلبت من المخرج أية تعديلات على النص وخاصة ما يتعلق بشخصية المفتي قال عربش : سبق وأن جرت محاولات عدة لإنتاج هذا العرض لكن لم أعرف سبب عدم نجاحها، ويعود نجاحنا بانجاز العرض إلى الجهود الكبيرة التي دعمته (د. عجاج والمديرية ،المفوضية، المركز الثقافي الفرنسي وريم خطاب... )، ووزارة الثقافة قدمت جميع التسهيلات المطلوبة ليرى هذه المشروع النور، وبالنسبة لشخصية المفتي لا ننسى أن هذا المفتي هو مفتي مسرح فقط..
واعترف عربش بالارباك الذي عانى منه الممثلون بسبب الديكور المتحرك الكبير الذي سبب بطء الحركة..
وعن الحلول الإخراجية وبالمشاهد الذي يفكر به إن كان أوروبي أو عربي قبل العرض أجاب عربش على سؤال الزميلة ديما ناصيف مراسلة روسيا اليوم: لم أفكر بالتوجه إلى متلق سوري أو أوروبي قبل العرض بل أخذت كلاهما بالاعتبار، كوني سأقدم العرض في أوروبا أيضا، لقد وجدت في نصوص سعدالله ما يعبر عني وعما أريد....
انقطاع الكهرباء في منتصف المؤتمر أربك الحضور رغم استمراره على ضوء (اللوكس)، ولسوء حظ المؤتمرين تقاطع توقيت المؤتمر مع فترة التقنين وكان حري بمديرية المسارح اخبار وزارة الكهرباء عن المؤتمر فربما تؤجل القطع دعما للشراكة المتوسطية في حقل الثقافة!!
أحمد الخليل
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد