مؤتمر الإعلام العربي والإسلامي شعارات وتبادل ابتسامات

12-05-2007

مؤتمر الإعلام العربي والإسلامي شعارات وتبادل ابتسامات

الجمل ـ أنور بدر: أنهى مؤتمر الإعلام العربي والإسلامي لدعم شعب فلسطين دورته الثالثة بعد منتصف ليل الثاني من أيار/ مايو, والتي بدأت في الثلاثين من نيسان/ إبريل. بحضور حوالي (350) شخصيّة إعلامية وفكرية من كافة دول العالم, حيث تمّ إضافة للافتتاح الرسمي من قبل وزير الإعلام السوري بصفته الجهة الداعية لهذه الدورة, إلقاء مجموعة من الأبحاث:
- "الخطاب الإعلامي العربي بين المهنيّة والالتزام بالقضايا الوطنية والقومية", للدكتور رفعت سيد أحمد/ مصر.
- بحث "مفهوم ومرتكزات ثقافة المقاومة في الإعلام العربي", الأستاذ الدكتور عزمي بشارة/ فلسطين. ألقي نيابة عنه.
- بحث "القضية الفلسطينية وانعكاساتها في الإعلام التركي", الأستاذ التركي محمد بيكار أوغلو/ تركيا.
- بحث "الإعلام والإعلال المقاوم- قناة المنار نموذجاً", الباحث السيد عبد الله قصير/ لبنان.
- بحث "الإعلام الإسرائيلي أثناء الحرب العدوانية على لبنان.. وصورة المقاومة في الإعلام الإسرائيلي", الباحث السيد تحسين الحلبي/ فلسطين.
- بحث "الجولان العربي السوري المحتل في الإعلام الإسرائيلي ومهمّات الإعلام العربي والدولي", السيد إبراهيم عبد الكريم/ فلسطين.
- بحث "الاستراتيجية الإعلامية في أوروبا بين الاستمرارية والتحوّل", الأستاذ   سعيد دودين/ فلسطين- ألمانيا.
- بحث" الخطاب الإعلامي الغربي تجاه قضايا المنطقة- فلسطين نموذجاً", السيد   بلال الحسن/ فلسطين- فرنسا.
- بحث "كيف يتعاطى الإعلام الغربي مع حقوق الشعوب في امتلاك التكنولوجيا النووية للإغراض السلمية", الأستاذ الدكتور عزت الله ضرغامي/ إيران.
- بحث "دور الإعلام في التفريق بين المقاومة الوطنية والإرهاب".
- بحث " الأمن الإعلامي والقضية الفلسطينية", للأستاذ رفيق نصر الله/ لبنان.
- بحث "الإسلام والغرب: تصحيح التزييف الإعلامي", للبروفسور شاندرا مظفر/ ماليزيا.
إضافة لحلقتين نقاشيتين, الأولى بعنوان "التشريعات الإعلامية الدولية والإعلام العربي والإسلامي" والثانية بعنوان "القدس والمسجد الأقصى: رؤى إعلامية".
علماً بأنّ الدورة الأولى لهذا المؤتمر عقدت مابين /29/ و /30/ كانون الثاني من العام /2002/ في طهران كملتقى لوسائل الإعلام في العالمين العربي والإسلامي لدعم الانتفاضة الفلسطينية بمشاركة رسميّة من بعض الدول العربية والإفريقية والإسلامية, بينما عقدت الدورة الثانية لهذا المؤتمر في بيروت ما بين /17- 19/ أيلول /2003/ تلبية لدعوة قناة "المنار" التابعة لحزب الله, وبرعاية رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود, ومن المهم بهذا الصدد القول بأنّ الأمانة العامة لهذا المؤتمر مقرّها في طهران, ولم تأخذ بعد الشكل المؤسساتي الذي يُتيح لها متابعة تنفيذ التوصيات مثلاً. أو تحديد برنامج عمل مستقبلي.
******
بالطبع يُمكن لمن أراد أن يقرأ الكثير من المعطيات في التفصيلات السابقة, وهي معطيات تفرض نفسها بقوّة في هذه الدورة الأخيرة للمؤتمر الذي بدأ تظاهرة كبيرة وانتهى إلى جمل إنشائية.
 وهو ككل المؤتمرات الرسمية, ما أن انتهت جلسة الافتتاح الرسمي حتى انفض السامر, ولم يبق من مئات المدعوين في قصر المؤتمرات أكثر من عشرين شخصاً في بعض الجلسات, توزعوا فيما بينهم الابتسامات وبطاقات الفيزيت, تبادلوا الملاحظات وأرقام الهواتف, وربما جرت بعض الصفقات الإعلامية والإعلانية أحياناً, وكفى الله منظمي المؤتمر شرّ الإعلام المقاوم ودوره في الدفاع عن الأمة.
فهذا الشعار يُثير بداية الكثير من علامات الاستفهام حول ماهية الإعلام المقاوم, لأنّ المداخلات التي قدمت في هذا الصدد لم تُغن إلا من إنشاء, لأنها خارج حدود الإنشاء تكون قد أدخلتنا في منطقة الألغام السياسية, ويُدرك الجميع أنّ الإعلام صدى للسياسية شئنا أم أبينا, فعلى من تقرأ مزاميرك يا داوود؟
الإعلام المقاوم هو الإعلام الناجح, ولا يوجد إعلام ناجح بلا حريّة إعلامية, مهما أضفنا لهذا الإعلام من ملحقات عربية أو إسلامية, وأعتقد أنّ مثال "الجزيرة" خير نموذج على الإعلام الناجح, بغض النظر عن اتفاقنا مع توجهاتها أو اختلافنا معها.
وفي حال توفر هذه الحرية تبقى التكنولوجيا عصا السبق في هذا الإعلام, فكلنا يَعرف أنّ صورة الفتى "محمد الدرة" مثلاً كانت أمضى إعلامياً من عشرات البطولات, بل مئات الكتب التي دبجت حول الانتفاضة الفلسطينية,. إنّه عصر الصورة الرقميّة, عصر الاتصالات وحرية تبادل المعلومات. ويستطيع أياً أراد أن يدخل هذا العصر, من خلال امتلاك هذه التكنولوجيا المتاحة للجميع, وليس من خلال الإدارات البيروقراطيّة والعاجزة....
ثم لو تساءلنا في الشق الثاني لهذا الشعار, وأقصد به "الدفاع عن الأمة", فأي أمة هي المقصودة؟ هل هي الأمة العربية على ما بين دولها من تنازعات وتباينات؟ أم أنها الأمة الإسلامية التي تمتد من ابن لادن إلى حدود الإصلاح الليبرالي  الذي يعترف بأنّ الدين لله والوطن للجميع؟ أم أنها تكون الأمم التي تحصنت بحدود وعلم ونشيد وطني مع بعض الخلافات حول حدود السيادة؟
أسئلة لم تطرح في المؤتمر, ولم يتساءل احد عن أهميّة محور "كيف يتعاطى الإعلام الغربي مع حقوق الشعوب في امتلاك التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية" في تقديم الدعم لشعب فلسطين. لأنّ معارك الخطابة والإنشاء التي أديرت خلال ثلاثة أيام في قصر المؤتمرات لم تخرج إلى الشارع العربي, و لم يلمس المواطن أي تغيّر في وسائل إعلامه أثناء المؤتمر أو بعده.
معارك الإعلام العربي والإسلامي في هذا المؤتمر وفيما سبقه من مؤتمرات لم تفلح في دعم شعب فلسطين. طالما أنّ السياستين العربية والإسلامية غير متفقتين أو جادتين في هذا الدعم. لذلك ظلت معارك حول طواحين الهواء, وبلاغة التوصيات, دون أن تُغيّر شيئاً في الإعلام العربي والإسلامي, والذي سيظل أميناً كلٌ في موقعه ووفق مصالحه, دون الوصول إلى أية صيغ تنفيذية أو عملية لتفعيل دور هذا الإعلام وتطوير مجالات الحريّة المتاحة له, حريّة التعبير وصولاً إلى دعم الشعب الفلسطيني. الذي لم يتأثر هو أو سواه من الشعوب العربية والإسلامية بهذا المؤتمر.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...