ما هي أبرز محطات المافيا الروسية الإسرائيلية

21-02-2007

ما هي أبرز محطات المافيا الروسية الإسرائيلية

الجمل:   ظهرت المافيا الروسية- الإسرائيلية (Rnssian- Israeli Mafia) بعد انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، واكتسبت المزيد من القوة والنفوذ خلال فترة الستة عشر عاماً التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي.
تطلق تسمية المافيا الروسية- الإسرائيلية على مجموعة واسعة من الجماعات والأفراد الذين ينتمون إلى العديد  من الجهات والاثنيات. وبرغم تعددية الانتماءات، فإن إدراج اسم روسيا وإسرائيل ضمن تسمية هذه المافيا يرجع بشكل أساسي إلى عضويتها يغلب عليها وجود العناصر الروسية والإسرائيلية، مع وجود محدود للعناصر الأوكرانية، والأرمنية، والأذربيجانية، والجورجية. وتسيطر العناصر الإسرائيلية بشكل نافذ على مقاليد الأمور في تنظيم المافيا الروسية- الإسرائيلية.
• الخلفيات التاريخية:
الاضطراب وحالة اللايقين والفوضى، التي سادت في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق في الفترة التي أعقبت مباشرة انهياره وانتهاء الحرب الباردة في عام 1991م، أدت جميعها إلى تفشي واستشراء حالة الفوضى والعنف والجرائم الجامحة المنفلتة العنان في روسيا وشرق أوروبا وجمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة القوقاز. وذلك بشكل لم تجد نفعاً أمامه كل برامج الإصلاح الاقتصادي والسياسي التي أعلنت عنها آنذاك السلطات الحكومية في بلدان هذه المناطق.
• التنظيم والعضوية:
أشار تقرير استخباري إلى أن حجم عضوية المافيا الروسية- الإسرائيلية كان في عام 1995م حوالي 100 ألف عضو، ينتظمون ضمن 8000 مجموعة إجرامية، واستطاعوا آنذاك السيطرة على 80% من أنشطة وأعمال القطاع الخاص في روسيا وحدها، على النحو الذي جعلهم يستحوذون على دخل كان يعادل 40% من إجمالي عائدات الاقتصاد الروسي في عام 1995م.
قادة وزعماء المافيا الروسية- الإسرائيلية، كانوا في أغلبيتهم العظمى من اليهود الروس الذين كانوا يعملون في جهاز المخابرات السوفييتية كي.جي.بي (KGB)، وجهاز المخابرات العسكرية السوفييتي (GURN)، وأيضاً الجيش والشرطة السرية السوفييتية. وقد تزايد عددهم بعد عمليات التسريح الواسعة التي نفذتها حكومة بوريس يلتسين في روسيا ضمن برنامج تخفيض القوة العسكرية –بناء على طلب أمريكا- بحجة انتهاء الحرب الباردة وتحول العلاقات بين الغرب والشرق من مرحلة المواجهة إلى مرحلة الصداقة والتعاون.
كذلك، من أبرز العناصر التي استطاعت المافيا الروسية- الإسرائيلية تجنيدها، عدداً كبيراً من أفراد وحدة النخبة في القوات الخاصة السوفييتية السابقة (اسبيتناتز: Spetsnaz) الأمر الذي أدى إلى تعزيز قدرة تنظيم المافيا الروسية- الإسرائيلية في القيام بتنفيذ أفظع العمليات الإجرامية التي تتميز بالوحشية والبشاعة.
• القدرات والأسلوب:
توجد الكثير من التشابهات والتماثلات بين أسلوب تنظيم المافيا الروسية- الإسرائيلية، وأسلوب تنظيم المافيا الإيطالية. وحالياً تتميز المافيا الروسية- الإسرائيلية وتتفوق على وصيفتها الإيطالية في الآتي:
- نوعية العناصر: تتميز عناصر المافيا الروسية- الإسرائيلية بالكفاءة العملية والخبرة النظرية في كافة المجالات، وبالذات في مجالات العمل العسكري، والاستخباري والشرطي.
- الانفتاح: المافيا الروسية- الإسرائيلية أكثر انفتاحاً، فهي لا ترتبط بقومية أو اثنية معينة، وإنما تعمل تماماً مثل المنظمة الصهيونية العالمية، وحالياً أصبحت شبكة أعمالها تغطي معظم بلدان العالم.
- الإسناد والحماية: تجد المافيا الروسية- الإسرائيلية السند والحماية بواسطة الكثير من الأطراف العالمية، ومن أبرزها الحكومية الأمريكية والبريطانية والفرنسية.
- التكامل الرأسي: ترتبط المافيا الروسية- الإسرائيلية بعمليات تكامل رأسي مع عدد كبير من الكيانات الاقتصادية والتجارية والسياسية، فمثلاً استطاعت أن تسيطر على شركة يوكوس الروسية العملاقة التي تعتبر واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال النفط، وكان أبرز مدراء هذه الشركة اليهودي خودورو فيسكي من زعماء المافيا الروسية- الإسرائيلية. كذلك تقوم قيادات المافيا الروسية- الإسرائيلية بدعم الكثير من الحركات والأحزاب والزعماء السياسيين. وقد أشار تقرير استخباري إلى قيام المافيا الروسية- الإسرائيلية بتقديم الأموال إلى نيكولاس ساركوزي المرشح لتولي منصب رئاسة الجمهورية في فرنسا.
- المناورة ومرونة الحركة: تتميز المافيا الروسية- الإسرائيلية بالمناورة الواسعة النطاق، والحركة السرية السريعة، والارتكاز القوي، والتأمين العالي. ومن أبرز أمثلة ذلك استفادة هذه المافيا من دولة الكيان الصهيوني، وعلى سبيل المثال: بما أن إسرائيل تسمح لكل يهود العالم بالهجرة إليها وممارسة حق الإقامة والحصول على الأوراق الثبوتية الإسرائيلية، فقد أصبحت عناصر المافيا الروسية- الإسرائيلية تستخدم إسرائيل كملاذ آمن، وتتحرك بحرية كاملة في أمريكا ودول غرب أوروبا تحت غطاء تسليم العديد من المطلوبين للعدالة في دول العالم الغربي والشرقي من المقيمين لديها من أفراد هذه المافيا بحجة أنهم مواطنين إسرائيليين لا يجوز تسليمهم لأي جهة أجنبية. كذلك تحاول إسرائيل حالياً مطالبة روسيا بتسليمها الكثير من اليهود المحكومين في السجون الروسية من أفراد وعناصر هذه المافيا بحجة أنهم مواطنون إسرائيليون ومن حقهم قضاء عقوبتهم في سجون (بلدهم إسرائيل).
• المحطات البارزة:
من أبرز المحطات في مسيرة المافيا الروسية- الإسرائيلية نجد:
- الأزمة الروسية: خلال فترة تسعينيات القرن الماضي اندلعت أزمة اقتصادية عارمة داخل الاقتصاد الروسي، وذلك بسبب التحول من اقتصاد القطاع العام إلى اقتصاد القطاع الخاص (الخصخصة)، وقد أدت الفوضى الاقتصادية إلى إفساح المجال واسعاً أمام عناصر المافيا الروسية- الإسرائيلية للتغلغل في الشركات والأعمال التجارية والاقتصادية داخل روسيا وبقية دول شرق أوروبا وآسيا الوسطى، وكان من أبرز العوامل التي ساعدت عناصر هذه المافيا على ذلك الأموال الضخمة التي قدمتها لهم المؤسسات المصرفية الأمريكية والأوروبية التي يسيطر عليها اليهود الغربيين، مثل بنك تشيز مانهاتن وغيره.
- الحروب الأهلية: أدت حالة السيولة التي ضربت النظام الدولي العالمي إلى انكشاف العديد  من دول العالم الثالث أمام النزاعات والحروب الأهلية، وقد استفادت المافيا الروسية- الإسرائيلية، وعملت جنباً إلى جنب مع جهاز الموساد الإسرائيلي (MOSSAD)، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) والمخابرات الخارجية البريطانية (M16)، وفي الإشراف على عملية نقل وتهريب الأسلحة والعتاد العسكري إلى الميليشيات والفصائل المسلحة مقابل شحنات المواد الخام، مثل: الماس، والذهب.. وغيرها من السلع الثمينة، وكانت شحنات الأسلحة تتم من بلغاريا وأوكرانيا، ورومانيا، أما شحنات الماس والذهب الهام فكانت تتم من سيراليون وليبيريا وأنغولا وشرق الكونغو.. بحيث تنقل حصراً إلى إسرائيل حيث تتم معالجتها، وإعادة تصديرها إلى الأسواق الأوروبية مشفوعة بأوراق ومستندات شهادة المنشأ الإسرائيلية.. وكانت تصفية المعاملات المالية تتم عبر العديد من المصارف العالمية، ومن أبرزها المصارف العربية الخليجية التي تعد الأكثر تورطاً في علميات غسيل وتبييض الأموال.
• معاملات المافيا الروسية- الإسرائيلية:
إدارة الرئيس جورج بوش: بسبب سيطرة جماعة المحافظين الجدد على الإدارة الأمريكية، فقد تورطت الكثير من الأجهزة الرسمية الأمريكية في علميات مشتركة مع المافيا الروسية- الإسرائيلية، ومن أبرزها عقود البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) مع شركات اليهودي الروسي فيكتور بوت (اكبر مهربي السلاح والماس في العالم، وصدرت بحقه مذكرة توقيف بواسطة مجلس الأمن الدولي) لنقل الأسلحة والعتاد العسكري إلى أفغانستان، والعراق، والصومال، وسيراليون، وليبريا، وأنغولا، وجنوب السودان، ودارفور. ويشير تقرير استخباري إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد تدخلت شخصياً لمنع جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكية (FBI) -الأمن الجنائي الأمريكي- من القيام بعملية اعتقاله، عندما كان في زيارة للولايات المتحدة، تتعلق بتنسيق الأعمال المشتركة بينه وبين بعض الشركات الأمريكية الموجودة في ولاية تكساس والتابع للرئيس الأمريكي جورج بوش وأسرته، وأيضاً شركة هالبيرتون التابعة لديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي.
وعموماً نقول: الفترة القادمة سوف تشهد توسعاً كبيراً في أنشطة ونفوذ المافيا الروسية- الإسرائيلية خاصة في البلدان العربية، وتفيد بعض المعلومات إلى تورط أفراد هذه المافيا في الاغتيالات اللبنانية، وصراعات الصومال وجنوب السودان ودارفور، كذلك تتمتع هذه المافيا بتسهيلات كبيرة في بلدان الخليج خاصة أبو ظبي ودبي والشارقة، وقد ثبت أن فيكتور بوت ظل لفترة طويلة يدير أعماله من إمارة الشارقة الإماراتية، حيث يجد الدعم والمساندة والحماية من بعض الأطراف الخليجية الغارقة حتى  أذنيها في عمليات التهريب وتبييض الأموال.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...