لماذ تحتاج واشنطن إلى إعادة فرقة (كورد فارسال) للإغتيالات إلى العراق

14-07-2021

لماذ تحتاج واشنطن إلى إعادة فرقة (كورد فارسال) للإغتيالات إلى العراق

أكدت مصادر عراقية أن الفرقة الأمريكية المقاتلة، التي قبضت على الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل 17 عاماً، (كورد فارسال) عادت مجدداً للانتشار في العراق، وذلك عقب التصعيد الأخير بين الميليشيات الموالية لإيران والقوات الأمريكية في المنطقة (العراق وسوريا).

وأرجعت أستاذة العلاقات الدولية في جامعة بغداد ازدهار الغرباوي عودة الفرقة المقاتلة “كورد فارسال” وانتشارها في العراق إلى تغيير تكتيكي في السياسة الأمريكية تجاه العراق وحتى أفغانستان ،على اعتبار أن العمليات العسكرية التي كانت متبعة في السابق في العراق لم تحقق أهدافها المرسومة في الجداول الزمنية التي حددتها الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على الإرهاب ولتحجيم دور الفصائل المسلحة المدعومة من ايران والتي تعدها أمريكا خارجة عن مصالحها.


وأضافت أن هذا التغيير في الإستراتيجية الأمريكية يأتي نتيجة لتقليص عدد القوات الأمريكية الحالية في العراق، والتي كانت قبل بضعة أشهر (5000) جندي، ثم تناقصت إلى النصف، وهناك أيضاً مفاوضات إستراتيجية بين حكومة بغداد وواشنطن لتقليص العدد مجدداً.

 وبذلك فإن إعادة الانتشار -والحديث للدكتورة الغرباوي- تأتي في إطار التعويض عن هذه القوات المنقوصة بطريقة أخرى من دون الحاجة إلى وجود عسكري واسع.

ومن جهة ثانية اعتبرت الغرباوي أن وصول الفرقة المذكورة إلى العراق هو رسالة أمريكية لأذرع إيران في العراق، تريد أن تقول من خلالها “إن كل من يحاول تهديد المصالح الامريكية والوجود الأمريكي في العراق سيكون مهدداً أن يكون هدفاً مباشراً لهذه الفرقة”.

وأشارت إلى أن هذا التغيير في معادلة المواجهة مع إيران وأذرعها في العراق أتى بعد أن أدركت أمريكا أن معركة المسيرات وصواريخ الكاتيوشا لا يمكن أن تُحسم بالطريقة التقليدية المتبعة وخصوصاً أن الكل يعلم أنه ومنذ مجيء الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البيت الأبيض هناك أكثر من (50) ضربة وجهت إلى الجانب الأمريكي ومصالحه في العراق.

وتعتقد الغرباوي أن المواجهة المقبلة بين أمريكا وحلفاء إيران في العراق ستتغير وتأخذ تكتيكاً جديداً قد يكون أقرب إلى الطريقة التي تم بها التعامل مع قاسم سليماني الذي اغتالته أمريكا في العراق مطلع 2020 وكذلك العديد من علماء الطاقة والذرة والصواريخ داخل إيران.

فرقة “كورد فارسال”

وفرقة “كورد فارسال” عبارة عن قوة أمريكية خاصة مقرها موجود شمال مدينة كولورادو الأمريكية ـ تأسست عام 1942 وتضم جميع صنوف القوات المسلحة وتمتلك خبرات خاصة وفائقة، ومهامها الرئيسية تكمن في تنفيذ عمليات استخبارية دقيقة وضربات نوعية مؤثرة.

وكان لهذه الفرقة دور كبير في الحرب الباردرة التي دارت بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي والمعسكر الغربي برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي، وحروب الوكالة التي دارت بين الطرفين في الكثير من بقاع العالم،

وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق2003، تم تكليفها بمهمة البحث عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين وإلقاء القبض عليه، وهو ما حصل فعلاً بعد عدة أشهر في عملية أطلقوا عليها اسم “الفجر الأحمر”.

ومنذ حوالي شهر زادت حدة التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاء إيران في العراق، حيث تستهدف تلك الفصائل بصواريخ الكاتيوشا والمسيرات مواقع تمركز القوات الأمريكية في العراق وحتى في سوريا.

ومطلع الشهر الجاري نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً، كشفت من خلاله ما أسمته (السياسة الجديدة للإدارة الأمريكية في التعامل مع الهجمات الإيرانية).

وذكر التقرير أن الاستراتيجية للولايات المتحدة هي الرد على أي استهداف لقواعدها المنتشرة في المنطقة وإن لم يسفر عن خسائر بشرية بالطريقة التي تراها الإدارة الأمريكية مناسبة.

وجاء تقرير الصحيفة بعدما تعرضت إدارة بايدن للكثير من الانتقادات وخاصة من نواب في الحزب الجمهوري المنافس لحزبه في الولايات المتحدة، متهمين إدارته بالضعف والمسّ بهيبة الولايات المتحدة عبر مواقفه الضعيفة والمتخاذلة أمام التمدد الإيراني على القوات الأمريكية في المنطقة.

 

 



وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...