قصة سورية في مخططات البنتاغون لحرب الدول السبع
الجمل: تزايدت اهتمامات خبراء الشؤون الدولية والإقليمية الشرق أوسطية لجهة القيام بتقديم التحليلات السياسية والأوراق البحثية الساعية لرصد حركيات الحدث السوري، وعلى خلفية تصريحات وزير الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، فقد برزت مدى مصداقية بعض وجهات النظر التي تطرقت إلى كشف حقيقة النوايا الأمريكية التي أصبحت شبه معلنة إزاء سوريا: فما هي أبرز التحليلات السياسية ووجهات النظر الأخيرة التي ركزت على الحدث السوري؟
* مقاربة الخبير بوب تشابمان
سعى الخبير بوب تشابمان باتجاه إعداد تحليل سياسي حمل عنوان (الولايات المتحدة ـ حلف الناتو يخططون لحرب برية في ليبيا وتدخل عسكري في سوريا)، ويمكن الإشارة إلى أبرز النقاط الواردة في التحليل على النحو الآتي:
• أكدت مصادر عسكرية أمريكية بأن واشنطن قد أعدت القوات والخطط اللازمة لجهة القيام بعملية عسكرية مرتفعة الشدة تهدف إلى غزو واحتلال ليبيا في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2011م القادم.
• تدرس واشنطن في الوقت الحالي مدى إمكانية فتح جبهة تدخل عسكري ثانية في منطقة شرق المتوسط، حيث قامت واشنطن بتحريك حاملة الطائرات الأمريكي باتان، باتجاه المناطق البحرية المقابلة للساحل السوري، وعلى متنها 2000 جندي مارينز و6 طائرات حربية و15 هيليكوبتر هجومية، إضافة إلى بعض القطع الحربية البحرية المرافقة لها.
• بدت جماعة بلدربيرج ـ التي تتكون من كبار رموز الجماعات الغربية المرتبطة بالصهيونية والشركات الاحتكارية الكبرى ـ أكثر اهتماماً لجهة النظر في مدى إمكانية نجاح إشعال حرب جديدة في منطقة شرق المتوسط، إضافة إلى حرب ليبيا التي بدأت بالفعل.
• تقوم شركات المجمع الصناعي ـ العسكري الأمريكية في الوقت الحالي بدراسة الاحتمالات المتعلقة باتساع نطاق الصراعات العسكرية، وما يمكن أن يترتب على ذلك من طلب على منتجاتها من السلاح والعتاد.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الخبير بوب تشابمان، قد أشار في تحليله إلى أن التصعيدات الأمريكية الجديدة سوف لن تنحصر في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط وحسب، وإنما سوف تشمل اليمن وباكستان. وحالياً بدأت بالفعل تظهر النوايا التصعيدية الأمريكية من خلال قيام واشنطن باستغلال حالة الاضطرابات اليمنية كغطاء لتنفيذ واحدة من أكبر العمليات السرية العسكرية الأمريكية، بشكل ظهر بوضوح من خلال الاستخدام المتزايد لعمليات الاغتيالات المستهدفة التي تنفذها الطائرات بدون طيار الأمريكية.
* مقاربة الخبير مادي داريوس نازيمورايا
أعد الخبير مادي داريوس تحليلاً حمل عنوان (مسرح الحرب الأمريكية القادمة: سوريا ولبنان)، ويمكن الإشارة إلى أبرز النقاط الواردة في التحليل على النحو الآتي:
• تسعى واشنطن وإسرائيل والسعودية لجهة استغلال الفرص والمزايا التي توفرها حركة الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية.
• أبرز الأهداف الأمريكية ـ الإسرائيلية ـ السعودية، يتمثل في: أولاً: تفكيك كتلة المقاومة والقضاء على مكوناتها، وثانياً: إضعاف حدوث أي تحولات ديموقراطية حقيقية في منطقة الشرق الأوسط.
• يتم حالياً تمهيد عملية إشعال الصراع في رقعة الشطرنج الشرق أوسطية بما يشمل: سوريا ـ لبنان ـ إيران ـ العراق والأراضي الفلسطينية.
* مقاربة الصحفي البريطاني كيم سينغوتيا
أخذت المقاربة شكل القصة الخبرية المطولة، ونشرتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، وتشير معطيات القصة الخبرية، إلى العديد من المغالطات، الساعية إلى تشويه الحقائق، وصولاً إلى عملية التضليل التي تجعل القارئ البريطاني والغربي يصدق السردية القائلة بأن الصراع في منطقة جسر الشغور كان بين المتظاهرين الأبرياء وقوات الجيش التي ضربتهم بنيران الدبابات والأسلحة الثقيلة.
عند وصل الخط المتقطع، تبدو الصورة واضحة، فالمقاربة الأولى تؤكد على النوايا والتحركات، والمقاربة الثانية تؤكد على الهدف والتخطيط، والثالثة تؤكد على مدى الاهتمام بتوفير عمليات التضليل الإعلامي المطلوب تكثيفها حالياً بما يتيح تعزيز فعاليات العمليات النفسية ـ الإعلامية التي تقوي ذرائع الحرب والتدخل.
* البنتاغون وحرب السبعة دول: خارطة طريق الخمسة سنوات
كشف الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك، وجود مشروع حرب أمريكية شرق أوسطية واسعة النطاق، تم وضع خططها بواسطة خبراء البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) منذ فترة، وأشارت تسريبات الجنرال ويسلي كلارك إلى النقاط الآتية:
• الدول المستهدفة بالحرب الأمريكية هي سبعة دول شرق أوسطية: سوريا ـ إيران ـ العراق ـ لبنان ـ ليبيا ـ الصومال والسودان.
• فترة الحرب: تم تحديد فترة خمسة سنوات كحد أقصى لإنفاذ مشروع الحرب.
• خارطة طريق الحرب: تتضمن مسار مزدوج، الأول خاص بدول منطقة المسرح الشرقي، وهي (سوريا ـ العراق ـ إيران ولبنان)، والثاني خاص بدول منطقة المسرح الغربي وهي (ليبيا ـ السودان والصومال).
وإضافة لذلك، أشار البروفيسور ميشيل خوسودوفسكي في تحليله الأخير، إلى تحديد أبرز آليات تمهيد المسرح التي يتم إسقاط فعالياتها حالياً بواسطة واشنطن وحلفاءها، ومن أبرز هذه الآليات:
• تكثيف عمليات التضليل الإعلامي وعلى وجه الخصوص ضد سوريا وبدرجة أقل ضد لبنان.
• تكثيف عمليات توظيف القرارات الدولية وعلى وجه الخصوص ضد لبنان وبدرجة أقل ضد سوريا.
هذا، وخلصت الاستنتاجات إلى الآتي:
• تصعيد عملية بناء الضغوط الخارجية ضد سوريا.
• تصعيد الضغوط الخارجية ضد لبنان.
وبرغم أن المقصود شيء واحد، فإن الضغوط التي سوف تستهدف لبنان ستتميز بقدر أكبر من الخصوصية النوعية، بما يؤدي إلى تصعيد الفتنة الداخلية بين حزب الله وخصومه، وفي نفس الوقت محاصرة الحكومة اللبنانية الجديدة على أساس اعتبارات تصعيد الذرائع التي تتهمها بأنها لا تتعاون مع المحكمة الدولية، وأنها تنتهك القرار الدولي الخاص باستقلال وسيادة لبنان عن طريق تعاونها مع دمشق والسماح لسوريا بالتدخل في الشأن اللبناني.
ما هو مثير للاهتمام أن تسريبات الجنرال ويسلي الذي تولى منصب عسكري رفيع المستوى في قيادة حلف الناتو، قد جاءت قبل اندلاع حركة الاحتجاجات السورية، وفي هذا الخصوص تجدر الإشارة إلى أن الجنرال ويسلي قد أشار صراحة إلى الآتي:
• يتم استهداف سوريا عن طريق التحريض الإعلامي وتقديم الدعم السري للجماعات المسلحة والتي يتم ضمنها إدماج عناصر الميليشيات الجهادية.
• يتم استخدام الضحايا كذريعة من أجل إلصاق الاتهامات بدمشق، بما يبرر لاحقاً توفير الذرائع اللازمة لتسويغ القيام بعمليات التدخل الدولي الإنساني.
• يتم إعطاء أنقرا دور رئيس في عملية استهداف سوريا.
سعى البروفسور ميشيل خوسودوفيسكي، إلى عقد مقارنة بين حجم المجموعات الاحتجاجية الصغيرة، وحجم الموكب الشعبي الضخم الذي شهدته العاصمة السورية دمشق قبل بضعة أيام، وأشار إلى مدى تعمد الوسائط الإعلامية الغربية تجاهل ذلك، وأيضاً أشار إلى أن قيام أنقرا بدور في عملية استهداف دمشق هو أمر لا يمكن استبعاده وذلك لأن تركيا ترتبط بالعديد من الاتفاقيات العسكرية والمخابراتية مع أمريكا ومع إسرائيل، إضافة إلى أن حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامية الحالية وزعيمها رجب طيب أردوغان لم يحدث أن أعلنت في أي وقت من الأوقات عن تخليها عن هذه الاتفاقيات، والآن وفقاً لهذه الاتفاقيات فإن أنقرا في حالة تعاون كامل مع واشنطن وتل أبيب ليس في عملية استهداف ليبيا وحسب. وإنما أيضاً في إفساح المجال أمام أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لجهة القيام بجمع المعلومات السرية عن سوريا وإيران.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
السؤال الأكثر أهمية ... لو
أقدار
قصة سورية
***
راي
ولك يا صديقي انو ايد وحده الي
سوريا و المؤامرات
الرؤية من منظور عين النسر
مخطط تفتيت يبدأ من مصر
إضافة تعليق جديد