غضب في القدس والاحتلال يعزلها
بدا الشطر الشرقي من مدينة القدس المحتلة، أمس، أشبه بمدينة أشباح بعدما عزلها الاحتلال بالحواجز، تحسباً لمزيد من المواجهات إثر دعوات فلسطينية للتظاهر والإضراب دفاعاً عن الحرم القدسي، في وقت اندلعت مواجهات عنيفة في حيي رأس العمود ووادي الجوز.
أقيم اعتصام سلمي صامت في باحة كنيسة القيامة في القدس، تضامناً مع المقدسات الإسلامية المستهدفة، لا سيما المسجد الأقصى.
وشارك في الاعتصام عدد من رجال الدين المسيحي من مختلف الطوائف وحشد من أبناء القدس المسيحيين الفلسطينيين، إضافة إلى حجاج مسيحيين يزورون القدس في هذه الأيام. وخلال الاعتصام رُفعت الصلوات والأدعية من أجل القدس، إضافة إلى بعض الترانيم الدينية بلغات متعددة.
وقال رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا إنّ «هذا الاعتصام يأتي تضامناً مع المسلمين الأخوة في الانتماء إلى الإنسانية والأرض المقدسة والمدينة المباركة».
وتابع حنا «كنيسة القيامة قبلة مسيحيي العالم وأقدس معلم مسيحي على وجه البسيطة تقول إننا نتضامن اليوم مع الأقصى ومع المحاصرين فيه وتضامننا مع المقدسات الإسلامية هو تضامن مع المسلمين الذين تُمتهن كرامتهم وتمس أحاسيسهم الدينية بهذا التطاول على أقدس مقدساتهم».
ووضعت شرطة الاحتلال في حالة تأهب وفرضت تدابير قمعية، حيث أقامت العديد من الحواجز على الطرق داخل أسوار البلدة القديمة في القدس وأزقتها، وتركت عدداً قليلاً من المنافذ مفتوحة ما حال دون وصول آلاف الفلسطينيين إلى
المسجد الأقصى لأداء صلاة المجمعة.
وقالت نعمه شقيرات (73 عاماً) التي جاءت لأداء الصلاة من حي جبل المكبر «أنزلونا من الباصات في حي رأس العمود ومشيت أكثر من نصف ساعة لأصل إلى الحرم». ولم يكن نبيل سنقرط (50 عاماً)، الذي صلى مع عدد من الرجال خارج الأسوار، أفضل حظاً، بعدما منعته قوات الاحتلال من دخول المسجد لأن عنوانه في بيت حنينا، رغم أنه يملك متجراً في القدس.
وقال مسؤول أمني للإذاعة الإسرائيلية إن «قوات الشرطة وضعت في حالة تأهب متقدمة جداً لحفظ النظام»، موضحاً أنه تم نشر «آلاف العناصر في القدس وفي شمالي إسرائيل بعد دعوات أطلقها المتطرفون». ووقعت مواجهات عصراً في حيي رأس العمود ووادي الجوز أسفرت عن إصابة 11 عنصراً من شرطة الاحتلال بجروح طفيفة. وحصلت المواجهات الأعنف في رأس العمود حيث رشق مئات الشبان الفلسطينيين عناصر حرس الحدود بالحجارة والزجاجات الحارقة، فيما استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز لقمعهم.
وفي غزة شارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات دعت إليها حركتا حماس والجهاد الإسلامي لنصرة المسجد الأقصى. وقال القيادي في حركة الجهاد خالد البطش «هدف الاعتداءات على الأقصى هو تهويد القدس ولا بد من الاستعداد لمواجهة العدو»، فيما رأى رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن «معركة الأقصى الحقيقية» بدأت، داعياً الأمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتيهما تجاه المسجد الأقصى.
كما شهدت العديد من المدن العربية والإسلامية، لا سيما دمشق وعمان ونواكشوط واسطنبول وطهران، مسيرات داعمة للفلسطينيين في معركتهم لحماية الأقصى من انتهاكات الاحتلال.
من جهة ثانية، وصل وفد من حركة حماس، برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق إلى القاهرة، لإجراء محادثات مع القيادة المصرية بشأن تداعيات طلب السلطة من مجلس حقوق الإنسان تأجيل بحث تقرير غولدستون حول جرائم الحرب في غزة، وللبحث في إمكان تأجيل التوقيع على اتفاق المصالحة في ضوء هذا التطور.
يأتي ذلك، في وقت يواصل المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل محادثاته في إسرائيل، حيث من المنتظر أن يعقد اليوم لقاءً جديداً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد